منذ المدى البعيد ومنذ فجر التاريخ، وهذه المحيطات تحيط بكوكبنا، ولطالما جعلتنا نتخيل ونتساءل عما يحدث بها، ودعتنا إلى محاولة اكتشاف أعماقها المجهولة. ولكن، ومهما بلغ تقدمنا التكنولوجي، يبقى المحيط لغزًا لم نجد له حلًّا حتى الآن، إذ يحوي أسرارًا بداخله أخفاها عنا.
والآن، ونحن على عتبة حقبة جديدة من التطور العلمي والاكتشافات العلمية، يبدو وكأن المحيط بدأ بكشف سر من أسراره المجهولة، بل الأكثر غموضًا، وقد يكون له تأثير كبير على حياتنا ومستقبلنا.
الأمر مختلف تمامًا عن مدينة مفقودة أو كنوز مدفونة، فالسر هو اكتشاف نمط حياتي بكتيري فريد من نوعه يستهلك الميثان، أحد أقوى الغازات الدفيئة، بطريقة لم يتوقعها أحد.
الميثان.. شبح الاحتباس الحراري
قد يبدو الأمر بسيطًا، ولكن هل تعرف أن الميثان غاز دفيئة أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون (نحو 25 مرة على مدى 100 عام) وله دور كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟ مع العلم أن المصادر الرئيسة للميثان تشمل:
- الزراعة (خاصة مزارع الأرز وتربية الماشية).
- إنتاج الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم).
- الأراضي الرطبة.
- رواسب الميثان المتجمدة في قاع المحيطات (الميثان هيدرات).
المحيطات لديها كميات كبيرة من الميثان الهيدرات، وهي مركبات مجمدة تتكون من الماء والميثان. على مدى السنين، اعتقد العلماء أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات قد يؤدي إلى ذوبان هذه المركبات وإطلاق كميات كبيرة من الميثان في الغلاف الجوي، ما قد يؤدي إلى تسريع وتيرة تغير المناخ بصورة كارثية.
البكتيريا آكلة الميثان.. حلفاؤنا غير المتوقعين
ولكن، يبدو أن الطبيعة لديها طريقة مميزة للتعامل مع هذه المشكلة.
في السنوات الأخيرة، اكتشف العلماء وجود أنواع مختلفة من البكتيريا في المحيطات قادرة على استهلاك الميثان وتحويله إلى مواد أخرى غير ضارة، مثل ثاني أكسيد الكربون -الذي هو أقل ضررًا بكثير من الميثان-. هذه البكتيريا تعمل "مرشحات طبيعية" للميثان، وتمنع تسربه إلى الغلاف الجوي.
مما سبق، يمكننا أن ندرك أنه علينا حقًّا أن نبدأ بتوجيه أنظارنا نحو المحيط وألغازه المجهولة.
بالتوفيق ...
مقال ممتع جدا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.