أسباب عزوف الشباب عن القراءة في السنوات الأخيرة

إن أراد المجتمع التقدم والازدهار فيجب أن يهتم بالقراء وتشجيع أفراده على القراءة، على الرغم من أن هذا الكلام يبدو مثاليًا نوعًا ما؛ فإن أراد أي مجتمع أن يكون له شأن بين المجتمعات الأخرى عليه أن يهتم بالقراءة؛ لذلك نبحث في السطور الآتية عن أسباب عزوف الشباب عن القراءة.

ولأن الشباب طاقة المجتمع، والقوة المؤثرة والقادرة على تكوين وعي المجتمع ومَعلمه الثقافي، فيجب تشجيع الشباب على القراءة، وهذا لن يكون إلا إذا تعرفنا إلى الأسباب الكامنة وراء عزوف الشباب عن القراءة، فمن الممكن أن تكون الأسباب متعلقة بشخصيات الشباب وما نشؤوا عليه، ومنها ما يكون متعلقًا بالمجتمع نفسه. 

أسباب عزوف الشباب عن القراءة

القراءة عمود التقدم، لكننا نجد عددًا من المعوقات المغرية التي تجنبنا القراءة والبحث عن المقالات والكتب للوصول إلى المعلومة، فقد تعود الشباب على الوصول إلى المعلومة بسهولة بدلًا من البحث والقراءة والاطلاع والتدقيق والتحقق من سلامة المعلومات بالاطلاع على أكثر من مصدر، فقد أصبح هذا الأمر ملكًا للباحثين الذين يحضّرون رسائل الماجستير والدكتوراة وليس القارئ العادي. 

توجد أسباب تتعلق بالظروف المعيشية التي تجبر الشاب أن يعمل طول النهار وطول الليل أيضًا، فيفقد أي وقت لينفرد بصفحات الكتاب المفضل، وإن توافر هذا الوقت فمع وجود مغريات أخرى ينأى بنفسه عن القراءة ومللها، ويتجه فورًا إلى تلك المغريات.

وأول قائمة المغريات مقاطع الفيديو القصيرة التي من الممكن أن يتصفحها المستخدم ساعات، فإلى جانب ضررها البالغ على عملية التركيز كما أثبتت دراسات عدة، فهي تقلل من حب القراءة لدى الفرد. 

مقاطع الفيديو تؤثر على حب القراءة

لذلك نستعرض في السطور التالية أهم الأسباب التي أدت إلى عزوف الشباب عن القراءة والمطالعة:

  • لقد تدهور الوعي المجتمعي بأهمية القراءة وقدرتها على بناء وعي الإنسان، فهل سألت نفسك في يوم من الأيام: كيف تمكّن السابقون في الأزمان السحيقة من تجميع العلوم وتحصيلها ونقلها إلينا؟ لقد جرى ذلك بالقراءة والمطالعة، لا بمقاطع الفيديو القصيرة التي توجد على منصات التواصل الاجتماعي.
  • غياب مفهوم التعلم الذاتي، فلا يقتنع معظم الشباب بقدرتهم على أن يتعلموا كثيرًا من العلوم والفنون بأنفسهم دون الحاجة إلى من يلقنهم المادة العلمية، وذلك فقط بالاهتمام بالقراءة.
  • لا تهتم الأسرة الآن بأن تغرس ثقافة القراءة لدى عقول أبنائنا، فكل هم الأب والأم توفير سبل معيشة جيدة لأبنائهم من مأكل وملبس ووسائل ترفيهية عدة حتى لا يكونوا أقل من أقرانهم، لكنهما أهملا جانب القراءة.
  • قد يتعرض حامل الكتاب إلى بعض الإيماءات الساخرة في بعض المجتمعات، فقد يصفونه بأنه شخص معقد وانطوائي وغير اجتماعي، أو قد يعتقدون أنه متكبر ويشعر أنه أفضل منهم.
  • بُني التعليم على فكرة التلقين؛ أي التعامل مع عقل الطالب على أنه وعاء يملأ بالمادة التعليمية، ثم يصب كل ما في هذا الوعاء في ورقة الامتحان في نهاية الفصل الدراسي، وهذا الأسلوب ضد فكرة القراءة تمامًا؛ لأن فكرة القراءة تعتمد على فهم المحتوى وتحليله ومناقشته مع الآخرين.
  • عدم تمكن كثير من الشباب من توفير الوقت للقراءة اليومية، وينبع هذا من عدم القدرة على تنظيم الوقت على نحو سليم.
  • يبحث الشباب عن الشيء الذي يجلب لهم المال، ولا يرون فائدة من مطالعة كتاب ليس في مجال عملهم، ولن يحصلوا من وراء قراءته على الأموال.
  • أيضًا يوجد بُعد اقتصادي يعد من أسباب عزوف الشباب عن القراءة القوية، فقد ارتفعت أسعار الأوراق التي تطبع الكتب عليها، فارتفعت أسعار الكتب على نحو كبير ما جعل كثير من الشباب غير قادرين على شرائها. 

ارتفاع اسعار الكتب

القراءة مفتاح تطور المجتمع

لا يمكن أن نتصور مجتمعًا ما في مكان ما على الكرة الأرضية يتقدم دون أن يهتم بالقراءة، حتى هؤلاء الذين يصدرون لنا التكنولوجيا التي نغرق بها في بحر من مقاطع الفيديوهات القصيرة التي تحوي معظمها محتوًى تافهًا وغير هادف يهتمون بالقراءة.

أذكر في مرة وأنا أتصفح حسابي على منصة فيسبوك أني رأيت صورة لمؤسس شركة فيسبوك مارك زوكربيرج يطالع أحد الكتب في وقت فراغه.

مارك زوكربيرج يقرأ

تأملت هذه الصورة جيدًا، وقلت إن من أسباب نجاح هؤلاء الناس، وجعلهم من الفئة النادرة من البشر أنهم تركوا كل ما يلهي عن القراءة من أجل التركيز فيها؛ لكي يضعوا أنفسهم ضمن طبقة الصفوة، في حين ينحط غيرهم في ظلمات الجهل؛ لذلك نستعرض معًا بعض النقاط التي تبين لنا الأسباب التي تجعلنا نعد القراءة مفتاح تطور المجتمع؟ 

من أسباب عزوف الشباب عن القراءة أنهم لا يدركون أن القراءة أفضل وسيلة لكسب المعرفة، فإن أردت اكتساب مهارة معينة أو تعلم مجال معين فيجب أن تبدأ القراءة في هذا المجال، ولا ننفي فائدة الفيديوهات التعليمية؛ لأن فائدتها تعادل فائدة القراءة، لكن جنبًا إلى جنب مع مطالعة الكتب التي تكون على صلة بالأحداث الجارية على الصعد جميعها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة