أنا المصري كريم العنصرين بنيت المجد بين الأهرمين
جدودي أنشؤوا العلم العجيب ومجرى النيل في الوادي الخصيب
لهم في الدنيا آلاف السنين ويفنى الكون وهما موجودين
لم نجد كلمات نفتتح بها مقالنا أفضل من تلك السطور التي خطها (بيرم التونسي) التي لحنها الهرم الرابع سيد درويش في أوبريت (شهرزاد) التي تختزل تاريخ القدماء المصريين في بضع أبيات من الشعر العامي، نحن نتحدث عن التاريخ المصري القديم، حضارة لا تكفي الكلمات لوصفها، يكفي القول إن علمًا وضع باسم تلك الحضارة، وهو علم المصريات.
اليوم نتحدث عن جزء من ذلك العلم، نتحدث عن أسرار التحنيط عند الفراعنة، وكيف وجدنا مومياوات محنطة من آلاف السنين، من أول من عرف التحنيط؟ وكيف تراها فتظنها حنطت قبل أمس؛ لذا كن على موعد مع بعض المعلومات الدسمة.
اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن التحنيط عند المصريين القدماء.. لا تفوتك
من أول من عرف التحنيط؟
قد ترى تلك المعلومة غريبة، لكن لا يزال يوجد اختلاف في من أول من حنط، فمصر على الرغم من كونها أشهر دولة مارست التحنيط، لكنها لا تمتلك أقدم مومياء حتى الآن، فأقدم مومياء مصرية حتى الآن هي مومياء مكتشفة في سقارة، ويرجع تاريخ تحنيطها إلى 3200 عام قبل الميلاد.
فمثلًا وجد في ليبيا مومياء لطفل يقدر عمرها بعامين ونصف تقريبًا، ويقدر أن عمرها يتراوح بين 5400 إلى 5600 عام، ووجد أيضًا في ليبيا مومياء يصل عمر تحنيطها إلى 7000 عام، وتوجد دراسة تقول إن (تشيلي) قد عرفت التحنيط من مدة تصل إلى 7000 عام قبل الميلاد، وكل مدة عزيزي القارئ تكتشف مومياء جديدة في دولة ما.
اقرأ أيضًا: لماذا المصريون عباقرة وما الدليل على ذكائهم؟
ما الهدف من عملية التحنيط عند المصريين القدماء؟
إن لعملية التحنيط هدفًا بالغ الأهمية في نظر المصريين القدماء، ألا وهو حفظ حياة موتاهم، فالمصري القديم كان يؤمن بإعادة البعث بعد الموت، وكان يؤمن بالخلود بعد البعث؛ لذا كان المصري القديم يضع مع مقبرة المتوفى طعامه وشرابه وحليه وآنية الطعام والملابس التي سيرتديها فيما بعد في الحياة الآخرة.
بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى أن يوضع مع الميت خدمه الذين سوف يخدمونه في الحياة الأخرى، لكن كان يشوب تلك العملية -عملية الإعداد للحياة الآخرة- عيب واحد، وهو أن أجساد البشر تتحلل، لذلك لجؤوا إلى التحنيط؛ لأن المصري القديم كان يؤمن بأن الروح سوف تبحث عن الجسد، وإذا كان الجسد قد تحلل، فلن يحدث الخلود، ولا بد أن يكون التحنيط ممتازًا بأفضل درجة ممكنة.
اقرأ أيضًا: تعرف على الطرق المختلفة للحفاظ على الجسم في العصر القديم
هل اكتشف سر التحنيط أم لا؟
ذلك السؤال الذي حير الملايين والملايين عبر السنين، هل اكتشف سر التحنيط أم لا؟ وإذا كانت الإجابة نعم، إذن ما سر تحنيط الفراعنة؟
الآن يمكننا أن نجيب عن ذلك السؤال بنعم، فقد تم اكتشاف سر التحنيط.
اقرأ أيضًا: سر التحنيط عند الفراعنة.. تعرف على أهم طرق الحفظ عند القدماء
ما سر تحنيط الفراعنة؟
مكونات عملية التحنيط
- عطر دهني.
- صنوبر.
- عرعر.
- راتنج من أشجار الفستق.
- التربينتينوا.
- ملح النطرون.
- شمع النحل.
- زيت خروع.
- زيت الأرز.
- زيت التربنتينا.
- نبيذ بلح.
- دهون الثور.
- نبات المر.
- لبان دكر.
خطوات عملية التحنيط
- غسل الجسد وتطهيره.
- استخراج المخ من أعلى الأنف.
- عمل فتحة في الجانب الأيسر من البطن لاستخراج أحشاء الميت، فيستخرج الكبد والرئتان والكليتان والمعدة، وفي بعض الأحيان يستخرج القلب، ذلك لأن القلب هو العنصر الأساسي في الحساب عند المصريين القدماء.
- وضع حشو داخل البطن، ويتكون الحشو من خليط من النباتات والقش والراتنج وملح النطرون والرمال.
- غمر الجسد بملح النطرون، وهو نوع ملح، كان يؤتى به كثيرًا من مدينة وادي النطرون في محافظة البحيرة، والهدف من وجود ذلك الملح في عملية التحنيط هو أن تسحب السوائل لتجفيف الجسد حتى لا يتعفن.
- تجرى تلك العملية في مدة تصل إلى أربعين يومًا.
- من الخطوات المهمة في عملية التحنيط التعقيم وتطهير الجسم من البكتيريا التي قد تصيبه بالتعفن، وتؤدي الزيوت التي ذكرناها بالأعلى ذلك الدور، وأيضًا يوجد سبب آخر لدهن الجسد بالزيوت، ألا وهو التلطيف من الروائح الخاصة بالجثة، وتطييب الميت.
- وضع بعض مستحضرات التجميل، كملون الشفاه.
- في أواخر عهود مصر القديمة كان تعمل فتحات في الجسد، وتوضع الرمال فيها، لتوزيعه على الجسد حتى يعطي مظهر الامتلاء.
- في النهاية تأتي آخر مرحلة، وهي مرحلة التكفين، فيلف الجسد من الأعلى إلى الأسفل بالكتان.
- بعد ذلك يأتي الدفن ووضع المومياوات في توابيت.
اقرأ أيضًا: الاستئصال الفرعوني للدماغ دون كسر جمجمة المومياء
من الأسباب التي ساعدت في انقشاع الغشاوة عن ذلك العلم هو أنه اكتشفت مقبرة عام 2016 بمنطقة سقارة بها بقايا من مكونات التحنيط، لكن في العام الماضي اكتشفت أكبر ورشتين للتحنيط في المنطقة نفسها، ولا نعلم ماذا سنكتشف في المستقبل من آثار، وقد نكتشف ما يجعلنا نظهر كل اتجاهاتنا، وصدق من قال إن تلك الأرض لا تخرج الماء، بل تخرج الآثار والكنوز.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.