تُعد البراكين نوعًا من أنواع الكوارث الطبيعية وأكثرها إدهاشًا التي استحوذت على مراقبة ومتابعة العلماء، وتُعد من أكثر الظواهر الطبيعية الرائعة في مظهرها الخارجي، ولكن ما تسببه يُعد مدمرًا فعلًا.. والمناطق التي انفجرت فيها البراكين على مستوى العالم شاهدة على ذلك.
وتعريف البركان كما عرفته الدراسات العلمية فتحة في القشرة الأرضية تنفجر منها الغازات الحارة والصخور المنصهرة التي تُسمى علميًّا بالحمم أو اللافا. وهذه الغازات والصخور تأتي من أعماق تحت سطح الأرض، حسب ما قُدِّر ما بين ثلاثين إلى ستين كيلومترًا، وسنذكر تاليًا أشهر حوادث انفجارات البراكين التي عرفها التاريخ.
بركان جبل كراكاتوا
وقع انفجار بركان جبل كراكاتوا في 27 أغسطس عام 1883م، ويقع بمضيق ساندرا بين جزر سومطرة وجاوة، وقد قذف هذا البركان نحو 20 كيلومترًا مكعبًا من الصخور والغبار، لارتفاع بلغ 30 كيلومترًا.
وقد اصطبغت السماء باللون الأسود عندما تساقطت الأمطار الغزيرة المحملة بالرماد، التي اكتسحت الأرض بسرعة متر واحد في الساعة. وقد خلق انفجار البركان موجة مدّية قتلت -حسب الإحصائيات- ما يزيد على 36000 شخص، وكان دوي البركان يُسمع على بعد خمسة آلاف كيلومتر تقريبًا في أستراليا، وقد وصف العلماء أن قوة انفجار البركان تعادل عدة مرات انفجار قنبلة هيدروجينية من صنع البشر.
بركان جبل بيليه
شهدت جزيرة مارتينيك الواقعة في البحر الكاريبي، انفجار بركان جبل بيليه، في عام 1902م، حيث كانت مدينة سانت بيير تقع بالقرب من سفح هذا الجبل، ثم حدث في صباح 8 مايو من العام المذكور أن انتفخ شرخ كبير في أحد جوانب هذا الجبل، وعلى أثر هذا الانتفاخ حدث انفجار عنيف من البخار والرماد مع صوت زمجرة مروع، وفي أقل من دقيقة أصبحت المدينة المذكورة كومة هائلة من الدخان والحجارة المتكسرة. وقد ذكرت التقارير أن سكان هذه المدينة لم ينجُ منهم إلا شخص واحد، وذلك لأنه كان عالقًا في بئر.
وقد كانت حادثة انفجار جبل بيليه شبيهة بالحادثة التي حدثت سنة 79م، حيث انفجر بركان فيزوف، وعلى أثره أصبحت مدينة بومبي الإيطالية تحت الرماد دون نجاة أحد من سكانها، وأصبحت واحدة من أشهر مدن اختفت عبر التاريخ، وبقي أهلها إلى يومنا هذا مجرد تماثيل تتحدث عن مدى الألم والمعاناة التي عاناها السكان لحظة انفجار البركان.
بركان جبل باريكوتين
يعد انفجار بركان جبل باريكوتين -الذي يبعد نحو 320 كم غربي مدينة مكسيكو سيتي عام 1943م- أحد التكوينات الرائعة، التي وقعت تحت الملاحظة العلمية أول مرة في التاريخ. ففي أحد الأيام من العام المذكور، لُوحِظ وجود تيار متصاعد من البخار من تل صغير، وفي صباح اليوم التالي، بعد ليلة من الانفجارات المدمرة، أصبح البركان مخروطًا وصل ارتفاعه إلى 15 مترًا، وبعد أسبوعين ارتفعت فوهة البركان إلى 135 مترًا، وكان لا يزال يقذف بالكتل والصخور الملتهبة، وقد توقف هذا البركان عن نشاطه عام 1952م، وقد وصل ارتفاعه في ذلك التاريخ إلى 425 مترًا.
وعلى الرغم من تطور العلم الحديث، فإن العلم لا يستطيع معرفة موعد حدوث البركان وهو في طريقه للانفجار، ولا المدة التي يقضيها البركان حتى يتوقف عن نشاطه تمامًا. ومع ذلك، فقد عرف العلماء كثيرًا من الأنواع من البراكين، منها البراكين الهادئة، والبراكين التي تقذف كميات هائلة من الحمم البازلتية السائلة، مثل جبل موانا لوا في جزر هاواي، الذي يصل ارتفاعه إلى تسعة آلاف متر. ويُعد هذا الجبل أعلى جبل فوق الأرض، لكنه يقع أسفل المحيط بنحو 5 آلاف متر.
وقد أوضحت الدراسات أن بعض البراكين تنفجر بمعدل منتظم، مثل بركان سترومبولي في جزر ليباري الواقعة بالبحر المتوسط والتابعة لإيطاليا، وبعض ينفجر بمعدل معتدل، وتتأثر طول دورة انفجارها بالزمن الذي تستغرقه الحرارة لتوليد الصخور والغازات، ويُعد جبل إتنا من نوعية هذه البراكين، ما عدا البراكين التي سُمِّيَت بالبراكين المنقرضة التي يُعتقد أنها ميتة أو أنها غير نشطة إطلاقًا.
حقائق عن البراكين
وقد ذكرت الدراسات العلمية بعض الحقائق عن البراكين كونها سرَّا من أسرار الأرض، ومنها:
- الحمم تتدفق عادة بسرعة تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة، في حين يمكن أن تصل السرعة لأقل من 16 كيلومترًا في الساعة.
- يوجد نحو 500 بركان نشيط على مستوى العالم.
- في جبال الهيمالايا والألب لا يوجد أي نوع من البراكين النشطة.
- يوجد ما يزيد على ثلاثة أرباع البراكين النشطة في حلقة النار بالمحيط الهادئ.
- أعلى الجبال البركانية غير النشطة موجود في القارة الأمريكية، وهو جبل أكونكاجوا في الأرجنتين، ويصل إلى 7033 مترًا.
- إن كلمة "بركان" أصلها "فلكان"، وهي من أصل روماني، وتعود إلى إله النار الروماني. وكان يُعتقد أن هذا الإله يعيش فوق جزيرة تُسمّى "فلكان"، وهي موجودة في جزر ليباري في البحر المتوسط.
وفي الختام، على الرغم من تعدد المعلومات عن البراكين وتكوينها وأشكالها؛ فإن ما توصلت إليه الدراسات لم يكشف بعد عن الأسباب الحقيقية لحدوثها، وعليه تبقى البراكين من أهم وأقسى الظواهر الطبيعية على سطح الأرض، وسرًّا من أسرارها.
شكرا على المعلومات القيمة
رائع معلومات مهمة ومفيدة
بجد رائع 👏
ممتنه للمحتوي القيم
معلومات قيمة جدا ،دمتي في تفوق ونجاح
موضوع متميز، استفدت منه الكثير، دمتي رائعة ومتفوقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
رائع وبديع وممتع
مزيد من التألق 🌹🌹🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.