أسطورية الحب عند المرأة ج3

مقال عن المرأة الصابرة على مضض فراق زوجها...

ما ضعْفُها يُشْقِي، إذا هي أُسْعِدَتْ     

       والحبُّ في دنيا المــــودَّةِ رطْبُها

تسعى وتكتمُ لوعةً في صــــدرِها      

         والصبرُ في طرُقِ المودَّةِ شُرْبُها 

وإذا أحبَّتْ أخلصتْ في حـــــــبِّها      

         هي لا تخادِعُ مَنْ تراهُ يـــــربُّها

وتعيشُ في إنكار محبــــــوبٍ لَها     

           وإذا أصرَّتْ، حازَ صـــدقًا لبُّها

وهي عندما تنجو من الصد والردِّ والإنكار، ترى أمامها بعده موجات الأفكار، وإذا انغمست في هذه الحياة أي انغماس، والتمستْ وسيلةً أي التماسٍ، بادرتْ بيت زوجها بالحياة الجديدة، وبالابتسامة السعيدة، وهي هنا تخوض حربا ضَروسًا، وتعايِشُ رؤوسًا، ولكن إذا امتلكتْ ذكاءً مُفْرِطًا، فإنها تبقى بقاءً منشِّطًا، فتقتطف من الصبر أزهار السعادةِ، كما تجني عسل الرفادة، وطيبَ الإفادةِ، فتعيش وهي للأوضاع متفاهمة، وما هي على الإفراط والتفريط نادمة، ولا ترى تزلُّفها إلى زوجها فقط في هذه المدرسة، ولا ترى إلا الدرس في هذه المؤسَّسة.

اقرأ أيضًا أسطورية الحب عند المرأة ج1

المرأة المحبة

وسعادةُ الفُضْلَى إذا هي زُوِّجَتْ        

                  أن تطمئنَّ ويطمئِنَّ مُحِبُّها

والمرأة المحبَّة لا يُرجفُها وقوف أحد عليها أو معها، ولا تخاف من التصدِّي، ولا من التحدِّي، بل هي تظلُّ صامدة، ولا تكون في هذا السبيل هامدة، ولا تتخذ أهل بيت زوجها لها أعداءً، بل هي تقدِّم لهذا الزوج بالصبر فداءً. وإذا علمت أن التضاد لابد واقع، ستعلم أن الثَّبات لها وازِع. وإذا عدَّت أهل بيت زوجها لها أهلا، فإنها ستعيش مهلا.

في بيت أهل الزوج ما لا يُتَّقَى      

       إنْ ضاق عنْها، صبرُها هو رحبُها

والعجْزُ يمنعُها من الثورَانِ في       

     كلِّ الأمورِ، فليس يُمْكِنُ ســــــلبُها

وإذا تأدَّبَتِ التي من بيتــــــــِها       

    دامَ الحياءُ لها يدومُ مـــــــــــــهَبُّها

فالأمنُ يقصدُها وينويــــــها إذا      

        ألقتْ زمامَ الأمرِ، يُنْسَى غــصْبُها

هذي التي تلْقَى أمانًا دائــــــــمًا      

         والشرقُ يأمنُ إنْ تمطَّى غـــرْبُها

إن التي علمتْ بأن زواجَــــــها        

         خيرٌ لها، أبَدًا يُخَلَّدُ حــــــــــــبُّها

وقد آلت بعض النساء على أنفسهن أنهن لا يتركن بيت الأزواج، وأنهن لا يُضْطَررن إلى الابتعاد عنهم بكل اللجاج، وأنهن لا يستسلمن لأي اضطهاد، أو أي تهديد ووعيد على رؤوس أشهاد، فتمسكن بحبال المودة التي لا تنفصم، وتشبثْنَ بالصدق الذي لا ينقسم، ومضين ولا يلتفتن على الوشاية، ولا على النكاية، ولكنهن صبرن على الأذى والهذيان، في كثير من الأحيان، ومضين يخطون خطوات إلى تحقيق الأهداف، وإلى الثبات على العفاف، وما تأذَّين من أذى الكاره، وما اغتررن بغرور الفاره.

والوفاء لهن سمت من السمات، وصفة من الصفات، والخيانة آفة من الآفات، فما سِخْنَ في أوحال الجُبْنِ، وما دخلن في أوهان الخبْن؛ إذ أقسمن قسَمًا صادقًا، وحطَّمْنَ ضررًا عائقًا، فما انكسرن من أجل التجشُّم، وما اضطررن إلى تصديق التوهُّم.

ومثل هؤلاء النساء نادرة، وغيرهن في الحياة فاجرة، وفي أنفسهنَّ نائرة. والغرور الذي يسطِّح المودة لا ما بهنَّ يلتزِق، وما بهنَّ يلتحق.

اقرأ أيضًا: أسطورية الحب عند المرأة ج2

المرأة العاشقة

وإذا الحماقةُ وصفُ مَنْ تهوى فقد       

          بلغتْ مقامَ الحبِّ، قُوْوِمَ صُلْبُها

وإذا أصرَّتْ لم تنَلْـــــــــــــــها آفَةٌ      

           لم يؤْذِها أبدًا بذلك ضــــــرْبُها

والمرأة العاشقة الأبية، تظل تكتم هواها الصادق، ولا تُظْهر إلا الجانب اللائق، وتستمر قدُمًا على هذا الطريق الوعِر، باقية على الحذَرِ الحذِر، ماضية في هذا السبيل الوبيل، آخذةً بيديها بكل الدليل الأصيل، مدافعَةً عن عاشقها الجهول، منافحةً عن بقائه المشغول، وتمضي على هذا السبيل بلا الوسواس، وتعيش في فلَكِه الآمن بالإحساس، وتنسى كل الجروح الراصدة، والشرور القاصدة، وتجتهد كل الاجتهاد لدفع الأذى، ورفع القذى، وتفكِّر فيه دون أن يعلم، وتحدِّث نفسها به دون أن يُغْرَم، وتفتح له قلبها المفتوح، ولا تُرِيه جانبها المجروح.

تحيا التي في العشقِ تغرقُ دائمًا        

          وعلى افتداء الروح يُوْقَدُ صبُّها

وإذا رأتْ أن الأذى مستعـــــجلٌ        

            فدفاعُها لأذَى التــــــعَجُّلِ ذِئْبُها

ليست بقابِلَة النقائصِ في الـهوى        

            فكمالُ محبوبٍ لها هو نـــــدْبُها

ليستْ بنادِمَةٍ على هذا الـــــهوى      

             إنَّ الندامَةَ أنْ يُضَيَّعَ كعْــــــبُها

ليستْ بخاذلةٍ لمحبوبٍ لــــــــــها       

          فالخذْلُ أن تشْقَى ويعظُمَ خِبُّهـا

ليستْ بلائمَةٍ لحــــــــــــبٍّ غائِرٍ         

              ذكر المودَّةِ والصُّبابَةِ حِـــزْبُها

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة