أشهر إستراتيجيات التفكير الإيجابي

حتى تكون أفكارنا أكثر إيجابية، وبها نتحكم ونختار مسار الحياة الذي نريده، ويكون مسارًا رائعًا مملوءًا بالإنجازات والتقدم في حياتنا، سواء على مستوى شخصياتنا أو على مستوى حياتنا العملية مع الوسط المحيط، قدمت دراسات نفسية عدة أهم إستراتيجيات التفكير الإيجابي.. وسنلقي الضوء على هذه الإستراتيجيات، وكيف أن باتباعها على محمل الجد سيؤثر على حياتنا بإيجابية ووضوح.. وأولى هذه الإستراتيجيات:

1. إستراتيجية تغيير الماضي

نحن البشر لا نستطيع أن نغير ما حدث لنا في الماضي، ولا نستطيع أن ننسى الآثار التي تركتها مختلف التجارب، سواء كانت سلبية أو إيجابية. وكتركيز على الآثار السلبية، فعلينا أن ندرك أن الماضي ليس إلا كنزًا من المهارات والتجارب والخبرات التي نتعلم منها. حتى نستعين بهذه الإستراتيجية وسيلة للتفكير الإيجابي، وعلينا أن نغير وجهة نظرنا في الماضي ونتعلم مما حدث لنا، ونحاول التخلص من الأحاسيس السلبية عندما نتذكر ما حدث بوضع أنفسنا في الموقف نفسه، ونُغيِّر ما نريده، سواء أكانت ردات الفعل أم الكلمات.. فعندما نكون قادرين على ذلك، سنصبح قادرين على تجاوز كل ما هو سلبي.

2. إستراتيجية المثل الأعلى

منذ أن كنا صغارًا، ونحن نقلد الآخرين لكي نكون شخصيتنا. وكما قلنا في مقالات سابقة، فإن الشخصية هي مجموعة السلوكيات التي يكتسبها الإنسان وبها يشعر أنه مختلف عن الآخرين، فأول من قلدناهم بكل شيء تقريبًا والدانا، سواء بالأفكار أو الاعتقادات أو تحركات الجسد، ثم نأخذ بعض الأساليب والكلمات من المحيط العائلي، أي من الذين هم أكبر منا سنًا، كالإخوة، ثم نتأثر بالمحيط الاجتماعي، فنتأثر بالمدرسين والأصدقاء.. خلال رحلة حياتنا، نكون قد قلدنا سلوكيات وأساليب وتعبيرات العالم الخارجي لكي نكون أفضل شخصية لنا.

وإستراتيجية المثل الأعلى تتعلق بتبني وجهة نظر ومعتقدات وقيم لشخص نعده مثلنا الأعلى في مجال معين، ثم نتصرف كما لو كان هو شخصيًا موجودًا حينما نتعرض لأي تحدٍّ نواجهه في حياتنا.

3. إستراتيجية الشخص الآخر

بطبيعتنا نحن البشر لا نرى الأشياء كما هي، بل نراها كما نحن. وانطلاقًا من هذه المقولة، إذا أردنا أن نحدث تغييرًا إيجابيًّا في حياتنا، علينا أن نفكر بالأفكار التي تقربنا من هدفنا، ثم نتصرف على أساسها مهما كانت التحديات التي نواجهها.

حتى نوضح هذه الإستراتيجية، نأخذ مثالًا: غضب الوالد على ابنه لأنه تصرف بطريقة خاطئة أمام الآخرين. حينئذ، يضع الابن نفسه مكان والده، ويكتشف أن غضب الوالد كان في محله وأصابه الحزن لذلك، فهو يريد ابنه أن يكون غير ذلك، أن يكون ابنًا سويًّا وراشدًا، وقادرًا على أن يتصرف بطريقة جيدة ومقبولة.. إن إستراتيجية الشخص الآخر تساعدنا على رؤية الأمور من وجهة نظر الشخص الآخر، فيصبح لدينا مرونة أكبر في التعامل مع التحديات وتحويلها من سلبية إلى إيجابية.

حتى نحصل على نتائج إيجابية، علينا أن نكون صادقين تمامًا، وأن نتقمص شخصية الطرف الآخر وكأننا هو فعلًا، وبذلك نعرف لماذا يتصرف معنا بهذه الطريقة، ما يساعدنا على تقييم الموقف من وجهة نظره ووجهة نظرنا، ونكون قادرين على التعامل بمرونة أكبر معه.

4. إستراتيجية تغيير التركيز

إن قانون التركيز يُعد من أقوى قوانين العقل، فعندما نضع تركيزنا وانتباهنا على شيء ما، يلغي العقل الباطني أية معلومات أخرى لكي يفسح المجال للشيء الذي نركز عليه، مع التعميم لهذا الشيء، فتشتعل الأحاسيس ويبدأ السلوك.

وتُعد هذه الإستراتيجية مجموعة من الأسئلة التي يستخدمها الشخص لا واعيًا عندما يواجه تحديات من أي نوع كان، وهي بمنزلة تقييم داخلي لتجارب الحياة، فلو كان التقييم سلبيًّا، يتصرف بطريقة سلبية، والعكس صحيح.

5. إستراتيجية التنقيص والتصعيد

هذه الإستراتيجية تكون بالعمل على تنقيص ما لا نريد وتصعيد ما نريد حتى ينتهي تمامًا ما لا نريد، وينمو ويزدهر ما نريد.

6. إستراتيجية النتائج الإيجابية

حتى نوضح هذه الإستراتيجية بأسلوب عملي، فإننا حينما نستعد لمقابلة أي شخص، وعلى اعتقادنا أننا فعلًا دربنا أنفسنا على مقابلته، فإننا نتصرف بسلوك مختلف تمامًا عن الذي كنا نعتقد أننا سنقوم به، ونحقق النتائج التي نرغب بها.

إن هذا المثال نمر به كلنا ولو مرة واحدة في حياتنا.. وإستراتيجية النتائج الإيجابية تساعدنا على تركيز انتباهنا على النتيجة الأخيرة التي يمكننا التحول إليها برغبتنا وكل طاقتنا، وذلك بتدريب ذهننا في التعامل مع المواقف التي سنتعرض لها، ومع مرور الوقت نكون قادرين على تحقيق النتائج الإيجابية التي نرغب في تحقيقها.

7. إستراتيجية إعادة التعريف

والمقصود بها أن يحاول كل منا أن يغير ما بداخله عن طريق إعادة تعريف كل شخص بنفسه، فالشخص الخجول يفكر في نفسه أنه أقل من الآخرين، ما يسبب الشعور في داخله بأنه ضعيف.. حين محاولة تغيير وجهة نظر الشخص في نفسه، يصبح أكثر رضا عن نفسه وأكثر تقديرًا لذاته، فيتحول من الضعف إلى القوة.

8. إستراتيجية التجزئة

كثيرون منا يعمم شيئًا سلبيًّا على نفسه مثل القلق، الفشل، أو الوحدة.. والهدف من إستراتيجية التجزئة هو تجزئة هذا الحكم والتعميم السلبي إلى مكونات أصغر، ما يجعل الشخص يدرك الحكم بإدراك آخر إيجابي، ويكتسب أحاسيس إيجابية تساعده على التعامل مع الأجزاء كل على حدة بثقة وسهولة.

9. إستراتيجية القيمة العليا

وهنا يكون الواحد منا روحانيًا أقرب إلى الله في الاستعانة به في مشكلات وتحديات الحياة، وتوسيع آفاق الشخص، فيرى القيمة في كل تحدٍّ يمر به، وهذا التوسيع يجعل أحاسيسه هادئة ومتزنة.

10. إستراتيجية البديل

إن العصر الذي نعيش فيه يتسم بالسرعة والابتكار والمنافسة الشرسة التي تجعل معظم الناس يشعرون بعدم الأمان والإصابة بالأمراض النفسية والعضوية. وحسب هذه الإستراتيجية، فإن النجاح يعتمد على المرونة التامة والتحرك السريع ببديل وأفكار جديدة تجعل الشخص يستفيد من الفرص المتاحة، فالشخص الذي لديه أكثر من بديل لحل مشكلة واحدة، فهو قد عرف الطريق إلى القمة.

11. إستراتيجية الأوتوجينيك

تقوم هذه الإستراتيجية على قاعدة: "يجب أن ترى في ذهنك الشيء الذي تريد أن تحققه قبل أن تراه في الواقع".

هذه الإستراتيجية انتشرت بدرجة كبيرة، وأول دولة استخدمتها في الإدارة هي اليابان، وأدت إلى تحقيق نتائج إيجابية، واكتسبت شهرة في الأوساط الرياضية والإدارية، لا سيما في آسيا وبعض الدول الأوروبية، وأصبحت شيئًا أساسيًّا في العلاج بالتنويم بالإيحاء المغناطيسي والعلاج بالطاقة البشرية بأنواعها المتعددة.

أيًّا كانت استراتيجيات التفكير الإيجابي، علينا أن نكون قادرين على تطبيقها، ولو إحداها، فقد تسهم في جعل حياتنا مقبولة لنا، ونكون أكثر رضا بما نمر به، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات التي تواجهنا بكل عزيمة وإصرار.