من أسرة المرأة لا يحبها من الأبوين إلا الأقرب، ويكون لحبها آصرة أنسب، لا يُنشَبُ لها المِخْلَب.
والمرأة قد تميل إلى والدتها، وتجني منها كل فائدتها، كما هي لا تقطف منها شقاوتها، كما تذوق منها حلاوتَها.
وتكون هذه الأم لها مغوية، وعلى الانتكس مُهوية، ولضلالها طاوية، ولانحرافها زاوية، ساعية في سبيل تثبيت الشقوة، وفي سلب الحظوة، وتراها لها عضدًا، ولا تجدها رشدًا، ولا تعقد لها عقدًا، وتسرح في غياهب الانحراف، وفي عتمات الانجراف.
والمرأة إذا وجدتْ أمها لها سندا، مدَّتْ لها في الغي مددًا، ولا تبلغ بها أمدًا، ولا تصل بها مدى، والأم إذا رأت أنها تستنصحها كثيرًا لم تنصح لها، وإذا وجدتها ملطَّخة بما لا تُحمَد له العقبى لم تصرِّح، بل تقبى تشجعها على ما يؤوب عليها بالخسار، ولا يرجع إليها باليسار.
والوالدة التي تشتكي إليها بنتُها، وهي تظنها تتعذَّب ولم تًرشدها، سوف يفسد نبتُها، والتجشيع يتولد من العدم التشجيع، والتبرج يأتي من قلة التقريع. وإذا وجدت نفسها في الحِيَر، لم تكن بعد ذلك من أهل حسن السِيَرِ.
والغواية المنتظرة تكون أضعاف كثرة الشكاوى، ونتيجة للبلاوى. وكلما وجدت المرأة حلاوة النصيحة حامضة، ظنَّت أنما التوجيهات تكون عارضة.
🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.