عاطل يقتل شابًا بسبب خلاف مالي، وآخر يقتل فتاة لأسباب تتكتم عليها أسرتها. هل لاحظت الفارق بين الخبرين؟ إنَّ القاسم المشترك بينهما هو كلمة "عاطل". ومن هنا، تظهر لنا مشكلة متشعبة الجذور في كل مجتمع، وهي البطالة بين الشباب.
تضافرت عدة عوامل وعناصر وكوَّنت لنا مشكلة البطالة بين فئة الشباب، وهي الفئة الأكثر نشاطًا التي تسعى للبحث عن فرص العمل والوظائف في كل مكان، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، وعندما تُكبَت هذه الطاقة الشبابية الكبيرة دون توجيه؛ يتحول هذا الكبت إلى طاقة سلبية تُفرغ بطرق قد تكون مؤذية للمجتمع.
تعريف البطالة
البطالة هي الحالة التي يجد فيها الشاب نفسه بلا عمل أو مصدر دخل، فما دام الشاب لا ينتمي إلى أي جهة سواء شركة أو مؤسسة أو هيئة، ولا يتقاضى راتبًا ثابتًا، فهو عاطل من العمل، حتى الشاب الذي يعتمد في دخله على فرد آخر يمده بالماديات التي يحتاج إليها يندرج تحت راية البطالة.
ومع ازدياد أعداد الشباب العاطلين من العمل، تكوَّنت ظاهرة تُعرَف باسم البطالة، وهي موجودة في كل الدول تقريبًا، لكن نسبتها وحدَّتها تختلف وفقًا للأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها الدولة، وتؤدي هذه الظاهرة إلى مشكلات شديدة الخطر سواء مباشرة أو غير مباشرة، وتؤثر سلبًا على المجتمع.
أسباب البطالة بين الشباب
تتعدد أسباب البطالة بين فئة الشباب على وجه الخصوص، وسوف نستعرض أهم تلك الأسباب في النقاط التالية:
اندلاع الحروب في بلد ما
تتسبب الحروب في توقف الحركات التجارية والصناعية والزراعية وكل مظاهر الحياة تقريبًا، ما يؤدي إلى تسريح الشباب من وظائفهم وفقدانهم مصدر زرقهم.
الحصار الاقتصادي
من أسباب انتشار البطالة أيضًا الحصار الاقتصادي الذي يُفرَض على بعض الدول نتيجة ظروف سياسية معينة، حيث يُعزَل البلد عن العالم الخارجي، ويؤدي إلى توقف الوظائف المتعلقة بالسفر والتبادل التجاري والمواصلات.
الاحتلال وتهجير السكان
عندما تحتل دولة أجنبية أراضي دولة أخرى، يُهجَّر السكان من أماكنهم، فتتفاقم البطالة. وعلى أثر هذه الكارثة تنتشر البطالة بين فئات الشباب، وتصبح فرص العمل نادرة ولا يصل إليها إلا من يملك العلاقات والوساطة.
سوء الجودة التعليمية
تُخرِّج المؤسسات التعليمية ملايين الشباب غير المؤهلين لسوق العمل، ما يجعل الشركات والمؤسسات غير راغبة في توظيفهم، بسبب افتقارهم للمهارات المطلوبة.
زيادة الكثافة السكانية
تؤدي الكثافة السكانية المرتفعة في مناطق معينة إلى نقص فرص العمل، وبذلك لا تكفي فرص العمل في هذا المكان لكل هؤلاء الشباب.
مما سبق نستنتج أن البطالة بين الشباب لها أسباب متعددة، ثم إن هناك نتائج غير محمودة لهذه الظاهرة، التي تُعد من أسوأ ما يمكن أن يتعرض له المجتمع إن انتشرت عن الحد المسموح به.
ما يترتب على البطالة بين الشباب
لا تكمن مشكلة البطالة في عدم قدرة الدولة على تشغيل الشباب وفقدانها طاقة بشرية كبيرة وحسب، بل توجد مشكلات أخرى نستعرضها في النقاط التالية:
- انتشار الفقر، وتُعد هذه أول نتيجة مباشرة للبطالة؛ لأن قلة الأموال بين يدي الشباب لن تمكنهم من التسوق وشراء ما يلزم، ومن ثم ستتأثر الأسواق بقلة التعاملات التجارية ويدخل الجميع في براثن الفقر.
- عندما يعجز الشاب عن تأمين حياة كريمة بسبب البطالة، قد يتجه إلى الأفعال المنافية للقانون، فتنتشر جرائم السرقة، والسرقة بالإكراه، والسطو المسلح، والتحرش، وجرائم الاغتصاب، ثم إن بعض الشباب قد ينضمون إلى الجماعات الإرهابية.
- من أبرز مشكلات البطالة التي تتصدر عناوين الأخبار هي الهجرة غير الشرعية، إذ يزداد عدد الشباب المقبلين على تلك الرحلات التي تؤدي بهم إلى حد الهلاك؛ وذلك بسبب البطالة بين الشباب، فيُلقي الشاب بنفسه بين ذرات المياه المالحة القاسية، فإما النجاة وإما أن يكون طعامًا للأسماك.
- على المستوى الاجتماعي نجد أن سن الزواج للشباب يتأخر رويدًا رويدًا، وبدأنا نرى شبابًا في أواخر الثلاثينيات من العمر غير متزوجين وغير قادرين على تكوين أسرة؛ بسبب الظروف المعيشية الصعبة وغلاء تكلفة الزواج والمعيشة، وما يترتب على ذلك من مشكلة العنوسة.
- تنتشر الفوضى في ربوع المجتمع، وأيضًا تنتشر المشاحنات والمشاجرات التي قد تصل إلى حد إحداث أضرار جسدية ونفسية بالغة، أو قد تصل إلى القتل.
علاج مشكلة البطالة بين الشباب
- شن حملات للتوعية ضد أخطار البطالة.
- تشجيع الشباب على التدريب ليكونوا مؤهلين لسوق العمل.
- وضع خطط اقتصادية من الحكومة تشتمل على حلول للتخلص من البطالة.
- تشجيع الشباب على الاتجاه إلى المشروعات متناهية الصغر والمشروعات الصغيرة، وتسهيل إجراءاتها وتقليل مخاطرها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.