لا شك أنَّ في معظم البيوت في العالم العربي يوجد آباء يعانون من ضعف نتائج أبنائهم رغم الجهد الذي يبذلونه من أجل رفع مستواهم من دروس خصوصية، وإلحاقهم بالمدارس الخاصة.
يوجد آباء يجلبون أساتذة للبيت من أجل تقديم دروس لأولادهم! ولكن لو تبصر الآباء والأمهات لوجدوا أن المشكل فيهم وليس في أبنائهم، فطريقتهم النابعة من قلقهم على مستقبل أبنائهم هي التي تجعل أبناءهم ضعفاء.
اقرأ أيضاً 6 مايو اليوم العالمي لعدم وجود واجبات منزلية
الأسباب التي تؤدي لضعف الأطفال في التحصيل العلمي
١- السبب الأول هو عدم تعويد الطفل على روح المسؤولية، وإفهامه أنَّ الدراسة من أجل مستقبله، وليس من أجلهم، فكلَّما جعلت الطفل يدرك واقعه ويلمُّ به كان أكثر حرصًا على العلم... وكثير من الآباء يقول لابنه راجع دروسك وسأعطيك نقودًا، اكتب الواجب الفلاني وسآخذك في نزهة، هذه الوسائل تجعل الطفل يفرض نفسه عليك ويرى ذلك حقًّا من حقوقه وأنه بدراسته يتكرَّم عليك.
وهذه الحيلة تنفع على المدى القريب لكنها تؤدِّي إلى مآلات سيئة على المدى البعيد، لا مانع من تشجيع الأطفال بين الحين والآخر، ولكن لا تكرروا هذا السلوك يوميًّا...
٢- التلفاز والوسائل التكنولوجية من لوحات رقمية وهواتف نقالة، وأفلام خليعة، ورسومات متحركة لا تحمل أي قيم تربوية، كل هذه الأمور إذا لم يتحكم فيها الآباء، ستتحكم هي في عقول أبنائهم، وبالتالي ينتج لنا جيل آخر همه العلم وعارٍ من القيم والأخلاق، ويقع على الآباء مراقبة أبنائهم وتنظيم وقتهم.
٣- دائمًا الآباء يقولون لأبنائهم ادرس حتى تتزوج أو تعمل...إلخ، ولكن الأصح هو أن تعلم ابنك أن العلم سبيل للجنة ومرضاة لله، وأن الله عز وجل يرفع أهل العلم في الدنيا والآخرة، وأنهم صفوة الله بين خلقه، فكلما غرست ذلك في نفوسهم أقبلوا أكثر على العلم.
٤- غياب المطالعة والكتب في حياة الطفل. فمن المؤسف أن ترى آباءً وأمهات يخصصون لأبنائهم غرفًا تحتوي على الوسائل التكنولوجية الحديثة، ولكن لا يخصصون ركنًا في زاوية الغرفة للمكتبة، وعدم تشجيع الطفل على القراءة.
٥- السبب الأسوأ هو تعليم الطفل روح الاتكالية واللامسؤولية، فمثلًا عندما تكلف المعلمة الطفل بواجب، تحله الأم أو الأب نيابة عنه، ويقومون بواجباته بدلا عنه، وهذا من أكثر الأسباب التي تجعل الطفل يتشرب الكسل والعجز، وكان من المفروض أن يشرح الآباء لأبنائهم وأن يُفهموهم.
اقرأ أيضاً 6 خطوات للتخلص من الكسل
مقترحات لحل مشكلة ضعف التحصيل العلمي
1- تخصيص وقت لكل شيء .
2- غرس العلم في نفوس الأطفال و ذلك يجعل الله راضياً عنهم في الدنيا و الآخرة .
3- المطالعة ومصاحبة الكتب لها دور كبير في ترقية عقل الطفل ورفع مستوى ذكائه والرقي بعقله وتحسين سلوكه.
4- حل الواجب يجب أن يقع على عاتق الطفل، وهذه النقطة جوهرية، فمن المؤسف أن ترى الآباء يجعلون أبناءهم يدرسون في المدارس وبعد خروجهم من المدرسة يُلحقونهم بالدروس الخصوصية، ويحلُّون واجباتهم بدلًا عنهم، والأصح هو تعويد الطفل على الاعتماد على نفسه في الدراسة وأمره بالتركيز مع الأستاذ في القسم.
وبعد الخروج من المدرسة يراجع ما أخذه عن الأستاذ ويعتمد على نفسه، وبهذا يتحسن المجهود العقلي. فالمجهود الذاتي للطفل وجهده في مراجعة دروسه وحلُّ واجباته هو الذي يعلمه حب الدراسة أولًا ويعزز ثقته بنفسه ويحسن مستواه....
وبالنظر إلى هذه الجزئيات التي لا نلقي لها بالًا نتمكن من تحسين سلوك أطفالنا، ونجعلهم متفوقين.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.