الكمان.. أرق الآلات الموسيقية الساحرة، وأساس الموسيقى الكلاسيكية والملهمة لعدد من الآلات التي أتت بعدها، إنها الآلة الأجمل التي استطاعت أن تسحر المستمعين بأصواتها الرقيقة والقوية في آن واحد، وبرز كثير من العازفين العرب في استخدامها وتقديم أفضل الأصوات الموسيقية، وفي مقالنا اليوم سوف نقدم لك معلومات عن أشهر عازفي الكمان العرب، الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الموسيقى العربية.
آلة الكمان
الكمان آلة وترية خشبية مع 4 أوتار، وتوصف بأنها أرقى الآلات الوترية الموسيقية، وتعد من أشهر الآلات التي استخدمت في الموسيقى قديمًا وحديثًا في الموسيقى الكلاسكية، وكانت وما زالت راسخة وثابتة الجذور في أصول صناعة الموسيقى ومكانها لا تستطيع أن تأخذه أي آلة أخرى؛ وذلك لأن صوتها يُعرف بأنه أحن أصوات الآلات الموسيقية، فهي الآلة الوحيدة التي تنتحب مع الإنسان وتؤثر وتتأثر بمشاعره.
أشهر عازفي الكمان العرب
عبده داغر
يُعد من رواد الكمان في العالم العربي، وهو عازف مصري أسس منهجًا لتدريس الموسيقى الشرقية في كثير من الجامعات، وتعلم العزف على الكمان في سن العاشرة، ومنذ ذلك الوقت وهو لم يتوقف عن العزف على هذه الآلة. كان والده صاحب ورشة صناعة آلة العود ولكن لم تجذب عبده داغر هذه الآلة على الرغم من أنه كان يعزف عليها جيدًا، فقد كان يُفضل الكمان على العود، وكانت تقام سهرات فنية يوميًّا في بيته، ووصل إلى العالمية حيث ذاعت موسيقاه في كثير من دول أوروبا خاصةً ألمانيا، بعد أن عزف مع كوكب الشرق "أم كلثوم" والعظيم "محمد عبد الوهاب"، كذلك شارك في تأسيس الفرقة الموسيقية العربية للجمع بين الأصالة والحداثة بين الموسيقى الغربية والشرقية.
كان يبتكر الألحان ويعزفها هو، فقد كان لديه أسلوب فريد ومميز في العزف على الكمان، وتقديرًا لجهوده وتميزه فقد حصل على عدد من الجوائز العالمية، وأشهر مؤلفاته "النيل القديم".
جهاد عقل
يتميز بأدائه المميز للأغاني العربية الكلاسيكية والحديثة، وهو عازف لبناني من أصول فلسطينية، تعلم الموسيقى على يد والده أحمد سعيد، فاز بعدة جوائز منذ أن كان صغيرًا، حتى إنه في سن السادسة قد حصل على جائزة تقدير لعزفه المميز في حفل للمواهب الخاصة كانت من المعهد الوطني للموسيقى، اشتهر بتأليفه الموسيقى، وتألق في ذلك منذ حداثة سنه.
كان يحب التفرد في العزف على آلة الكمان، ولكنه اشترك وعمل مع كثير من الفرق الموسيقية أمثال الفنانة التراثية فيروز، وماجدة الرومي، وعدد من الفنانين الذي قاد عزف الفرق الموسيقية وراءهم، وهو صاحب أسلوب فريد بالموسيقى، وعزف في جميع أنحاء العالم مثل الأمم المتحدة، وتونس، والأوبرا المصرية، ولبنان، والمغرب وغيرها، وعُرف بعازف الملوك، لأنه كثيرًا ما كان يُطلب للعزف أمام الرؤساء والملوك، وصدر له عدد من الألحان الخاصة التي تتميز بأسلوبه الفريد عن غيره، وأشهر معزوفاته "شيراز".
أنور منسي
عازف الكمان المصري الذي يتميز بمهارة عالية وعزف ساحر، ترك بصمة واضحة في الموسيقى المصرية، ولد في عائلة جميعها محبة للموسيقى وجميعهم موسيقيون على مختلف المقامات والآلات، يعني ذلك أنه تربى في جو مملوء بالموسيقى سواء كانت عربية كلاسيكية أو غيرها، ما ساعد على تفوقه في دراسة الموسيقى.
حفظ كثيرًا من الموشحات منذ طفولته، وهو أول من استطاع المزج بين الموسيقى العالمية والعربية، وعزف المقطوعات العربية النادرة التي تأثرت بالموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، وأسمته الصحف موزارت مصر نتيجة لعبقريته وموهبته في العزف المنفرد.
كان أصغر المشاركين في الفرق الموسيقية لحفلات أم كلثوم وفريد الأطرش وغيرهما من الفنانين، ومنذ أن كان في العاشرة وهو يُطلب في القصور للعزف على الكمان منفردًا، وكانت تأخذه السيارة الملكية وترجعه إلى منزله من حب الملوك لطريقة عزفه العبقرية والممتلئة بالمشاعر، وأشهر معزوفاته "أنشودة الفن".
أحمد الحفناوي
هو أحد أبرز العازفين، واشتهر بأدائه المميز للمقامات العربية الخالصة، كما اشتهر في أنحاء العالم وليس في الوطن العربي فقط، إذ كان يتميز بأداء المقامات العربية الخالصة على الكمان وعزفه المنفرد المميز. كوَّن فرقة سماها خماسي الحفناوي، وعزف مع عدد من الفرق الموسيقية والفنانين مثل عبد الحليم حافظ وطلال المداح وغيرهما كثير، ويعد من أبرز عازفين مصر وحصل على شهرة لا يضاهيها أحد من الموسيقيين غيره، وسُمي أي عازف كمان بعده باسم الحفناوي، وقد اشتهر بحسه الموسيقي العالي وكيفية توصيل مشاعره من خلال العزف، وكيف أنه يستطيع جعلك تتأثر بتأثره هو، وتميز بعزفه للمقامات العربية والصولوهات المنفردة، ومن أشهر صولوهاته صولو في قصيدة "رسالة من تحت الماء".
قدمنا في مقالنا هذا أشهر عازفي الكمان العرب، فهم تراث من الفنانين والمواهب التي لا تقدر بثمن، وكان هؤلاء الأربعة إرثًا مستمر لآفاق كثيرة بعدهم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.