إن كل شيء خلقه الله على هذه الأرض إذا تعمَّقنا في تكوينه وتفاصيله نجد أنه رائع وجميل ومدهش أيضًا. وتُعد جبال الجليد من أكثر الظواهر الطبيعية المدهشة، ولا تقتصر هذه الجبال أن تكون ظاهرة على سطح الأرض، بل إن الجبال التي تكونت تحت الماء أكثر إدهاشًا للعلماء والعلم الحديث، حيث يبدو مظهرها وكأننا في عالم آخر.
لماذا تنتشر الجبال الجليدية؟
إن انتشار الجبال الجليدية يتركز في المناطق القطبية، حيث تكون درجات الحرارة من البرودة بما لا يسمح للجليد بأن يذوب حتى في أشد الفصول حرارة.
فحين يزداد وزن الثلج يجد الهواء منفذًا له للخروج في حين يبقى الجليد متكتلًا، ومع مرور الأيام والسنين تتكون الغطاءات الجليدية أو الثلاجات الجليدية وتنتشر لتغطي مساحات شاسعة، وتنفصل من حواف هذه الغطاءات الجليدية وتنجرف نحو البحر مع تيارات المحيط.
الجبال الجليدية في جرينلاند
وكما قلنا إن الجبال الجليدية منتشرة في المناطق القطبية، وحسب الدراسات العلمية فقد توصل العلماء إلى أن أربعة أخماس منطقة جرينلاند مغطاة بغطاء جليدي قاري، ويتحرك هذا الغطاء عبر الجبال وينكسر إلى قطع صغيرة ليصل في النهاية إلى البحر.
ولكن هذا الغطاء لا يتوقف، بل يستمر بالاندفاع داخل البحر بواسطة الحركة المستمرة من الثلج القادم من ورائها، وفي نهاية المطاف لا توجد أرض تثبت عليها الحافة الأمامية وتبدأ في الطفو، وعندما تصبح ثقيلة جدًا ينفصل الثلج على هيئة جبال جليدية طويلة وغير منتظمة.
الجبال الجليدية في أنتاركتيكا
وليست منطقة جرينلاند هي الوحيدة والمتميزة بوجود غطاء قاري جليدي، فحسب الدراسات فنحو 90% من ثلج وجليد العالم يقع في الأنتاركتيكا، وهي قارة تعد من أكبر القارات حينما نقارنها مع أوروبا وأستراليا، وتعد من القارات غير الآهلة بالسكان، ويتميز طقسها بالبرودة الشديدة، حيث تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة تحت الصفر.
وبالنظر من كثب لهذه المنطقة -أي الأنتاركتيكا- فهي تتميز بوجود غطاء جليدي يصل سمكه في المتوسط إلى كيلومترين، وقد تكوَّن هذا الغطاء الجليدي من تراكم الجليد على مدى آلاف السنين.
وبسبب الوزن الهائل لهذا الثلج يجعل من الطبقات السفلية تتغير بحيث تنساب بسلاسة، وفي المناطق التي يمتد فيها الغطاء الجليدي نحو الساحل على هيئة رف جليدي عائم في الداخل يشكِّل تحرك الثلج باتجاهات مختلفة قببًا ضخمة ومصاطب مدرجة وصدوعًا وكسورًا عميقة، وتندفع سلاسل الجبال للأمام عندما تتحرك الجبال الجليدية مسببة ارتفاعات مفاجئة، وتبرز منها قمم الثلج الحرة في المناطق المعزولة بواسطة الجليد.
وقد صنف العلماء الغطاء الجليدي الموجود في الأنتاركتيكا أنه من أضخم الأغطية الجليدية، وبسبب ضخامة هذا الغطاء فهو يتمدد إلى بعض مناطق اليابسة، ويغطي البحر على هيئة رف جليدي سميك، وبسبب الإجهادات على حافة الرف المتكون تتشكل قطع غليظة قصيرة ذات قمم مستوية، وسرعان ما يتم انفصالها.
وتُعد هذه الغطاءات الجليدية المسطحة والكبيرة أكثر انتظامًا في الشكل من الجبال الجليدية لكنها ليست مرتفعة مثلها، ويمكن أن تظل هذه الغطاءات منجرفة مع تيارات المحيط الباردة لكنها سرعان ما تذوب عند مرورها بالمياه الدافئة.
الجبال الجليدية في شمال المحيط الأطلنطي
وقد شوهدت بعض الجبال على بعد 3000 كيلو متر من خط الاستواء، ولأن الجزء الأكبر من الجبل الجليدي يظل مختفيًا تحت الماء فهو يتسبب في أخطار بالغة للسفن. ففي شمال المحيط الأطلنطي تنجرف تلك الغطاءات أسفل الممرات البحرية المهمة بين أوروبا وشمال أمريكا.
ففي عام 1912م ارتطمت سفينة بخارية ضخمة بجبل جليدي ضخم في وسط شمال الأطلنطي، وسرعان ما غرقت السفينة وجميع ركابها الذين بلغ عددهم حسب الإحصائيات أكثر من 1500 مسافر مع طاقم السفينة، وبعد هذه الكارثة المروعة أُنشئت دورية الجليد من أجل الكشف عن مواقع الجبال الجليدية وإرسال تقارير عنها.
الجبال الجليدية في القطب الشمالي والجنوبي
ومع ذكر أهم المناطق في العالم التي تنتشر فيها الجبال الجليدية على مستوى العالم، فإن الغطاءات الجليدية الموجودة في القطب الشمالي والجنوبي تُعد من مناطق الجليد الدائم، فدرجات الحرارة لا يمكنها إذابة الثلج، في حين أن الجليد الدائم يوجد في المناطق المرتفعة من البلدان ذات المناخ الأكثر دفئًا، وتتكون الغطاءات الجليدية فيها فوق خط الجليد، حيث يكون مورد الجليد المكون أكبر من معدل الجليد المنصهر، حيث يهبط الغطاء الجليدي ببطء شديد إلى أن يصل إلى مستوى من درجة حرارة يمكن أن يذيبها.
وقد تم اختبار سرعة تحرك الغطاءات الجليدية المرة الأولى في القرن التاسع عشر، وقد تبين أن أي جبل جليدي يكون أسرع عند مركزه، حيث يكون الجليد أكبر سُمكًا من الأطراف، ويسبب هذا الاختلاف في السرعة إجهادًا داخل الغطاء الجليدي الذي يتكسر دون إنذار مشكِّلًا صدوعًا عميقة.
وبسبب هذه الظاهرة الطبيعية لقي ثلاثة متسلقين للجبال مصرعهم في عام 1820م فوق غطاء دي بوسون بالجبل الأبيض بفرنسا، ودفنوا أسفل كتلة من الجليد. وكما توقع العلماء فقد ظهرت جثث المتسلقين في نهاية الغطاء الجليدي على بعد 2 و3 كم في سفح الجبل بعد مرور 40 عامًا.
أما عن كيفية الاستفادة من جبال الجليد فقد بحث العلماء عن إمكانية الاستفادة منها في زيادة موارد مياه الشرب، خصوصًا في المناطق الساحلية القريبة منها، وذلك بالبحث عن إمكانية سحبها بالقرب من الشاطئ وإحاطتها بخزانات طافية، وتقوم الشمس بإذابة الثلج، ولأن الماء العذب أقل كثافة من الماء المالح فسوف يطفو فوقه، وبذلك يمكن استجرار الماء العذب إلى المناطق المحرومة منه.
مقال مثير
تحية لك على مجهودك
اشكرك صديقي
قرأت المقال و أعجبني كثيراً شهد
جميل جداً استمري من فضلك
دمتي بخير دوماً
و دمتي بألف خير صديقتي نهى
تحياتي لك
مقال رائع، استفدت منه الكثير، دمتي رائعة ومتفوقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
مرورك الاروع صديقتي
مقال مليء بالمعلومات المذهلة ،مجهود رائع وقمة الابداع ،دائم التوفيق صديقتي
استمري شهد شكرا لجهودك
محتوى قيم ومفيد وغني بالمعلومات
ممتع بكل معنى الكلمة
دمتي في تألق 🌹🌹🌹
مقال ممتاز جدا
مقال ممتاز جدا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.