مقال عن المرأة الصابرة على مضض فراق زوجها.
أسرارَ محبوبٍ تضنُّ بها ولا
ترجو فشُوًّا حـــــين طُمْئِنَ درْبُها
أسرارَ معشوقٍ لديها لم تـكن
مكشوفَةً في حين فُرِّجَ كـــــــرْبُها
عنه تدافعُ، لا تريدُ بـــه أذًى
كشفُ الخفايا عندها هي خـطْبُها
اقرأ أيضًا أسطورية الحب عند المرأة ج1
المرأة الكريمة الذكية
التي لا تشكو حبيبها بين النساء أذْكَى، التي تفضحه عند أهلها نَوْكَى، والمرأة التي تحب الرجل، تدفع من أجل تحقيق هذا الحب الجلَلَ، ولا تخشى على نفسها الانزلاق والزلَلَ، ولكنها تخاف الكلَلَ. إذ هي ترى حياة هذا المحبوب لها فرصة، ولا ترى في عيشه لها غصَّة.
إن التي تهوى ستبقى عروةً
وُثْقَى لمن تهوى ومَنْ سيحِبُّها
أما التي بين الخداعِ غرامُها
صدقُ المودةِ في الحياةِ يسبُّها
والمرأة الكريمة في الحب لا تتاجر، ولا تقبض الثمن، وإنما تغامر، والمغامرة في المراهنة، وليست في المداهنة.
اقرأ أيضًا الحب.. رحلة البحث عن السعادة والإيجابية في الحياة
صفات المرأة الصادقة
والمرأة الصادقة قوية، والكاذبة غوية، والمرأة العاشقة ذات الحُجَج، وليست ذات الهمَجِ. إذ إنها لا تتخذ الحب مغرمًا، ولا تتخذه مغنمًا، وإنما هي صادقة مع نفسها، وباقية على بأسها.
نُسِبَ الجنونُ إلى التي في عشقها
صدقتْ، ولكن صدقُها هو حسبُها
أما التي كذبَتْ، فعُظِّمَ شأنُــــــــها
كذِبٌ لها في دربِها هـــــي ركْبُها
هذي التي في العشقِ أكذَبُ دائـمًا
والصدق في هذي المودَّةِ رُعْبُـها
التي تهدِّئُ رَوع المحبوب بما في رُوْعِها، وهي تقف معه في لحظات الخوف دون دروعها، وتستعدُّ لكل ما يبدو لها من أهلها أو من أهل محبوبها، ولا ترى لنفسها فوائد في دروبِها، وتكون له في الجوانب شُهُبًا، كما تكون في الجدب سُحُبًا، ولا تزال حتى ولو أنشب التهديد الأظفار، أو أظهرت الأخطارَ.
اقرأ أيضًا مؤشر الاهتمام على ميزان الحب
المرأة والحنين
إن التي تهوى الحبيب هي المُنَى
والحبُّ في لمَساتِها هو رأْبُـــها
تعطي الذي في قلبِها لحبـــيبِــــها
ويجودُ حُبًّا في الطرائقِ سكْبُها
خلَّد التاريخ امرأةً، وخلَّد لها على الشدائد جرأةً، وقد صبرت على ما قذف لها الدهر، وهي غير مقهورة، فلم يؤذِها الضرُّ، وقد تجشمَّت ما تجشمَّتْ، ولكنها ما تحطّمَتْ، وهي تواصل هذا المأزق، وما عشقت هذا المنزلق، ولكنها ما فتئتْ تغمر حبيبَها بالإخلاص، وما مجَّتْه بالخصاص، وهي ذاقت ما ذاقت، ولاقت ما لاقتْ.
فلما بلغ الصبر إلى الجزَع، لم تلجأ إلى الفزَع، وبقيت على هذا الطريق، كما سارت على هذا الحريق، تسافر بعيدًا، ولكنها بقيتْ حديدًا.
وقد عاشت مع معشوقها عيشا حنظليًّا، وما رأت السعادةَ جليًّا. وقد بقيتْ على هذا الطريق تغامر من أجل إبقاء المحبوب بجانبها، وما فكَّرت يومًا في الابتعاد عن صاحبها، وقد أرتْها الأسرةُ سُوءًا، ولم تتخذ عنها لُجُوءًا، ولكن عندما نبذتْها نبْذًا، لم تجد عيشا فذًّا، إلا أن اختارت هذا المحبوب الغائبَ، وهي تبحث عن هذا المعشوق اللازِب، وقعدتْ أزمنةً في النشيج عليه.
وفي الحنين إليه، وبقيت في ظلام الحنين تنتظر قدومَه، وتترقَّب في الليالي الظلماء نجومَه، ولكن هذا المحبوب ظلَّ مجهولًا، وهي لا تخاف أمرًا مهولًا.
وهذه المرأة ما زالتْ تسأل الركبان عن المنتظر، وتقبِّل الجُدرانَ من دون خوف الخطر، وهي تُرْهِف الآذانَ لسماع الخبَر، وكأنَّها خبيرة بقيافة الأثر، وهي تذهب شذَرَ مذّر بين أوساط البشَر. وقد فقدت في هذا السبيل توأمَها؛ إذ هي مطيلة للسفرِ.
عبرَتْ حنين الليلِ تـــــــــسألُ راكبًا
عنه، ولم يصبرْ عليه هُـــــــدْبُها
حتى لقد سألتْ خفاءً خــــــــــــــافيًا
في حَيرةٍ منه يكابدُ تُـــــــــــرْبُها
لم تستطعْ صبْرًا عليه حينـــــــــــما
يخفى عليها أمرُه ويـــــــــــجبُّها
ولقد مضتْ في دربِ بحثٍ عنه في
أرجاءِ هذي الأرضِ، وُسِّعَ ثُقْبُها
أفنتْ عليه العُمْرَ تطلبُ طيـــــــــفَه
في البُعدِ عنه، لم يُـــــفِدْها قُرْبُها
منبوذةٌ من أجلِ كلِّ غرامِـــــــــــها
وبه تأذَى في المودَّةِ جـــــــــنْبُها
واختارتِ المحبوبَ دون ســواه في
هذي الحياةِ، فهلْ هــــواها ذنْبُها؟
فازتْ برؤيتِه، وقد سعِدتْ بــــــــــه
من أجْلِ هذا الحبِّ فازتْ حرْبُها
اقرأ أيضًا الحب بين رحيق الزهور.. معلومات لا تفوتك
وفاء المرأة
والمرأة تبقى وفيَّة للعهود، ولا تكون في الحب متجاوزةً للحدود، بل إنها تتحمَّل تبعات الإنكار من الأهل، ولا تشتكي من ردهم ذلك المحبوب، أو نعتهم بأي الشكل، بل هي لا ترضى أن يُخْزَى، كما لا ترتضي أن يكون إليه الهوان يُعْزَى.
وإذا أصرت على رأيها، وسعتْ كل سعيِها، لم تُلْفِ أي اعتراض إلا بارزَتْه، ولا أي حدٍّ إلا جاوزتْه، وإذا استمر هذا الإنكار، لم تستسلم للضعف، فلا ينال منها المكَّار، وكلما توقد هذا الحب في أحشائها، بقيت على عهد وفائها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.