جوَّك | أساسيات كتابة القصة القصيرة والفرق بينها وبين الأقصوصة

ليس الخيال هو المهرب في الأوقات كلها، بل في كثير من الأحيان يكون سبيلًا من سبل الإبداع، لا سيما في كتابة القصص القصيرة، فيوجد عدد من الكتاب من أصحاب الخيال الواسع الذين ساعدهم هذا الخيال في نسج أجمل السطور على الورق الأبيض لكي يستفيد من ذلك القارئُ ويثري خياله.

في ظل عالم مملوء بالضجيج والأحداث المتسارعة والواجبات والالتزامات، أصبح من الضروري أخذ قسطٍ من الراحة، ومن الأفضل أن نستغل هذا الوقت في موهبة الكتابة.

فإن كان لديك هذه الموهبة فيمكنك الدخول في عالم كتابة القصص القصيرة، لكن هل تريد كتابة قصة قصيرة أم أقصوصة؟ وما الفارق بينهما؟

ما القصة القصيرة؟

سألنا في السطور السابقة هل هي قصة أم أقصوصة؟ وما الفارق بينهما؟

في الحقيقة إنهما وجهان لعملة واحدة، فإن شئت أن تسميها قصة قصيرة أو تسميها أقصوصة. هي في النهاية تعبر عن حدث واحد في نطاق زمني محدد، وغالبًا ما يكون في مكان أو مكانين على أقصى تقدير.

ويتسم أبطال القصة القصيرة بأنهم مغمورون، وينبثقون من واقع الحياة، ولا يوجد منهم بطل يستأثر بالأحداث لنفسه، ليكون هو محور القصة.

لكن توجد بعض القصص التي حادت عن تلك القاعدة، وأصبح لها بطل يمثل محور الأحداث، ويساعده الأبطال الآخرون في نسج هذه الأحداث، وقد تجلى هذا الأمر في قصص الأساطير القديمة التي مرّت على كل الحضارات، فلكل حضارة قصصها الخيالية عن أبطال معروفين وتسمى أسطورة.

كتابة القصص القصيرة: خيال ينسج على ورق

الكتابة نوع من أنواع إثراء الروح، بل يستخدمها عدد من الأطباء النفسيين لكي يفرغ المريض ما في جعبته، ويعد ذلك نوعًا فعّالًا من أنواع العلاج، لكننا نتحدث عن نوع محدد من الكتابة، وليس الكتابة العشوائية أو كتابة الخواطر أو المذكرات الشخصية، إنها كتابة القصة القصيرة.

يحمل عدد من الأشخاص في طيات عقله وقلبه موهبة الكتابة والقدرة على التعبير عن الخيال وعن الأفكار، لكنهم يصابون بالإحباط؛ لأنهم مجبرون على كتابة رواية تحتوي عددًا من الكلمات لا يقل عن ستة وثلاثين ألف كلمة، لذلك يحيدون عن حلمهم وتأخذهم التزامات الحياة إلى سبل أخرى.

ونقول لهؤلاء إن لديهم فرصة لكي يستغلوا مواهبهم فلا تضيع سدى، ونوجههم إلى كتابة القصص القصيرة، فيمكن للكاتب أن يكتب قصة قصيرة تحتوي عددًا من الكلمات بين الألف كلمة حتى الألفين.

وتنحصر الأحداث في نطاق زمني قصير، وقد تكون في مكان واحد، وهذا يسهل أكثر على الكاتب أن يتخيل المكان والزمان، فلا يكون مضطرًا إلى ربط أحداث قديمة بأحداث جديدة، وأن يستهلك وقتًا طويلًا ليخرج للقارئ رواية كاملة.

وتتيح دور النشر نشر المجموعة القصصية، فيمكنك أيها الكاتب كتابة مجموعة من القصص القصيرة ونشرها في كتاب واحد، ويمكنك أن تستثمر موهبتك في هذا المجال، لتكون بداية لك في مجالات أخرى.

تعلم كتابة القصة

عندما نتحدث عن تعلم كتابة القصة فإننا سوف نذكر أساسيات كتابة القصة القصيرة، وفي هذا السياق يجب أن نجنح إلى عناصر القصة القصيرة من أحداث وزمان ومكان وشخصيات.

وقبل كل هذا الفكرة التي تُبنى عليها القصة، وهي القيمة التي تحوم حولها الأحداث، فمن الممكن أن تكون قيمة أخلاقية مفقودة في المجتمع أو ظاهرة سيئة مثلًا، ويمكن للكاتب أن يجعل القصة تعبر عن حالة انتقادية؛ لأن ذلك يجذب القارئ أكثر، لتكون القصة فيما بعد مسارًا لنقاشات عدة؛ لذا لنتعرف إلى أساسيات كتابة القصة القصيرة في السطور الآتية.

أساسيات كتابة القصة القصيرة

انتقِ الفكرة

الفكرة أهم جزء في القصة، وفي أحيان كثيرة تكون هي الجزء الأصعب؛ لأنه في خضم الأحداث المتلاحقة في الحياة اليومية تكثر علينا الأفكار، ولا نستطيع استخلاص فكرة واحدة تركز عليها القصة، لكن توجد عوامل مساعدة يمكننا الاستعانة بها من أجل استخلاص الفكرة.

وفي النقاط الآتية نستعرض بعض هذه المصادر، وفي النهاية لكل كاتب وجهة نظره ومصادره الخاصة:

- من المصادر المهمة التي قد تتعجب من ذكرها منصات التواصل الاجتماعي، فتحتوي صفحات عرض المشكلات مئات المشكلات التي تسرد يوميًا، ومن الممكن أن تكون هذه بمنزلة أفكار ثرية لمجموعة غير منتهية من القصص والروايات، فهي من صلب الحياة.

- يمكنك الاستعانة بتجارب شخصية، فمن الممكن أن تستعين بتجربة في العمل أو في السفر أو أي شيء آخر.

- قراءة الأخبار والموضوعات المتنوعة من الممكن أن تثري بكثير من الأفكار.

- التركيز على الشخصيات التي تقابلها يوميًا، ففي الغالب تبدأ الفكرة عند شخص معين.

التفاصيل الخاصة بالشخصيات

تبنى أي قصة على الشخصيات، فهي المحرك الأساس للأحداث، وعنصر لا يمكن الاستغناء عنه في بناء الشخصية.

وتجب مراعاة الأحداث الماضية التي أثرت في تكوين الشخصية، والبيئة التي تعبر عنها الشخصية، وتجب مراعاة أبعاد الشخصية المكانية والزمانية قبل كتابة الأحداث.

الأحداث

عند التحدث عن أساسيات كتابة القصة القصيرة يجب ذكر الأحداث، وهي مجموعة من الصراعات التي تجري بين الشخصيات التي توجد في القصة.

فعند كتابة القصة القصيرة يجب أن يراعى أن تكون الأحداث بين العقدة وحلها، وأن تكون غير متوقعة بالنسبة للقارئ؛ لكي يستمر بالقراءة لمعرفة حل المشكلة.

كتابة مسودة القصة القصيرة

قبل الكتابة النهائية حاول أن تكتب مسودة تعبر عن الشخصيات وعن الأحداث، ثم قلم الأحداث وأزل المشاهد غير المهمة وأضف المشاهد التي ترى أنها تخدم الأحداث.

كتابة الشكل النهائي للقصة القصيرة

وفي نهاية الحديث عن أساسيات كتابة القصة القصيرة، يجب كتابة الهيكل النهائي للقصة المُعَدُّ للطباعة والنشر، ويجب أن تعلم أنه عند تعلم كتابة القصة أن أول تجربة ستكون مختلفة عن بقية التجارب، فالخبرة تحكم حينها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.