مهما تعددت وتنوعت شخصيات الرجال؛ فإن بعض الأسرار يستحيل على أي امرأة أن تستوعبها أو تدركها.
غالبًا ما يكون الغموض الذي يكتنف الرجل فجأة أو انسحابه إلى كهفه ناتجًا عن وضع لا يُحسد عليه، ربما بسبب ضغوط نفسية أو مادية أو مشكلات في العمل أو الحنين إلى الماضي، وغيرها كثير وكثير من الأمور، وقد حاولت الدراسات تحليل نفسية الرجل بصورة عميقة، حتى توصلت إلى وجود أسرار موجودة في كل رجل...
السر الأول: "ليلى"
ليس بالمعنى الحرفي لهذا الاسم، فلا تظن المرأة أنها الوحيدة التي سكنت قلب زوجها أو حبيبها... فـ"ليلى" هي تلك المرأة المجهولة التي لطالما تخيلها الرجل وحلم بها. قد تكون هذه المرأة غير موجودة، وقد تكون حاضرة في نفسه، يرسم ملامحها وينحت طبائعها كما يرغب. سواء كانت "ليلى" حقيقية أو خيالية، فهي موجودة في حياة كل رجل، وقد تكون أمِّه، أو أخته، أو صديقته، أو حبِّه القديم، وربما وهم متعلق به، ويكتم سرها عن كل الناس، ولا يوجد شرط معين أو سبب محدد لتعلق الرجل بهذه "ليلى".
السر الثاني: أنا مرغوب
أن يكون الرجل مرغوبًا دائمًا من طرف الجنس الآخر هو حلم يقظة لدى الرجال، وهذه الفكرة تسيطر على فكره دائمًا. فما إن يصل الشاب إلى مرحلة البلوغ حتى يبدأ في الشعور بنفسه، وبالتغيرات الفسيولوجية والجسدية التي يمر بها، مثل اختلاف حجم حباله الصوتية.
في هذه المرحلة، يبدأ بالبحث عمن تتابعه، ثم يكبر ويصبح رجلًا، لكن تظل فكرة "أنا مرغوب" داخله، ولا يُبديها لمن حوله. يقول في نفسه: "أنا مرغوب... هناك من يتابعني". وأيًّا كان سبب المتابعة أو الرغبة، فلكل رجل مقوماته وصفاته وشخصيته، وهو يحاول إظهارها بأبهى صورة. فلا يوجد رجل إلا ويبحث ويفتش دائمًا عن مدى مصداقية إحساسه بنفسه، ويسعى إلى الارتقاء بذلك الإحساس.
السر الثالث: يا أنا يا بلا
هذه الجملة العامية متداولة بين الناس، ولأن البدايات من أجمل اللحظات التي نمر بها في حياتنا، يحاول الرجل الظهور بأبهى صورة لديه للوصول إلى ما يريد، سواء كانت علاقة ارتباط أو حب أو حتى صداقة.
في هذه المرحلة، يزيد اهتمامه بكل ما يهم الطرف الآخر. ولكن مع مرور الأيام، تبدأ الصورة الجميلة للرجل بالتلاشي شيئًا فشيئًا، حتى يظهر على حقيقته، وهنا تقع المرأة في حيرة من أمرها. وكأن الرجل يوجه إليها رسالة مفادها: "هذا أنا... إمّا أن تقبليني كما أنا، وإما بلا".
السر الرابع: حينما يقرر الزواج
مهما كانت ثقافة الرجل وخبرته في الحياة، فإنه دائمًا يبحث عن امرأة تشبه أمه عندما يتخذ قرار الزواج. هذه الفكرة تكون متأصلة داخله، خصوصًا إذا كانت أمه في نظره من أروع نساء الأرض، فهو يراها قد عاشت حياتها مع أبيه لأنها "تريد أن تعيش"، وينسى أن كثيرًا من النساء نسين كل شيء، حتى اهتمامهن بأنفسهن، مثل الزينة والماكياج، فقط تحت شعار "أريد أن أعيش"، ثم إنهن تحملن كثيرًا من الضغوطات دون أن ينطقن بحرف.
ولا شكَّ أن هذا النوع من النساء مرغوب لدى الرجال، ما يجعلهن محبوبات لأنهن فقط قادرات على العيش تحت أي ظرف وأي واقع. وحينئذ يكون الحمل على المرأة ثقيلًا.. وكان الله في عونها.
السر الخامس: "أبو العريف"
في هذه المرحلة، يبدأ الرجل في إظهار معارفه وخبراته، محاولًا إقناع شريكته بأنه يعرف ويدرك كل شيء حوله، حتى يتمكن من تحقيق أحلامها. وإن لم يكن يعرف الأمر، فسيبحث ويفتش ويبذل كل جهده للتوصل إلى المعلومات عنه.. يحاول الرجل بكل الطرق المتاحة أن يستوعب ويفهم احتياجات المرأة، حتى يستميلها نحوه، وكل تلك الدوامة هدفها جعلها تدرك أنه "الرجل الذي يعرف كل شيء".
السر السادس: الحنين إلى الماضي
وتأتي لحظات على الرجل يود فيها بشدة العودة إلى الماضي الجميل الذي كان يعيش فيه، ويبدأ بمقارنته بالواقع، وحينئذ يصبح الرجل بعيدًا عن حياته واهتماماته، ويدخل في دوامة من الحنين لما كان عليه سابقًا.
السر السابع: الشك
لا يوجد رجل إلا وتدور في داخله أفكار الشك، وبوجه خاص فيما يتعلق بشريكته، فيحاول في البداية البحث والتفتيش خلفها لمعرفة ما الذي يجذب اهتمامها... كل ذلك حتى لا يشعر بأنه قد أنقص عليها شيئًا ما.
ليس كل الرجال تنطبق عليهم صفة الشك، فهو درجات، فلا داعي لأن تقلق المرأة إن لم يكن شريكها من هذا النوع، ويجب الأخذ في الحسبان أن الثقة والحب هما ما يدعمان قوة العلاقة بين الطرفين.
السر الثامن: أنا رجل أنا لا أبكي
وكم هي منتشرة بين الرجال! فالرجال لا يبكون لأنهم رجال، وجلودون على أنفسهم، وليسوا ضعفاء، فالبكاء من وجهة نظرهم ينم عن ضعف. النساء يبكين.. ولكن لماذا الإحراج؟ لا حرج في البكاء، فقد يمر الرجل بأوقات عصيبة يرغب فيها حقًّا في التعبير عما يجول في نفسه، ويريد حقًا أن يبكي.
السر التاسع: حينما يكون الرجل صامتًا
حينئذ تأتي الهموم التي تتراكم مع مرور الأيام داخل رأسه، وبالأخص حينما يكون مسؤولًا عن بيت وعائلة، ويعمل مجرد موظف ينتظر آخر الشهر حتى يقبض راتبه، ثم يبدأ بحساب كيف يمكنه أن يعيش فعليًّا، لا سيما مع امرأة تقول له: "أنا لا أعرف... المهم طلباتي".
فيدخل في دوامة الصمت المطبق، ويعيد ترتيب حساباته خوفًا من تراكم الديون وشبح الفقر الذي قد يلحق به في الأيام القادمة، فيبدأ بالابتعاد عن شريكته، لعلّه ينفس عن همومه وكربته التي يعاني منها.
السر العاشر: الاحتواء
إن الرجال بطبعهم القاسي والجلود يرغبون بشدة في كسب التعاطف والاحتواء من قبل شركائهم، فعندما يكونون مرضى مثلًا يحتاجون إلى لمسة من الدفء والحنان والرعاية. فمهما كان الرجل قويًّا وصبورًا على نفسه، فهو بحاجة إلى أن يشعر بالاحتواء والاهتمام والعطف.
مرحبا من جديد وشكرا على هذا المقال الرائع والشيق، و دمتي مبدعة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
دمتي بألف خير صديقتي منى .. مرورك اللطيف هو من جعل مقالي رائع
مقال رائع جدا وممتع صديقتي شهد
جميل ....
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.