ما أسباب التوتر؟
التوتر حالة شائعة يواجهها الجميع، لكنه لا يحدث دون سبب، وفيما يأتي أبرز الأسباب التي تسبب التوتر.الأسباب الداخلية للتوتر
الأسباب الداخلية للتوتر غالبًا ما تنبع من أفكارنا ومعتقداتنا الشخصية، ومنها:- التشوهات المعرفية تعزز التوتر: فعندما يسود التشاؤم والنظرة السوداوية للحياة يزيد الضغط النفسي والتوتر.
- الناقد الداخلي يسبب التوتر: إضافة إلى ذلك يؤثر حديث النفس السلبي كثيرًا في الثقة بالنفس، ما يزيد من الشعور بالتوتر، ويجعل الشخص عالقًا في دائرة من النقد الذاتي والشعور بعدم الرضا.
- القلق الاجتماعي يزيد التوتر: إضافة إلى أن الانشغال المفرط برأي الآخرين ونظرة المجتمع يمكن أن يزيد من مشاعر القلق والتوتر.
- السعي للكمال يسبب التوتر: فضلًا على ذلك فإن السعي المستمر إلى تحقيق الكمال يضع الشخص تحت ضغط نفسي دائم، فيشعر أنه مطالب دائمًا بأن يكون الأفضل في كل شيء، وأن يحقق توقعات عالية سواء من نفسه أم من الآخرين، ما يجعله يعيش في حالة دائمة من التوتر والقلق خوفًا من الفشل أو عدم الوفاء بالمعايير التي وضعها لنفسه.
الأسباب الخارجية للتوتر
التوتر الناتج عن العوامل الخارجية غالبًا ما يرتبط بالتغيرات المفاجئة أو الضغوط اليومية التي يواجهها الشخص، مثل:
- الضغوط المهنية والأكاديمية: فقد تنشأ هذه الضغوط من مشكلات العمل أو الدراسة.
- الأزمات المالية: تؤثر في الاستقرار النفسي للفرد.
- الأحداث الصادمة: مثل التعرض إلى كوارث طبيعية أو فقدان الوظيفة أو مواقف العنف تترك آثارًا نفسيةً عميقةً يصعب تجاوزها بسهولة.
- المشكلات العائلية: مثل الخلافات الأسرية أو الصعوبات في تربية الأطفال في زيادة حدة التوتر على نحو ملحوظ، كل هذه العوامل تجعل الشخص أكثر عرضة للشعور بالقلق والضغوط النفسية المستمرة.
كيف أخفف التوتر بسرعة؟
إليك مجموعة من النصائح البسيطة التي تساعدك على التخلص من التوتر وتستعيد هدوءك النفسي.
التنفس العميق: أسرع مهدئ طبيعي
عندما تشعر بالتوتر، خذ لحظة لممارسة التنفس الحجابي. ضع يدًا على صدرك والأخرى على بطنك، واستنشق بعمق من أنفك مدة 4 ثوانٍ، واشعر ببطنك يرتفع. احبس أنفاسك لثانيتين، ثم أخرج الهواء ببطء من فمك مدة 6 ثوانٍ. وفقًا لـالجمعية الأمريكية لعلم النفس، يساعد هذا التمرين على تهدئة الجهاز العصبي وخفض معدل ضربات القلب بسرعة.
الحركة الجسدية: أطلق الإندورفينات
تعد التمارين الرياضية من أكثر الوسائل فعالية في التخفيف من التوتر وتحسين المزاج. فهي تحفز الجسم على إنتاج الإندورفينات، وهي مواد كيميائية طبيعية تساعد على الشعور بالراحة والاسترخاء، لا تحتاج إلى تمرين شاق، فالمشي السريع مدة 20-30 دقيقة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
اليقظة الذهنية واليوغا: أعد تركيزك للحظة الحاضرة
-
اليوغا: تعد اليوغا من الأنشطة التي تسهم كثيرًا في التخلص من التوتر، لا سيما تمرين (هاثا يوغا) الذي يتميز ببطء وتيرة التمرين وسهولة الحركات.
-
اليقظة الذهنية: جرب تخصيص 5 دقائق للجلوس في مكان هادئ والتركيز على حواسك الخمس: ما الذي تراه، تسمعه، تشمه، تتذوقه، وتشعر به؟ هذه التقنية تعيد عقلك إلى اللحظة الحاضرة وتفصله عن دوامة الأفكار المسببة للقلق.
قوة الموسيقى: غيّر حالتك المزاجية
جرب الاستماع إلى الموسيقى أو عزفها، فهي وسيلة فعالة لتخفيف التوتر، فالموسيقى لا توفر تسلية ذهنية فقط، بل تساعد أيضًا على خفض مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول وتقليل التشنج العضلي، استمتع بها وارفع مستوى الصوت ودع نفسك تنغمس في عالمها الساحر مما يساعد على الاسترخاء والهدوء.
تجنب العادات غير الصحية: لا تطفئ النار بالبنزين
يلجأ كثيرون إلى عادات غير صحية للتخفيف من التوتر؛ مثل الإفراط في تناول الطعام أو شرب كميات كبيرة من الكافيين أو التدخين. هذه العادات لا تؤدي فقط إلى الإضرار بالصحة العامة، بل تسهم أيضًا في زيادة شدة التوتر وتفاقم المشكلة بدلًا من حلها؛ لذا من الضروري البحث عن طرائق صحية للتعامل مع التوتر، مثل ممارسة الرياضة، أو الحديث مع اختصاصي نفسي حول اختيار أساليب إيجابية للتخفيف من التوتر، ما يسهم في تحسين جودة الحياة والحفاظ على الصحة.
التواصل الاجتماعي: لا تعانِ في صمت
لا تتردد في التحدث مع صديق مقرب أو فرد من عائلتك عما يزعجك. فالتواصل مع الآخرين والشعور بالدعم الاجتماعي من أقوى العوامل التي تخفف من حدة الضغط النفسي. مجرد التعبير عن مشاعرك يمكن أن يقلل من عبئها بشكل كبير.
متى تطلب المساعدة المتخصصة؟
من الطبيعي أن نشعر بالتوتر من وقت لآخر. ولكن، إذا أصبح التوتر مزمنًا، أو بدأ يؤثر على قدرتك على العمل، أو علاقاتك، أو صحتك الجسدية، فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة من اختصاصي نفسي أو معالج. يمكن للمعالج مساعدتك في تحديد جذور التوتر وتعلم استراتيجيات تكيّف صحية ومخصصة لحالتك.
إدارة التوتر مهارة يمكنك تعلمها
إن التخلص من التوتر قد يكون هدفًا غير واقعي، لكن إدارة التوتر هي مهارة يمكن اكتسابها وتطويرها. بفهم أسباب توترك وبناء "صندوق أدوات" خاص بك من التقنيات الصحية -سواء كانت التنفس، أو الحركة، أو التواصل- يمكنك تحويل علاقتك بالضغط النفسي من صراع مستمر إلى تحدٍ يمكن التحكم فيه، ما يمهد الطريق لحياة أكثر هدوءًا وتوازنًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.