أصل حكاية (إحنا دافنينه سوا).. قصة قصيرة

(إحنا دافنينه سوا) من أشهر المقولات التي تقال في الدول العربية، وهذا المصطلح يستخدم بين اثنين لديهم سر لا أحد غيرهم يعلمه، لكن ما أصل هذا المثل.

اقرأ أيضًا: أمثال مصرية مضحكة.. تعرف الآن

يحكى أن هذا المثل مستوحًى من قصة حقيقية حصلت في زمن بعيد، وذكر هذا المثل، وظلت تردده الأجيال إلى يومنا هذا، إليك أصل هذه المقولة.

يقال إن قصة هذا المثل تعود إلى العصر الفاطمي، فقد كان لدى شقيقين حمار، وكانا يعتمدان عليه في تأمين دخلهم، وتيسير أمور حياتهم يوميًا، فقد كانا يتاجران بحمل البضاعة إليه لإيصالها إلى الناس وكسب بعض الأموال، وكان هذا الحمار بمنزلة روحهما، فهما دونه لا يستطيعان فعل شيء، لذلك كانا يحبان هذا الحمار بشدة، وأطلقا عليه اسم (أبو الصبر) نظرًا لصبره الشديد على تحمل الصعاب.

وفي أحد الأيام في أثناء ذهاب الشقيقين إلى السوق تعب الحمار وسقط في الطريق ومات في الحال، حزن الشقيقان على الحمار حزنًا شديدًا، ونقلا الحمار، ودفناه في أحد الطرق الصحراوية التي كانت بقرب السوق، ولم يكتفيا بذلك، بل أقاما له شبه مدفن.

وجلس الشقيقان يبكيان على قبر الحمار بعد أن دفناه، وكانا يذهبان إليه يوميًا، ويبكيانه بكاء شديدًا حتى لاحظ الناس تكرار فعلهما، فسألهما أحدهم: 

- ما الأمر؟ ولماذا تبكيان؟

فرد عليه أحد الشقيقين:

-  نبكي على (أبو الصبر) الذي كان يقضي حوائجنا ويساعدنا في تسيير أمورنا، ويدر علينا الخير والبركة، ويوصلنا إلى أبعد الأمكنة، وسرعان ما انتقلت هذا القصة إلى الناس عامتهم، واعتقد البعض أنهم يتكلمون عن عبد صالح أو شيخ جليل يقضي لهما هذا، وبدأ بعض الأشخاص يشاركونهما في البكاء.

مع الوقت بدأت نسبة كبيرة من الأشخاص تشارك الشقيقين في البكاء، والبعض بدأ يتبرع بجزء من المال تبركًا بهذا الشيخ الجليل الذي دفن في هذه المنطقة، وهو الشيخ "أبو الصبر"، ولاحظ الشقيقان هذا التصرف، فأسرعا في إقامة خيام كبيرة ووضع صندوق تبرعات، وبالفعل زادت التبرعات وزاد عدد زائري هذا المكان طلبًا للمساعدة من هذا الشيخ.

اقرأ أيضًا: حكم وأمثال عربية مشهورة.. تعرف عليها الآن

تحول قبر الحمار إلى مزار كبير، وأصبح الناس يتوافدون من كل مكان لزيارة المقام، ووضع التبرعات طمعًا في كرامات هذا الشيخ ومعجزاته في حل أمور الحياة مثل علاج المريض والزواج والإنجاب وغيرها.

جمع الشقيقان الأموال، وكانا يتقاسمانه فيما بينهما حتى جاء يوم واختلف الشقيقان في توزيع الأموال.

ثم قال أحدهم للآخر:

- سوف أطلب من الشيخ (أبو الصبر) أن يغضب عليك.

فرد الآخر:

- (إحنا دافنينه سوا)

وسمع أحد الأشخاص هذه المقولة، وانتشرت بعد ذلك، وظلت مثلًا يرددها الأجيال.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

فعليا كتابتك ممتعة ومشوقة ومصاغة بأسلوب جيد ربنا يوفقك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة