من منا قد يصدق أن الفراعنة استخدموا حلوى المارشملو علاجا للسعال الجاف، والتهابات الحلق والمعدة؟ الأمر غريب.. لكنه حقيقي!
اقرأ أيضاً لعنة الفراعنة وأهم الاكتشافات الأثرية بين الواقع والخيال
اكتشاف المارشميلو
قبل نحو ألفي 2000 عام قبل الميلاد، اكتشف الفراعنة عشبة الخطمي أو المارشملو العجيبة، التي غيرت مجرى طرق علاج العدوى البكتيرية أو الفيروسية التي تسبب آلاما حادة في الحلق قد تصل إلى السعال الجاف.
ربما هذا الإيقاف الخاطف والمفاجئ الذي حدث لك بعد ما سمعته عن عشبة المارشملو، شكل لديك سؤالا حائرا، يا ترى كيف استخدم المصريون القدماء هذه العشبة في علاج تلك الأمراض؟
السر يكمن في عبقرية جذور هذه النبتة التي تنتمي لعائلة النباتات الخبازية المنتشرة على ضفاف الأنهار والمروج الرطبة.
قد ترى أنها لا علاقة لها بحلوى "المارشملو" الشهيرة في مجتمعنا الحديث، التي يشتهيها الأطفال وأحيانا الكبار.
اقرأ أيضاً بعد 7000 سنة.. الفراعنة تريند
فوائد المارشميلو
ولكن الأمر ليس بعيدا في الواقع كما تعتقد.. فأحب الفراعنة هذه النبتة، فعندما كانت تجف تكسر إلى قطع صغيرة تنقع في الماء للحصول على شراب سائل، ليمزج بالعسل أو شراب السكر لصنع مادة تشبه الحلوى، فتصبح جاهزة للتداوي بها، ومن يتناولها يكون في ذلك اليوم خاليا من كل الأمراض التي قد تأتي إليه، لقدرتها على بناء طبقة واقية مخاطية في الفم والحلق تحمي من التهيج والتورم.
على الأرجح أننا أضفنا لك مكافأة علاجية، وليس شرطا أن تكون فرعونا مصريا لتحصل عليها. برأيك، كيف كان مذاق هذا الشراب في تلك الأوقات؟ على كل حال قد تظن أن الجميع كان يحق له التداوي بالمارشملو، ولكن لسوء الحظ، هذه الطريقة كانت مخصصة لنخبة المجتمع والملوك والآلهة فمن تداوى من الآخرين بها عد مجرما.
ولكن مهلا أتظن الأمر انتهى عند الفراعنة فحسب؟ بالطبع لا، فلو كان كذلك ما تناولنا اليوم المارشملو الملونة.. فلقد تسارع الجميع في صناعة حلوى المارشملو التجارية، بدلا من النبتة العشبية المستخدمة في العلاجات الدوائية.
اقرأ أيضاً الفراعنة 4
تطور حلوى المارشميلو
التطور الذي حدث على حلوى المارشملو لتصل بعد سنوات إلى الشكل الحديث المتعارف عليه اليوم، بدأ على يد الفرنسيين في أواخر القرن التاسع عشر، حين استبدل صانعو الحلوى المادة السائلة الناتجة عن العشبة النباتية "بالجيلاتين" لتصنع من الماء والنشا وشراب الذرة والجيلاتين، توضع قطع المارشملو بعود صغير، ثم تسلط نار هادئة عليها لتكون طبقة كريمية تضفي عليها الطعم المميز اللذيذ.
ليصل المارشملو إلى الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين بعد إدخال عملية التصنيع الآلية وانتشارها في السوق، فيضخ الخليط الرقيق عبر أنابيب طويلة، ثم تقطع المارشملو إلى قطع متساوية بألوان تخطف أنظارنا فنهرع في تناولها.
لكن سواء كان المارشملو حلوى أم شرابا، ففوائدها أذهلت الجميع.
فإذا كنت تعاني انزعاج التهابات الحلق والمعدة والأمعاء يكفي غلي جذور المارشملو، وإضافة القليل من العسل أو السكر شأنها شأن عشبة اليانسون.
فهل أنت مستعد لتجربة شراب المارشملو اللذيذ؟ أظن أنك متحمس.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.