أسرار وغرائب مثلث برمودا

(Bermuda Triangle) أو مثلث برمودا، ويُعرف أيضًا باسم مثلث الشيطان الذي يصادف يومه العالمي الخامس من ديسمبر من كل عام، هو مسطح مائي في شمال المحيط الأطلسي على شكل مثلث متساوي الأضلاع، ومساحته نحو مليون كم².

يقع في المحيط الأطلسي بين جزر برمودا التابعة للتاج الملكي البريطاني، وبورتوريكو، وفورت لودرديل (فلوريدا) على الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، ويُعد بمنزلة النظير لمثلث التنين الواقع على الجانب الآخر في المحيط الهادئ.

اكتشاف مثلث برمودا

أما مكتشفه فهو الرحالة الإيطالي الإسباني الذي اكتشف قارة أمريكا، كريستوفر كولومبوس، عام 1492، وحسب ما كتب في مذكراته، فإنه وجد ضوءًا مريبًا في تلك المنطقة، ما جعل حركة البوصلة التي كانت لديه مضطربة وغير دقيقة.

حَسَبَ ما نُسب إلى كولومبوس في مذكراته التي يضيف فيها أن «ضوءًا مريبًا» ظهر في المنطقة بعد بضعة أسابيع من تلك الحادثة، كما أفاد الرحالة الشهير بأن قراءات وحركة البوصلة التي كانت بحوزته كانت مضطربة وغير منتظمة.

اكتشاف مثلث برمودا

اكتسب مثلث برمودا شهرته على مدار الأعوام بسبب حوادث غامضة غير قابلة للتفسير لجميع السفن والطائرات والأشخاص الذين يوجدون داخل أبعاده، ما ينتج عنه اختفاؤهم دون ترك أي أثر واضح على مصيرهم أو ما تعرضوا له فعلًا قبل فقدانهم.

حوادث مثلث برمودا

ومن أشهر هذه الحوادث:

1. في 5 ديسمبر عام 1945، اختفت خمس قاذفات قنابل تابعة للبحرية الأمريكية أقلعت في مهمة تدريبية تحت اسم «الرحلة 19»، وكانت مكونة من 5 طائرات انطلقت من فورت لودرديل، ونفذت عملياتها في منطقة هينز آند تشيكينز شولز، ولكن عندما اتجهت الطائرات شمالًا للعودة إلى القاعدة، واجه قائد الرحلة مشكلات في القيادة ونظام الملاحة، ما أدى إلى اختلال توازنها وتحليقها بعيدًا عن مسارها.

وذكرت مجلة (ليجيون) عام 1962 ما قاله قائد الطائرة قبل اختفائها: «نحن ندخل مياهًا بيضاء لا شيء يبدو جيدًا.. لا نعرف أين نحن، المياه أصبحت خضراء، لا بيضاء».

2. أبحرت سفينة ماري سليست في 5 نوفمبر من عام 1872 من نيويورك إلى "جنوة" بإيطاليا، وهي تحمل 1701 برميل من الكحول، ولكن في 4 ديسمبر من العام نفسه، أي بعد شهر كامل على إبحار ماري سليست، عثر عليها طاقم السفينة "ديي غراسيا"، وهي عائمة في مضيق Gibraltar ولكن دون ركاب تمامًا، كما قال القبطان ديفيد ريد مورهاوس قائد "ديي غراسيا": «لا شيء مفقود سوى الطاقم».

ولم تحمل السفينة ماري سليست أي علامات على الغرق مع أنها كانت مبللة ويغطي الماء قاعها بارتفاع متر فقط تقريبًا، وذلك كما ذكرته مجلة Le Point الفرنسية.

3. ومن الحوادث الغامضة التي حدثت هناك أيضًا كان اختفاء السفينة باتريوت التي كانت تنقل ثيودوسيا بور ألستون، ابنة نائب رئيس الولايات المتحدة السابق آرون بور، ويُذكر أنها كانت مسافرة على متنها التي أبحرت من شارلستون بجنوب كارولينا إلى نيويورك مرورًا بمثلث برمودا، وذلك في 30 ديسمبر 1812، ولم يعثر عليها أبدًا.

اختفاء سفينة

وما يبعث على الدهشة حقًا ما ذُكِر في روايات بعض الناجين من خطر هذا المثلث المائي القاتل، ومنهم الطيار إيفان سارتر من السلاح الجوي التشيكي، الذي كان يؤدي رحلة استطلاعية فوق المحيط الأطلسي، وعند اقترابه من هذه المنطقة شعر بقوة هائلة تشد الطائرة التي يقودها للأسفل، وبعد ثوانٍ قليلة تعطلت شاشات قراءة إشارات الأجهزة والمحركات للطائرة وفقد السيطرة تمامًا على القيادة، ولكن عند اقترابه من سطح المياه توقفت القوة الجاذبة المسيطرة على الطائرة، وبعد دقائق عاد إيفان يحلق من جديد على ارتفاع مناسب ليعود أدراجه بعد هذه اللحظات القاسية التي عاناها.

وعندها أرسل الطاقم الموجود في قاعدة المطار رسالة تُبلغه بضرورة التواصل معهم إذا كان لا يزال حيًا وقادرًا على سماعهم، وعند إبلاغهم بسلامته وأنه فعلًا في طريق عودته، استغربوا بشدة على الرغم من فرحتهم، وذلك لحقيقة أنه اختفى عنهم فجأة مدة 15 ساعة متواصلة كانت كافية لنفاد الوقود لديه بالكامل!

أقوال الناجين

ومن الناجين أيضًا توماس براون، وهو أحد سكان فلوريدا والبالغ من العمر 56 عامًا، عندما اختفى مدة سبع سنوات، ففي يوم 29 من شهر أكتوبر من عام 2009 خرج في نزهة بحرية مُخبرًا زوجته أنه سيعود باكرًا.

ولكنه عندما انتهى من رحلته وأراد العودة وجد محرك الزورق لا يعمل وكذلك اللاسلكي، وبذلك لم يستطع تفسير ما حدث، ولكنه تمكن من العثور على جزيرة قريبة وتمكن من مواصلة العيش فيها حتى وجدته السلطات وهو في حالة صحية صعبة، شاحب الوجه وقد فقد كثيرًا من الوزن.

أما التفسير العلمي المنطقي الوحيد لاختفاء الأشياء بمجرد وصولها لمثلث برمودا فهو العمق الكبير لهذا المثلث، ما جعل من الصعب الوصول لقاع تلك المنطقة، لذا جعل العثور على بقايا الطائرات والسفن أمرًا مستحيلًا، بالتزامن مع وجود سُحب لها أبعاد هندسية معينة فوق المثلث تتسبب في هبوب رياح بالغة السرعة قد تصل إلى أكثر من 200 كم في الساعة، ووجود دوامات مغناطيسية قوية تؤثر على عمل المحركات والأجهزة.

الدوامات المغناطيسية

وأيًا كان التفسير الذي قد يصل إليه العلماء، فإن مثلث برمودا وغيره من المناطق العجيبة على سطح الكرة الأرضية ستظل لغزًا يحمل داخله الحقيقة التي لا يعلمها الكثيرون منا حتى اليوم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة