بعد أن وقعت الجريمة، وتسببت في ضرر تسبب في إحداث أضرار نفسية ومادية لضحايا الجريمة وذويها، هل من الممكن أن نقول إن تحليل الشخصية الإجرامية مهم؟ فمنا من يقول أن ذلك لا فائدة منه؛ لأن ما حدث قد حدث فعلًا، فإن كنت من هذه الفئة فأعطِ القليل من الوقت لنفسك لتغيير وجهة نظرك.
يجب علينا تحليل الشخصية الإجرامية من أجل معرفة كثير عن هذه الشخصية، فالشيء الأكيد أن الجريمة قد حدثت، والشيء الأكيد أيضًا أننا نريد ألا تتكرر هذه الجريمة، فيجب أن نتعرف إلى الأسباب والدوافع التي تختبئ وراء هذه الجريمة، ومن هذا المنطلق جاءت أهمية تحليل الشخصية الإجرامية، فهيا نتعرف إلى أساليبها وأدواتها.
أساليب وأدوات تحليل الشخصية الإجرامية
من ضمن عمل جهات التحقيق هو تحليل الشخصية الإجرامية، فهي من أهم الخطوات التي يجب فعلها لمعرفة أسباب الجريمة ودوافعها، وهذا الأمر مهم للغاية حتى بعد وقوع الجريمة وبعد وقوع الضرر على الضحية مهما كان حجم هذا الضرر.
فمن الممكن أن نتلاشى تلك الأسباب التي تخص هذه الجريمة في جرائم أخرى، وأن نفيد الطب النفسي بكثير من المعوقات النفسية التي إن تفاقمت قد تؤدي إلى نوع معين من الجرائم، ومن أجل الوقاية من الجرائم عبر الفهم النفسي للمجتمع؛ لذا تهتم المصحات النفسية والمسؤولين عن الصحة النفسية بعلاج أنواع معينة من الأمراض النفسية حتى ينعكس ذلك على سلامة المجتمع.
فلا مفر من معرفة أساليب تحليل الشخصية الإجرامية، وكن على علم أنه إن كانت أسماء الطرائق التي نحلل بها الشخصية الإجرامية ثابتة، فإن محتواها ومضمونها يختلف مع التغيرات التي يشهدها العصر الحالي؛ لأن طريقة وأسلوب الجريمة يتغير بالطبع، فهيا نتعرف إلى الأسلوب الأول.
اختبارات نفسية
يتمتع المجرم بمجموعة من السمات، منها سمات متوفرة في شخصية الإنسان العادي، لكنها متطورة أو متطرفة نوعًا ما، لذا تجرى مجموعة من الاختبارات النفسية التي تؤدي إلى فهم شخصية المجرم والسمات التي تتمتع بها، ومعرفة مقياس الأداء العصبي ومدى استجابته للمثيرات التي تؤدي إلى الجريمة، ثم تجميع كل هذه الإحصائيات للوقوف على حقيقة الشخصية الإجرامية الخاصة بشخص بعينه.
تحليل الشخصية الإجرامية سلوكيًا
في الغالب، يطبق هذا التحليل على من يرتكبون سلسلة من الجرائم؛ مثل: السفاحين أو غيرهم، ويحدد النمط الإجرامي الخاص بهم، ويمكن التعرف على المحفزات حتى يحدد النمط السلوكي الخاص بالشخص المجرم.
المقابلات الشخصية
يجري المتخصص في علم النفس الجنائي مقابلات شخصية مع المجرم في مركز التأهيل للتعرف إلى طريقة التفكير والنمط السلوكي الخاص به من أجل كتابة تقرير مفصّل عن حالته الإجرامية، وهل لديه استعداد من أجل العودة إلى الجريمة مرة أخرى بعد الانتهاء من مدة العقوبة أم لا، وأيضًا يجري مقابلات مع أفراد من عائلة المجرم، ومن المقربين منه للتعرف أكثر إلى شخصيته، وكيف يتعامل مع الآخرين من الأقرباء والغرباء.
دراسة حالة للشخصية الإجرامية
درس في هذه الدراسة الماضي الخاص بالمجرم للوقوف على الأسباب الأولية التي تسببت في هذا السلوك الإجرامي، بدراسة طفولته والعوامل المؤثرة فيها، ودراسة حالته الاجتماعية وعلاقته بالعالم الخارجي خارج نطاق الأسرة؛ لكي نتعرف إلى العوامل التي أدت إلى هذا السلوك الإجرامي، ومنها أيضًا تاريخه المرضي من أمراض عضوية وأمراض نفسية وعقلية.
العوامل الوراثية
تدرس العوامل الوراثية التي أدت إلى السلوك الإجرامي وتكوين الشخصية الإجرامية، عبر دراسة الأمور الوراثية المؤثرة؛ مثل: التشوهات الدماغية وغيرها من الأشياء التي قد تؤثر في سلوك الفرد وتصرفاته.
العلاج النفسية الديناميكي
ويكون هذا العلاج على هيئة مجموعة من الجلسات التي تتخللها محاضرات، ويتعرف المجرم في هذه المحاضرات إلى حقيقة مهمة، وهي أن ما حدث له في الماضي سوف يكون له التأثير المباشر في تصرفاته في المستقبل وسلوكاته تجاه نفسه، وتجاه الأقرباء منه وأيضًا تجاه الغرباء.
الوقاية من الجرائم عبر الفهم النفسي للمجتمع
لا شك أن المجتمع يؤثر في الشخص، فيجبره على كثير من القواعد والمبادئ التي يستمر عليها طوال مدة وجوده في هذا المجتمع، ومن هذا المنطلق نجد أن للمجتمع تأثيرًا كبيرًا ومباشرًا على تكوين الشخصية الإجرامية؛ لذلك يجب أن نفهم نفسية المجتمع، ونحدد ما المجتمع الذي يؤثر أكثر في الشخص الذي تحول إلى مجرم، هل هو الأسرة أم المدرسة عندما كان صغيرًا أم المجتمع المحيط؟ ويجب الوقاية من الجرائم عبر الفهم النفسي للمجتمع عبر النقاط المدونة في الأسفل:
- يمكننا الوقاية من الجرائم عبر فهم دور المدرسة والأسرة في الحد منها، فمن الممكن عبر الإرشادات التربوية التي يتلقاها الشخص من أسرته والمدرسة التي ينتمي إليها أن يتحول إلى شخص صالح، ويتسم بضبط النفس ضد المثيرات التي تؤدي إلى الجريمة.
- لا بد من التعرف إلى المبادئ التي تؤدي إلى حدوث الجريمة، ومنها حب الذات وحب تعذيب الغير والتلذذ بهذا، ويجب الوقوف على الأمراض النفسية والعقلية التي تفاقم من هذه الأوضاع.
- تفعيل دور المنشآت الاجتماعية المنوط بها الحد من الجريمة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.