يعاني الكثير من الاشخاص من نوبات الهلع المخيفة والمتعبة له، وبسبب الخوف الذي تسببه تتأثر حياته بشكل كبير، واهم اسباب الخوف منها هي عدم معرفته بماهيتها.
اقرأ أيضاً تعرف على أعراض القلق و النوبات القلقيه الهلعية
نبذة مختصرة عن نوبة الهلع
هي نوبة مفاجئة من الإحساس بالخوف الشديد، الذي يكون بلا سبب واضح عادة. هذه النوبة تحفز ردود الأفعال الجسمية الشديدة مثل الإحساس بالاختناق وضيق النفس وخفقان القلب والتي تسبب الخوف الشديد أيضاً.
وعند حدوث نوبات الهلع تعتقد بأنك تفقد السيطرة على نفسك أو أنك تُصاب بنوبة قلبية أو حتى أنك تموت.
تبلغ نسبة الأشخاص الذين يصابون بهذه النوبات حوالي شخص واحد من كل تسعة أشخاص، وهم قد يصابون بنوبة واحدة أو أكثر خلال حياتهم. وقد تظهر عدة حالات في العائلة الواحدة والأقارب.
ورغم أن النوبات في حقيقتها لا تهدد الحياة فعلاً، لأنها عبارة عن تشنجات عضلية يسببها التوتر العصبي الشديد الناتج من الإحساس بالخوف الشديد، فصعوبتها وشدتها على المصابين بها تؤثر كثيراً في نوعية حياتهم ومشاعرهم لأوقات طويلة.
اقرأ أيضاً كيف تتخلص من القلق والحزن والهم؟
أسباب نوبات الهلع
الأسباب غير معروفة عادة، خاصة لتلك النوبات التي تظهر من العدم بلا أي سبب واضح. لكن قد تلعب بعض العوامل دوراً في ظهور النوبات:
1- الجينات والاستعداد الوراثي والعائلي.
2- الصدمات النفسية والتوتر النفسي الشديد.
ورغم أن نوبات الهلع الأولى قد تكون بلا سبب إلا إن النوبات اللاحقة قد تكون ناجمة عن مواقف معينة تسبب التوتر والقلق والخوف.
اقرأ أيضاً 12 طريقة للتخلص من نوبات الهلع
ما أعراض نوبة الهلع؟
نوبات الهلع تظهر بأشكال مختلفة، فهي تتضمن 13 عرَضاً يظهر بعضها عادة، لكن يعاني البعض من جميعها أحياناً.
وهذه الأعراض تبدأ عادة بعلامات جسمية استجابة للخوف (بسبب إفراز هرمون الأدرينالين خاصة) مثل: الإحساس بالاختناق، وضيق النفس، وتسارع دقات القلب، يليها زيادة التشنجات الجسمية نتيجة ازدياد الخوف خلال النوبة فيظهر الارتعاش والقشعريرة والهبات الساخنة، وربما الغثيان والتقيؤ أو الإغماءات الهستيرية.
وفي نهاية النوبة تظهر علامات الخوف الشديد النفسية مثل الشعور بالموت القريب أو الإحساس بالاضطراب النفسي الشديد، أو الانفصال عن الواقع أو الذات.
تظهر هذه الأعراض لمدة 5 إلى 20 دقيقة عادة، وقد تصل أحياناً إلى ساعة كاملة، ثم تختفي أو تهدأ فجأة بلا سبب.
وعادة ما تليها فترة من القلق والتوتر تستمر لساعات أو أيام بسبب جهلنا بحقيقة هذه النوبات، ونعيش حالة من الخوف من عودتها والخوف من الموت.
لكن هذه النوبات تقل تدريجياً في شدتها وعددها بمرور الوقت، إلى أن تنتهي تماماً لدى كثير من المصابين بها، ويبقى فقط شعور القلق والخوف من عودتها، رغم أنها لا تعود في معظم الأشخاص، وهذا القلق والخوف هو ما يسمى "اضطراب الهلع".
