أسلوب حياة سعيدة بعد سن الستين.. تعرف الآن

إن بلوغ سن الستين بداية جديدة للحياة وليس نهاية حسب اعتقاد البعض. إذ تُتيح هذه المرحلة من العمر فرصة لإعادة ترتيب الأوراق والأولويات والاستمتاع بالحاضر بعيدًا عن إجهادات الحياة اليومية. على الرغم من التحديات التي قد ترافق هذه المرحلة، مثل محدودية الموارد المالية الناتجة عن التقاعد أو التحولات الصحية، لكن اتباع طريقة متوازنة في الحياة قد يجعلها مرحلة مميزة كلها سعادة وبهجة.

سنقترح عليكم في هذا المقال نصائح وأساليب عملية لتحقيق السعادة والمسرات بعد الستين.

اقرأ أيضاً ما هي آثار نمط الحياة المستقرة؟

1. تبنِّي نمط حياة صحي ومتوازن:

الحفاظ على الصحة الجسدية ركن أساسي لضمان حياة نشطة ومملوءة بالطاقة. إليكم بعض الجوانب المهمة لتحقيق ذلك:

  • التغذية السليمة: الحرص على تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الفواكه، الخضراوات، البروتينات الخفيفة مثل الأسماك والدواجن، والحبوب الكاملة، مع التقليل من استهلاك السكريات والدهون. بل حتى الصيام إن أمكن، فكل هذا من شأنه أن يسهم في تعزيز صحة القلب والجسم.

  • ممارسة النشاط البدني: النشاط البدني ليس فقط وسيلة للحفاظ على اللياقة الجسمانية، بل يسهم أيضًا في تحسين السجية والمزاج. يمكنكم ممارسة الرياضات الخفيفة كالمشي أو السباحة، أو إن أمكن تمارين اليوغا التي تعزز المرونة والاسترخاء.

  • النوم الجيد: مع التقدم في العمر، يضحي النوم الجيد أكثر أهمية. حافظوا على برنامج منتظم للنوم، وابتعدوا عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لضمان راحة كافية.

اقرأ أيضاً أسلوب الحياة Lifestyle ما هو وكيف نشكلها وتشكل حياتنا؟

2. تعزيز الصحة النفسية والروحية:

الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، ولذا يجب إعطاؤها اهتمامًا خاصًّا:

  • التفاؤل والامتنان: تقبلوا التغيرات الطبيعية المرتبطة بالعمر وركزوا على الإيجابيات، فكل مرحلة من العمر تحمل جمالها الخاص. التفاؤل والحمد يعززان الشعور بالسعادة.

  • التواصل الاجتماعي وصلة الرحم: لا تدعوا العزلة تؤثر على حياتكم، وابقوا على اتصال بأفراد العائلة والأصدقاء، وشاركوا في أنشطة اجتماعية مثل الانخراط في الجمعيات الخيرية أو الانضمام إلى النوادي الثقافية.

  • الحمد والتعبير عن الامتنان: تخصيص وقت يومي لتدوين الأشياء التي تشعرون بالامتنان تجاهها يُحسن من حالتكم النفسية ويجعلكم تنظرون إلى الجانب المشرق من حياتكم.

اقرأ أيضاً كيف أتغلب على الشكوك والمخاوف عند العيش بأسلوب حياة غير تقليدي؟

3. التنمية العاطفية بواسطة الشغف والولع ببعض الهوايات:

تتميز مرحلة ما بعد الستين بتوفير وقت أكبر لتطوير المهارات واستكشاف مواهب جديدة ثم ممارسة الهوايات المفضلة. سواء كنتم شغوفين بالقراءة، أو الكتابة، أو الرسم، أو الطهي، فإن ممارسة الهوايات تجعل يومكم ممتعًا وتعزز شعوركم بالإنجاز وإحراز التقدم.

  • تجربة أشياء جديدة: لا تترددوا في تعلم شيء جديد، مثل اللغات الأجنبية، أو العزف على آلة موسيقية، أو الانضمام لدورات تدريبية عبر الإنترنت. التعليم المستمر يحفز العقل ويمنحكم شعورًا بالحيوية.

4. التدبير الحكيم للمال:

مع التقاعد قد تصبح الموارد المالية أكثر محدودية، لذلك من المهم إدارة المال بحكمة لضمان الاستقرار المالي. ومن ذلك:

  • التخطيط للنفقات: أعدِّوا ميزانية شهرية تحددون فيها الأولويات وتقللون من النفقات غير الضرورية.

  • إنشاء مشروعات صغيرة: إذا كنتم تمتلكون خبرة في مجال معين، يمكنكم استثمار وقتكم في مشروعات صغيرة تدر عليكم دخلًا إضافيًّا، مثل الاستشارات، أو التدريب، أو الترجمة، أو الكتابة على الإنترنت.

5. الاهتمام بالجوانب الروحانية كالتأمل والعبادة:

تخصيص وقت للتأمل والعبادة، بل حتى الترتيل والإنشاد الديني، قد يعزز من السلام الداخلي ويساعد في التعامل مع الضغوط اليومية.

  • اجعلوا الطبيعة ملاذًا يوميًّا لكم؛ تجولوا بالقرب من البحر للاستماع إلى أمواجه المهدئة، أو سيروا في الغابات لتستنشقوا هواءها النقي، أو استمتعوا بجمال الحدائق. قضاء الوقت في أحضان الطبيعة ينعش الروح ويقلل التوتر، ما يعزز من صحتكم النفسية والجسدية، ويجعلكم تعيشون حياة أكثر سعادة.

أعمال الخير والصدقات:
المساهمة في مساعدة الغير بالتطوع أو تقديم العون للأقل حظًّا يمنحك شعورًا بالرضا ويعزز مكانتك الروحية.

6. الحرص على متابعة الفحوص الطبية الدورية:

إجراء فحوص طبية منتظمة من شأنه أن يساعد على الاكتشاف الاستباقي لأي مشكلات صحية والتعامل معها بفعالية.

  • الصحة العقلية: إذا شعرتم بالاكتئاب أو القلق، لا تترددوا في طلب مساعدة المتخصصين. الاهتمام بالصحة النفسية يضمن حياة أكثر سعادة واستقرارًا.

7. بناء حياة اجتماعية غنية:

فالحياة الاجتماعية لا تتوقف عند سن معين، بل يمكن أن تصبح أكثر غنى وثراءً؛ لذا، تصبح المشاركة في الأنشطة الجماعية وسيلة لتعزيز فرص التعرف على أشخاص جدد وتكوين صداقات قوية.

  • الانخراط في المجتمع: شاركوا في الأنشطة المحلية أو الفعاليات الثقافية التي تقام في منطقتكم لتبقوا متفاعلين ومشاركين في الحياة الاجتماعية.

ونختم بالقول إن الحياة بعد الستين يمكن أن تكون مملوءة بالسعادة والإنجاز إذا ما تم التعامل مع هذه المرحلة بإيجابية وتفاؤل. التوازن بين الصحة الجسدية والنفسية، تعزيز العلاقات الاجتماعية، وتنمية الشغف والإقبال على الحياة هي مفاتيح لتحقيق الطمأنينة والسكون الداخلي. فالعمر مجرد رقم، والسعادة قرار ينبع من داخلكم. لذا، عيشوا كل يوم كفرصة جديدة وولادة مستجدة للاستمتاع بالحياة.

ابدأوا اليوم، واستمتعوا برحلتكم نحو حياة أكثر سعادة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة