ربما سمعت من قبل عن أسلوب الاستفهام في اللغة العربية الذي نستخدمه جميعًا في حياتنا اليومية، لكن هذا الأسلوب يعد كنزًا متعدد الاستخدامات والأغراض والمكاسب، والأمر يتوقف على كيفية استخدامه واستعماله، إضافة إلى بعض المهارات المتعلقة به، ما سنوضحه لك في هذا المقال الذي سنتحدث فيه عن أسلوب الاستفهام أدواته بأسلوب مبسط، ثم سنتجول في بعض استخداماته التي تعود بكثير من المكاسب على المستويات كلها في السطور التالية.
أسلوب الاستفهام في اللغة العربية
ببساطة شديدة أسلوب الاستفهام أداة لغوية تستخدم للحصول على الفهم والمعرفة والتوضيح، ويستخدم أيضًا لأغراض أخرى؛ مثل: جذب الانتباه وإثارة الآخرين ودفعهم إلى الحوار؛ لذا فإن أسلوب الاستخدام يعتمد على الكيفية التي نستخدمه بها، والأغراض التي نسعى للوصول إليها، ما سنوضحه بالتفصيل العناصر الأساسية المستخدمة في أسلوب الاستفهام.
أدوات أسلوب الاستفهام
في أثناء استخدامنا أسلوب الاستفهام فإننا نحتاج إلى استخدام الأدوات الخاصة بهذا الأسلوب، وهي الكلمات التي نبدأ بها السؤال مثل: متى وأين وكيف وهل ومَن وما ولماذا، وعلى هذه الاسماء نبني الجملة والحوار حسب الأغراض؛ فعلى سبيل المثال عندما نسأل عن الوقت بغرض الاستفهام عنه فإننا نستخدم متى أو كم أو ما حسب طبيعة الجملة.
ترتيب الجملة الاستفهامية
يجب أن نعرف أن الجملة الاستفهامية لا بد أن يكون لها ترتيب مختلف تمامًا عن الجملة الإخبارية، فقد نقدم الفعل أو نؤخره حسب طبيعة السؤال الذي نطلبه والأغراض والمعلومات؛ فعلى سبيل المثال في الجملة الخبرية يقول الناس: (محمود لعب بالكرة) أما في الجملة الاستفهامية فنستخدم إحدى أدوات الاستفهام، فنقول مثلًا: (ألم يلعب محمود بالكرة؟)، أو (هل لعب محمود بالكرة؟)، أو (أين لعب محمود بالكرة؟)، أو (متى لعب محمود بالكرة؟)، وفي كل هذه الأمثلة فإننا نرغب في الحصول على معلومة أو توضيح أو إجابة.
نبرة الصوت
من المهارات التي نستخدمها عند استعمال أسلوب الاستفهام نبرة الصوت التي تظهر من الكلام -لا سيما عند نهاية الجملة- أننا نستفهم، ففي كلامنا اليومي يوجد ما يحتمل أن يكون جملة خبرية أو جملة استفهامية، وما يصنع الفرق نبرة الصوت التي نستخدمها.
علامات الترقيم
تعد علامات الترقيم أيضًا من الأمور المهمة في توضيح طبيعة الجملة؛ لذا فإن علامة الاستفهام توضع في نهاية الجملة لكي تدل على أنها جملة استفهامية؛ وعلى هذا فالعناصر جميعها التي ذكرناها تجتمع وتركّب لتنسجم مع بعضها مكونة أساليب الاستفهام التي نستخدمها في لغتنا العربية بغرض الوصول إلى المعلومة والمعرفة والتوضيح والإجابة.
وتتوقف براعة الشخص على كيفية استخدام هذه الأدوات بأفضل صورة بما يتناسب مع أغراضه، وطبيعة الأشخاص الذين يتعامل معهم، والتوقيت الذي يستخدم فيه أسلوب الاستفهام، ما يحتاج إلى كثير من الدراية والذكاء والمهارة في إدارة التعاملات المختلفة والتفاعلات.
أنواع أسلوب الاستفهام في اللغة العربية
إن اللغة العربية غنية بالأساليب والأدوات التي نستخدمها حسب الحاجة التنظيمية والمعرفية؛ وكذلك حسب أغراض جمالية وفنية ونفسية؛ لذا تتعدد أنواع أسلوب الاستفهام حسب الأغراض، ولعل أبرز أنواع أساليب الاستفهام في اللغة العربية ما يأتي:
الاستفهام الحقيقي
أبسط أنواع أسلوب الاستفهام السؤال مباشرة؛ وذلك بأن يكون السائل في هذا الوضع يبحث عن إجابة واضحة ومباشرة وحقيقية مثل السؤال عن الاسم أو اللون أو العدد، فعندما يسأل شخص شخصًا آخر قائلًا: (ما اسمك؟) فهو يبحث عن الاسم الحقيقي والإجابة المباشرة حقًا.
الاستفهام التعجيزي
أحد أنواع أساليب الاستفهام التي تستخدم عندما يكون الشخص الذي يسأل يعرف الإجابة مسبقًا أو يعرف استحالة الإجابة عن السؤال مطلقًا أيضًا؛ فعلى سبيل المثال يقول الشخص: (هل تعرف عدد ذرات الرمل؟) بلا شك تعد الإجابة مستحيلة، ما يجعل منه أسلوبًا تعجيزيًا يستخدم لأغراض مختلفة في الحوار والمعاملات الإنسانية.
الاستفهام الاستنكاري
أسلوب استفهام مشهور، يستخدم كثيًرا في الحياة اليومية، ويستخدم للتعبير عن الاستهجان والاستنكار، لا الحصول على توضيح أو إجابة؛ فعلى سبيل المثال يقول الشخص: (كيف تضرب شخصًا بريئًا؟) وفي هذه الحال هو لا يسأل عن كيفية الضرب، وإنما يستنكر الفعل ويستهجنه، ما يوضح استخدامات أسلوب الاستفهام المتعددة في اللغة العربية.
الاستفهام التقريري
ربما استخدمت أسلوب الاستفهام التقريري من قبل مئات المرات في معاملاتك اليومية، فهو أحد أهم أساليب الاستفهام في اللغة العربية، ويستخدم من أجل التقرير والتأكيد على شيء أو قيمة معينة مع معرفة الإجابة مسبقًا، فعندما تقول لابنك: (أليس النجاح أفضل من السقوط والفشل؟)، فأنت تعرف الإجابة مسبقًا، لكنك تستخدم هذا الأسلوب للتأكيد على قيمةالنجاح أو القيمة السلبية للفشل.
الاستفهام الاستفتائي
من أنواع أساليب الاستفهام المشهورة التي تستخدم كثيرًا، ويستخدم عندما يسأل الشخص عن حكم، أو فتوى، أو جواز، أو عدم جواز، أو فاعلية، أو عدم فاعلية شيء، وغالبًا ما يستخدم هذا الأسلوب مع أصحاب المعرفة والخبرة والمكانة العالية؛ كالسؤال عن حكم ديني مثلًا (هل الأكل عند أذان الفجر يفطر؟) فيستخدم هذا الأسلوب مع رجال الدين.
الاستفهام الاختياري
يستخدم أسلوب الاستفهام الاختياري كثيرًا في حياتنا اليومية؛ وذلك عند وضع عدد من الخيارات ليختار الشخص الآخر أحدها؛ فعلى سبيل المثال حين تسأل شخصًا ما: (هل تفضل اللحوم أم الدجاج؟) فعليه أن يختار من القائمة التي قدمتها له أو من الخيارات التي وضعتها له داخل السؤال؛ لذا فإنّ الاستفهام الاختياري لا يتطلب إجابات بعيدة عما تحدّد من قبل.
ختامًا، يتضح لنا أن أسلوب الاستفهام ليس مجرد أداة لمعرفة الإجابة أو الفهم، وإنما هو أداة نستطيع بها التعامل مع الآخرين، والتعبير عن أفكارنا، وإدارة الحوار، وقد تقديم محتوى أو محاضرة أو دروس، وأن أسلوب الاستفهام يعبر عن شخصية المتحدث، ويوضح قدراته وذكاءه وحكمته ولباقته التي تظهر في اختيار أسلوب الاستفهام المناسب، واستخدام نبرة الصوت المناسبة، وكذلك انتقاء الكلمات والمفردات ببراعة.
وفي نهاية هذا المقال الذي تضمن الحديث عن أسلوب الاستفهام وتعريفه وأنواعه والأغراض التي يستخدم فيها، نتمنى أن نكون قدمنا لك المتعة والإضافة، ويسعدنا كثيرًا أن تشاركنا رأيك في التعليقات فيما يخص أسلوب الاستخدام وغيره من كنوز اللغة العربية، إضافة إلى مشاركة المقال عبر مواقع التواصل؛ لتعم الفائدة على الجميع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.