كما أن هذا الاضطراب يرافقه في نصف الحالات مشكلة الرهاب من الأماكن المزدحمة أو الضيقة.
هل تسبب نوبات الهلع خطورة لنا؟
لا تسبب أية خطورة حقيقية، فهي مجرد تشنجات عضلية، ناتجة عن التوتر والخوف. وعند انتهاء النوبة فإن هذه التشنجات تخف بشكل كبير أو تختفي تماماً.
ما مضاعفات نوبات الهلع؟
رغم كون نوبات الهلع لا تسبب أية خطورة حقيقية، إلا إن استمرارها يمكن أن يؤثر على حياتنا سلبياً بأشكال مختلفة.
لكن أساس هذه المضاعفات هو الخوف الدائم من تكرار هذه النوبات مستقبلاً والخوف من الموت. ومن أهم هذه المضاعفات:
مضاعفات نوبات الهلع
1- الإصابة بأنواع من الرهاب للمواقف التي تذكِّر بنوبة الهلع الأولى خاصة: مثل الخوف من قيادة السيارة، أو من النوم، أو أوقات حصول النوبة من اليوم كالمساء أو الليل، أو تجنب أماكن حصول النوبات، أو الخوف من الموت.
2- رهاب الميادين في 50% من الحالات، وهو تجنُّب الأماكن أو المواقف التي تُسبِّب القلق بسبب الخوف من عدم قدرتكَ على الهروب أو الحصول على المساعدة في حالة التعرض لنوبة الهلع مثل الأماكن المغلقة والضيقة كالمصاعد أو الأماكن المزدحمة كقاعة الدراسة أو أماكن العبادة والمواقف الاجتماعية، والخوف من إحراج السقوط أو تكرار نوبة الهلع أمام الآخرين، وقد تعتمد على وجود الآخرين معك حتى تستطيع مغادرة المنزل.
وهذا يؤثر علينا كثيراً في نواحي حياتنا فيعيق قدرتنا على العمل والدراسة ولقاء الأقارب والأصدقاء.
3- الرعاية الطبية المتكرِّرة والزيارات المتعددة للأطباء بسبب المخاوف الصحية والأعراض المرضية الأخرى الخاصة باضطراب الهلع والقلق المرافق له.
4- الإصابة بالاضطربات النفسية الأخرى كالاكتئاب والقلق وغيرها، وزيادة مخاطر التفكير والإقدام على الانتحار.
5- إدمان الكحول أو المواد المخدرة الأخرى كطريقة للخلاص من التوتر الذي يسببه التفكير المستمر بالخوف والموت.
6- المشكلات المالية: بسبب تجنب الخروج إلى العمل، والمصروفات الطبية الكبيرة بسبب الزيارات المتكررة للأطباء.
من يعالج نوبات االهلع؟
الطبيب النفسي، والمعالج النفسي، والطبيب العام المتدرب على علاج هذه الحالات. ولا يمكن لغيرهم من الأطباء أن يعالجوا هذا الاضطراب بشكل صحيح وكامل.
لهذا نجد أن كثيرًا ممن يعانون من نوبات الهلع يستمرون بمراجعة الأطباء المختلفين لسنوات عديدة دون الوصول إلى الشفاء التام.
كيف يتم التشخيص؟
التشخيص الدقيق يحتاج إلى:
1- الفحص الطبي البدني.
2- فحص الدم (الغدة الدرقية وفقر الدم) والقلب (تخطيط أو إيكو).
3- التقييم النفسي.
ويجب التأكد من الأسباب العضوية للحالة مثل الأمراض التي تسبب زيادة في ضربات القلب أو ضيق في التنفس وغيرها من أعراض نوبة الهلع.
علاج نوبات الهلع
الغرض من العلاج هو تقليل شدة ومعدل نوبات الهلع التي تصيبك، وتحسين أدائك في الحياة اليومية.
طرق العلاج الرئيسة
هي العلاج النفسي بالكلام والتدريب لتغيير أفكار الخوف والسلوك، أو الأدوية النفسية. ويُمكِن اقتراح نوعٍ واحد منهما، أو الاثنين معاً للحصول على نتائج أسرع.
والعلاج النفسي هو الخيار الأول في علاج نوبات الهلع، لأن أساس المرض هو الفهم الخاطئ للنوبات والخوف المبالغ منها؛ لذلك يجب أن يتضمن العلاج النفسي الخطوات التالية:
1- فهم نوبات الهلع وتعلم كيفية التعامل معها عند حصولها.
2- فهم أن أعراض نوبة الهلع ليست خطيرة، ويمكن أن تتعلم هذا من خلال خبرتك الخاصة أيضاً، فتلاحظ أنك لا تُصاب بشيء خطير عند وبعد حصول كل نوبة هلع.
3- التغلب على المخاوف من المواقف والأماكن التي كنت تتجنبها بسبب نوبات الهلع. وعلاج حالات الرهاب المتعلقة بالاضطراب.
الأدوية النفسية: يمكن أن تساعد الأدوية على تقليل القلق والأعراض المصاحبة لنوبات الهلع، مثل:
1- مضادات الاكتئاب: تساعد على علاج القلق والتقليل من الشعور بالتوتر والخوف، وأفضلها هي مثبطات استرجاع السيروتونين من حيث كفاءة الفعالية وقلة الأعراض الجانبية، كما يمكن أخذها لفترة طويلة لأنها لا تسبب الإدمان.
2- المهدئات العصبية: خاصة البنزوديازيبين، تساعد على تهدئة الجهاز العصبي والتقليل من القلق والخوف وأعراضهما خلال الفترة الأولى من العلاج، ويفضل أخذها لمدة لا تزيد عن شهر واحد، إلا إذا قرر الطبيب فترة أطول، وذلك لأنها قد تسبب التعود والإدمان إذا استخدمت لفترة طويلة.
3- مثبطات الأدرينالين العامة: والتي تساعد على تقليل الأعراض الجسمية المصاحبة لنوبة الهلع، مما يحسن من الشعور خلالها ويقلل الخوف منها.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية: رغم إمكانية علاج نوبات الهلع بالعلاج المتخصص، لكن خطوات الرعاية الذاتية التالية تساعد في السيطرة على الأعراض:
1- التزم بخطة العلاج الموصوف لك من المختص النفسي، فهذا سيساعدك في التقليل من مخاوفك، ويمكنك من الخروج من المنزل وأداء أعمالك اليومية.
2- حاول تجنب التدخين والكحول والكافيين والمخدرات؛ لأنها يمكن أن تزيد من نوبات الهلع وشدتها.
3- تعلم تمارين الاسترخاء ومهارات إدارة الضغوط النفسية، مثل التنفس الهادئ واليوغا.
4- مارس نشاطات بدنية ورياضية يومياً وبانتظام، لما لها من تأثير إيجابي ومهدئ لحالتك المزاجية.
5- احصل على كمية كافية من النوم للمساعدة على استرخاء الجسم.
6- يمكنك التعلم ممن سبق لهم التعامل مع نوبات الهلع ومعالجتها بشكل صحيح.
كيف تتم الوقاية من نوبات الهلع؟
لا توجد طرق محددة لمنع حدوث نوبات الهلع، لكن قد تساعدك هذه التوصيات:
1- استشارة المختص النفسي في أقرب وقت للحصول على العلاج المناسب لنوبات الهلع لتتجنب تكرارها أو تفاقم الحالة نحو الاسوأ. كما أن عليك الالتزام بخطة العلاج لضمان الشفاء الكامل.
2- التعرف على حقيقة نوبات الهلع والاطمئنان إلى عدم خطورتها، وبذلك لن يتملكك الخوف منها ولن تحصل المضاعفات المستقبلية بسبب هذا الخوف.
3- حافظ على الأنشطة التي تعزز الصحة النفسية والبدنية؛ لأنها تساعد على تخفيف التوتر والقلق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.