في كوننا، وبالأخص حول الكرة الأرضية، يوجد كثير من التلسكوبات الفضائية التي تساعد على معرفة أسرار وخبايا وخفايا ذلك الكون المذهل والمخيف، لذلك كانت التلسكوبات هي الأداة الأفضل لمعرفة كل تلك التفاصيل الخفية. والآن فلنبدأ بالتعرف على أشهر تلك التلسكوبات الفضائية.
تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)
أُطلق تلسكوب جيمس ويب العملاق في يوم 25 ديسمبر سنة 2021، وكانت مهمة ذلك التلسكوب هي دراسة تكوين النجوم والمجرات الأولى بكل تفاصيلها، وتحليل الغلاف الجوي للكواكب الخارجية أيضًا، وإبهار البشر بذلك الكون الفسيح ورْوعته.
وهذا التلسكوب يستخدم تقنيات رائعة وممتازة لتحسين أدائه ونتائجه، مثل مرآة رئيسة بقطر 6.5 متر مطلية بالذهب فقط لالتقاط الأشعة تحت الحمراء، وأربع أدوات علمية مختلفة مثل (MIRI, NIRCam)، وتُستخدم تلك الأدوات لرصد الأجسام البعيدة بدقة شديدة الوضوح.
ومن أشهر إنجازات ذلك التلسكوب تصوير اندماج المجرات مثل "البيضة والبطريق"، وكشف تفاصيل السحب الجزيئية في سحابة "Chameleon I"، إضافة إلى توفير صور مفصلة وشديدة الوضوح لمجرة NGC 628 الحلزونية.
تلسكوب SPHEREx
سوف يُطلق هذا التلسكوب في 27 فبراير من سنة 2026 من قاعدة فاندنبرغ في كاليفورنيا، وتكمن مهمته في رسم خريطة كاملة للسماء بـ 102 لون من الأشعة تحت الحمراء، ودراسة التضخم الكوني بعد الانفجار العظيم عبر توزيع 450 مليون مجرة، والبحث عن جزيئات الماء والجليد في السحب النجمية لمجرة درب التبانة.
يتميز هذا التلسكوب أيضًا بتصميمه الفريد والمميز، فهو مزود بدرع حراري مخروطي الشكل لتبريد التلسكوب تلقائيًّا إلى -210°م دون كهرباء، كما يحتوي نظام مراقبة واسع الزاوية لمسح السماء بالكامل مرتين سنويًّا، ويهدف أيضًا إلى التعاون الدولي، إذ تشارك في تطويره وكالات من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وتايوان.
تلسكوب إقليدس (Euclid)
أُطلق هذا التلسكوب في سنة 2023 بواسطة وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، وكان هدفه دراسة المادة المظلمة والطاقة المظلمة عبر رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للكون. ومن أشهر إنجازاته كشف صور بانورامية مفصلة للفضاء العميق، تغطي مساحة تعادل 500 مرة حجم القمر، كما رصد أكثر من مليون نجم ومجرة في مهمته الأولى.
تلسكوب أفق الحدث (Event Horizon Telescope - EHT)
هذا التلسكوب هو تلسكوب من نوع شبكة تلسكوب أرضية وفضائية، ومن أهم إنجازاته تصوير الثقب الأسود الهائل في مجرة M87 بدقة غير مسبوقة في سبتمبر 2024، ثم إنه يستخدم تقنية التداخل البصري لتحليل البيئات المحيطة بالثقوب السوداء.
تلسكوب هابل (Hubble)
أُطلق تلسكوب هابل الفضائي -وهو يُعد الأقدم- في عام 1990 وما زال نشطًا حتى الآن، وتكمن مهمته في استكمال مهام التلسكوبات الحديثة مثل JWST عبر رصد الأطوال الموجية المرئية والأشعة فوق البنفسجية.
ومن أبرز مساهمات هذا التلسكوب مراقبة المجرات الحلزونية وتفاعلاتها، إضافة إلى دعم بيانات التلسكوبات الأخرى مثل SPHEREx لدراسة الأجسام المكتشفة.
التحديات المشتركة
على الرغم من الإنجازات الهائلة التي حققتها هذه التلسكوبات، فإن عددًا من التحديات المشتركة بينها تظل قائمة، مثل التلوث الضوئي، وهو تداخل الأقمار الصناعية مع الرصد الفلكي، إضافة إلى عملية التبريد التي تتطلب الحفاظ على درجات حرارة منخفضة للتلسكوبات العاملة بالأشعة تحت الحمراء.
ختامًا.. تمثل هذه التلسكوبات طفرة في فهمنا للكون، بدءًا من اللحظات الأولى بعد الانفجار العظيم، وصولًا إلى البحث عن مقومات الحياة في المجرة.
اكثر ما يدفع للاعجاب هو المواضيع المتعلقة بالتلسكوبات والفضاء
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.