أشهر عازب في السينما المصرية.. الكوميديان الكبير عبد السلام النابلسي

أحد أبرز من أتقن الأدوار الثانية في السينما العربية والمصرية خاصة، وترك أثرًا كبيرًا في نفوس الملايين من متابعيه وعشاق الفن المتميز، ورسم الابتسامة على وجوه الناس ببساطته والتلقائية المميزة في حضوره على الشاشة بخفة ظله المعهودة وإطلالته المبهجة، التي كانت تأخذ مساحات كبيرة من أدوار البطل الأصلي للعمل.

اقرأ أيضًا الذاكرة الشعبية وأعلام الغناء الشعبي السوري... المطرب الفنان إلياس حاصود المعروف أبو سهيل

من هو عبد السلام النابلسي

النابلسي أو "الكونت" كما أطلق عليه أصدقاؤه في المجال الفني الذي وُلد عام 1899 من أصول لبنانية بمدينة طرابلس، انتقل إلى مصر شابًا. كان مهووسًا بالعمل الصحفي قبل أن تؤدّي الصدفة دورًا كبيرًا في دخوله إلى المجال الفني، عندما أسندت إليه المنتجة الكبيرة آسيا دورًا صغيرًا عام 1929 في فيلم غادة الصحراء. وعلى الرغم من صغر الدور أبدع فيه وتألق، ولفت انتباه بعض صناع الأعمال الفنية في ذلك التوقيت بتميزه بطريقته الخاصة في الكوميديا، وبرع في تجسيد كاركتر الرجل الأنيق المغرور خفيف الدم.

عمله مع يوسف بك وهبي مساعد إخراج جعله يكتسب خبرات عميقة في المجال الفني، إلى أن أصبح يتقاسم البطولات مع أكبر فنانين مصر مثل صباح وعبد الحليم حافظ وإسماعيل ياسين وزينات صدقي وغيرهم من النجوم الكبار، في مجموعة من الأعمال الفنية الرائعة التي سطرت تاريخ السينما المصرية، مثل إسماعيل ياسين في البوليس السري، وشارع الحب، وعفريتة هانم مع فريد الأطرش. وكون ثنائيات رائعة مع نجوم الصف الأول آنذاك.

ارتباط النابلسي واهتمامه بعمله جعله ينسى حياته العاطفية ويتزوج في سن متأخرة، وأصبح أشهر عازب في تاريخ السينما المصرية وقتها، إذ تزوج بالسيدة جورجيت وعمره يقترب من الستين عامًا، رغمًا عن أهلها الذين كانوا رافضين فكرة زواج جورجيت من النابلسي.

رحل عبد السلام النابلسي عن مصر بعد أن تراكمت عليه الضرائب، وأصبح في لبنان مديرًا لإحدى الشركات الإنتاجية الكبيرة هناك، وطوَّرها لتنتج أفلامًا عدة بالتعاون مع النجمة الكبيرة صباح، التي كانت أقرب الأصدقاء له في الوسط الفني هي والفنان فريد الأطرش.

عانى عبد السلام النابلسي في آخر أيامه من آلام المعدة الشديدة، لكنه أخفى سرًّا عن كل المحيطين به؛ أنه كان يعاني مرض القلب؛ حتى لا يبتعد عنه المنتجون في إسناد الأدوار له، فقد كان عاشقًا للفن إلى درجة كبيرة جدًّا، وأضحك الشعوب العربية جميعًا، ومات متأثرًا بمرضه وآلامه في يوليو 1968 بأزمة قلبية حادة.

اقرأ أيضًا داليدا النجمة العالمية التي قتلتها الأمومة

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة