أشكال استغلال العمال في المصانع وأسبابه

أشخاص بلا صوت، على الرغم من وجودهم في الحياة، وعلى الرغم من أصواتهم التي تخترق الجدران؛ فإنها أصوات بلا أصوات، ولا يُسمع لها حس. هؤلاء هم عمال المصانع الذين يعيشون تحت وطأة الاستغلال، فهم المقهورون المغلوبون على أمرهم، ولا حل أمامهم سوى العمل الدؤوب من أجل المحافظة على لقمة العيش. 

توجد أنواع وأشكال كثيرة للاستغلال، وتختلف تلك الأنواع على حسب البيئة والظروف التي يتم فيها الاستغلال. ومن ضمن الظروف التي تتجلى فيها علامات الاستغلال هي بيئة العمال في المصانع. وعلى الرغم من أهمية هذه الفئة في المصانع، فإن حقوقهم مهدورة في كثير من الأمكنة. 

مفهوم استغلال العمال في المصانع

لا يُفهم سبب واضح لاستغلال العمال ودهس حقوقهم بالأحذية الغليظة؛ فلا سبب سوى الاستحواذ على حقوقهم. ولكن، وفقًا للعمل عدد ساعات لا يتحملها بشر في ظل سوء التغذية وعوامل أخرى كثيرة، من المستفيد من ذلك؟ وهل يعود ذلك على زيادة الإنتاجية وإحداث طفرة فيها؟

إن الاستغلال يعد من أكثر الأمور التي تثير الاحتجاجات داخل المجتمع العمالي، ولا سيما في المصانع الكبيرة التي تحتوي على جيش من العمال بأعداد كبيرة. 

ومما سبق يمكننا استنتاج مفهوم استغلال العمال في المصانع، فهو عمل العمال في ظروف غير آدمية، حيث تُهضم حقوقهم، ويعملون في ظل بيئة محفوفة بالخطر مضرة بصحتهم، ولا يوجد لهم غطاء تأميني، وتوجد أيضًا كثير من العوامل التي تضر بحقوقهم ومصلحتهم، وتجعلهم يعملون في ظروف قهرية لا تجعل لهم أي انتماء إلى العمل.

لماذا يُستغل العمال في المصانع؟

توجد أسباب كثيرة تؤدي إلى استغلال العمال في المصانع. ويمكن استعراض بعض هذه الأسباب في النقاط التالية:

  • يتم هضم حقوق العمال المادية لكي يستحوذ عليها أصحاب المصالح بداعي أنهم يعطون العامل ما يستحقه، وأن العامل لا يحق له أن يطلب أكثر من ذلك؛ لأنه لا يضيف قيمة للمصنع أكثر مما يتقاضى من راتب. 

  • يُستغل العمال في المصانع لأن العامل لن يستطيع ترك العمل ويظل بلا عمل؛ لأنه في النهاية مسئول. لذلك، سوف يضطر إلى العمل تحت وطأة ظروف عمل سيئة. 

  • توفير النفقات عن طريق تخفيض الصرف على متطلبات السلامة البيئية للعمل، مثل توفير تهوية جيدة، وإبعاد العمال عن الأبخرة والمواد التي تضر بالصحة العامة. 

لماذا يُستغل العمال في المصانع؟

  • والسبب الرئيس لاستغلال العمال في المصانع أن صاحب المصنع لا يرى أنه يستغل العمال، بل يرى أن كل ما يفعله هو من أساليب الإدارة السليمة للمصنع. فكل ما يهمه هو الربح وتقليل النفقات، وفي خضم هذا الفهم السائد في كل المصانع تقريبًا تُهضم حقوق العمال على اختلاف درجاتها بين الحقوق الأساسية أو حتى الثانوية. 

الظروف غير الإنسانية للعمال في المصانع

يعيش ملايين العمال في ظل ظروف غير إنسانية للعمال في المصانع. فبين الأبخرة التي تملأ الصدور، والعمل في المناطق النائية، وعدم وجود تأمين صحي يخدم صحة العامل إذا مرض، وكثير من العوامل الأخرى يعيش هؤلاء العمال في بيئة قاسية. 

وتوجد أيضًا بعض المصانع التي تجبر العمال على العمل في أمكنة تحت مستوى سطح الأرض، ويدل ذلك على أنهم يعملون في أمكنة ذات تهوية في أعلى مستويات السوء. وعلى الرغم من مناداة منظمة الصحة العالمية بتحسين بيئة العمل الصحية، فإن قطاعًا كبيرًا من المصانع لا تطبق هذا الأمر، ولا تنظر له من الأساس. 

أثبتت كثير من الإحصائيات التي لا قيمة لها سوى الأحبار التي كُتبت بها أن الأغلبية الكاسحة من مصانع الملابس يعمل بها العمال في ظل ظروف غير إنسانية.

أشكال استغلال العمال في المصانع

وأيضًا توجد أشكال مختلفة للظروف غير الإنسانية لعمل العمال داخل المصانع، نستعرض أهمها وأشهرها في النقاط التالية:

أشكال استغلال العمال في المصانع

  • كثير من المصانع تعتمد أساسًا على المواد الكيميائية في تصنيع منتجاتها. وبعيدًا عن الأبخرة الضارة المتصاعدة من تلك المصانع التي تضر البيئة المحيطة والسكان المحيطين بالمصنع، فإن الضرر  الأساسي يعاني منه عمال هذا المصنع؛ لأن الأضرار الناجمة عن هذه المواد الكيميائية بغض النظر عن طريقة تعاطيها والتعرض لها تصيب بأنواع متعددة من السرطان والربو وكثير من الأمراض الصدرية والجلدية والتنفسية. 

  • عندما يستخدم العمال أيديهم في العمل في شد الأشياء وربطها، فيمكن أن يتعرض العامل إلى أخطار متنوعة، يمكن أن تصل إلى الكسر أو البتر. لذلك، لا بد أن يتوافر لهم بيئة صحية من أجل التعامل في هذه الظروف بأمان. وكذلك الحال عند استخدام الأدوات، فيجب صيانة تلك الأدوات حتى لا تتحول إلى أدوات ضارة بدلًا من أن تكون أدوات مساعدة في إنجاز العمل. 

  • قد تكمن المخاطر الصحية في مكان العمل ذاته، فيمكن أن يكون مليئًا بالغبار بسبب وجوده في منطقة صحراوية، وهنا يمكن أن تعاني فئة من العمال مشكلات في التنفس في هذه البيئة الضارة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة