الأرقام هي رموز تمثل الأعداد، وهذه الرموز تمثل الأعداد كقيمة ذهنية ذات معنى، مثلًا كأنك تقول إن عدد 12 هو رمز لقيمة اثني عشر شيء مهما كان هذا الشيء.
وكما نعلم فإن للأرقام أصل وتاريخ، ففي البداية استخدم المصريون القدامى الأرقام عام 3200 قبل الميلاد، والتي كتبت بالخط الهيروغليفي، كما واستخدموا بعض الرموز لتمثيل الرقمين 100 و1000، فمثلًا رمز زهرة اللوتس كان يمثل الرقم 1000 ورمز جزء من سلسلة مقياس النيل كان يمثل الرقم 100.
وفي عام 2400 قبل الميلاد، استعمل البابليون في بلاد الرافدين نظام عد مكتوبًا بالمسمارية، وهم استخدموا رمزين للتعبير عن هذا النظام، فالرمز الأول مثلا يشبه الوتد الرأسي ويمثل الرقم 1، والرمز الثاني وهو على شكل الزاوية القائمة ويمثل الرقم 10.
تبنى الإغريق نظام العد لدى المصريين القدامى، بل وأضافوا إليه وطوروه، ومن أبرز التطورات التي أجروها على النظام المصري أنهم استخدموا الحروف الهجائية عوضًا عن الصور للتعبير عن الأرقام، وهم قد قسموا الحروف الهجائية الـ27 إلى ثلاثة أقسام، وكل قسم منها مؤلف من 9 حروف، وتمثل الـ9 الأولى أرقام الآحاد، بينما الـ9 الثانية تمثل العشرات، والـ9 الثالثة تمثل المئات.
أما الرومان فقد استخدموا النظام الإغريقي، ولكن لم يطوروه، بل وارتدوا به إلى الوراء، أي أنهم استخدموا نظامًا شبيهًا بالنظام المصري القديم.
وبالتحدث عن الرقم 0، فإنّ المصريين القدامى لم يعرفوا الصفر، ولكن البابليين عرفوا هذا الرقم، فهل عرف الإغريق أيضًا الرقم 0؟
نعم، لقد عرف الإغريق الرقم صفر، فقد استخدموا الحساب البابلي، ولكن بعد أن ترجموا الأعداد البابلية إلى الأعداد الإغريقية، اختفى الصفر، الأمر الذي جعلهم يكرهون الرقم 0 ويرفضونه تمامًا، هناك أسباب رياضية وأخرى فلسفية لهذا الرفض، وحول الأسباب الرياضية، فإن الصفر يتعارض مع تعريف أرخميدس للأعداد، فهو قد قال إن أي عدد إذا جمعناه إلى نفسه لعدد هائل من المرات فيصبح العدد في النهاية أكبر من أي عدد معروف، وهذا المفهوم لا ينطبق بتاتًا مع الرقم 0؛ لأنه إذا أضفنا الصفر إلى نفسه لعدد هائل من المرات فلن نحصل سوى على صفر جديد.
أما حول الأسباب الفلسفية، فهي تمثلت برفض بعض عمالقة الإغريق للرقم صفر ومنهم: فيثاغورس، وزينون، وأرسطو، فكان الصفر بالنسبة لهم عددًا مأفونًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.