تستنصح الأمَّ في كل الأمور ولا تلقى النصائحَ...لا تلقى لها سبُلا
وتجعل القربَ منها في تقلُّبـــــها ولا ترى في الذي تأتي لها مــثلا
والأمُّ تُغْوِي فتاةً لا تـــرى رشدًا ولا تــذوق بما يبدو لها عســــــلَا
تشكو الذي ما به تويحُـــــها وإذا شكت تباريحَها تشكو لها أسَــــلا
من رحمة الأمِّ تُعلِي صوتَها وإذا لم تستطعْ نْدَةً أبدتْ لـــــــها حِيَلَا
جهلا بأن شظايا العيش مَـــبْدَؤُها أنَّاتُ قلبِ فتاةٍ تحتسي مــــــــــلَلا
جهلا بأن مطايا الشَّدْوِ ليس لـــها إلا غواربُ صبْرٍ قد رأى شُـــعَلا
لو أنَّها شجَّعتْها ليس يُزْعِــــــجُها جندُ الزعازع في الدنيا إذا دخــلا
وتسقمُ الأمُّ إنْ غنَّتْ لها بشـــظى شلَّالُ أُغْنِيَةِ الدنيا يرى شـــــــلَلا
والأمُّ تكحلُ عَيْنَيها بولولــــــــــةٍ وتشتكي منظرَ الأحزانِ والبـــدلا
وبنتُها ستظنُّ الدمعَ توأمَـــــــــها وأنما الدمعُ في العينينِ وهو حلا
والدمعُ في العين منصورٌ ومقتبسٌ إن نابَها الرزءُ والحزنُ الذي ثمِلا
وتزعم البنتُ أنَّ الأمَّ مرحــــــمةٌ وأنها تمسحُ الأحزانَ والكـــــــللا
وأنَّها الحضنُ لكنَّ البكاءَ لـــــــها مَئِنَّةٌ في سبيل الرزءِ حين عـــلا
اقرأ أيضًا أسرة المرأة ج1
والمرأة إذا لم تجد لها أمَّها صارخةً في الأرزاء، اشتكت إلى أبيها في الصباح والمساء، تترك لديه ما تجد في نفسها من الضرَّاء، وما تجد من السرَّاء.
والمرأة إذا لم تجد من تربت عليه من الأبوين لم تسترحْ، وإذا لم تجد من تستنصح معهما لم تنتصحْ، وربما عكَّرتْ صفوَ العلاقةِ الحماقةُ، ولا تقوى بها الصداقةُ. والأب يحل محل الأم، ولا يكون مثل السُّمِّ.
إن العلاقةَ بين الوالدِ انــبــثقتْ من الصداقةِ، إنْ وُدُّ الأبِ اتَّصلا
وللأب الأمرُ فيما قد تبــوحُ له به من السرِّ، إنْ سرُّ الفؤاد جــلا
تحتاجه عند خيراتٍ وفي نُوَبٍ وإنْ تجدْهما فالأمرُ كان بَـــــــــلا
أما الأمُّ تظنُّ أنَّها تُنقِذُ، فلا تدري أنما الخُطَط الشيطانيَّة تنفِّذُ، ولا تدري أنها إلى الشر تنفُذُ، وأنها عنها تذبُّ، ولا تدري أنها في الغَرَق تكبُّ، وأنها البلاء الأزرق تصبُّ، وفقد بسبب ذلك الوعيَ، كما تفقد الهديَ، فتسلك بها مسالك وعرة، وتفسد بها السعيَ، وربما اتخذت قرارًا ليس عن إجالة الرأي، ولا عن تسديد الرميِ، وقد لا تستشير الأب، فتسرح في الغيِّ.
حينًا تخطِّط، لا يُدْرَى لها خُـــــطَطٌ لبنتِها، وترى في أمرها خلَلا
كم يفسد الرأيَ حمقُ في القرار ولا ترى الذي فعلتْه في هنا وجَلا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.