يسألني طفلي: من أين أتى الخالق؟ ومن أين جاء بقوته الخارقة تلك؟
هل هو أقوى من (كوجو)؟ هل هو سوبر مان؟
تسألني طفلتي أيضًا: لماذا لم تدعني إلى حفل زفافكما أنت وأمي؟
إنها فرصتي لأرتدي أجمل فستان؟ لماذا لست موجودة مع أن جميع عماتي وخالاتي وأقربائي موجودون؟
وكثير من الأسئلة المركبة والمربكة إن صح التعبير.
اقرأ أيضاً أسئلة عامة سهلة وإجابتها.. تعرف الآن
أسئلة يسألها كثير من الأطفال
قد نجد نفسنا -الأهالي- وقد كبرنا في العمر وأصبح لدينا أطفال، نستغرب هذه الحالة، هل أصبحنا نحن الأهالي الآن؟ هل تحولنا إلى آباء وأمهات ولم نعد أولئك الذين يسهرون بصحبة أصدقائهم ساعات متأخرة، نأكل البيتزا في شوارع باب توما ونحتسي المشروبات في باب شرقي؟
هل نتوقف عن الرياضة ولا نهتم بتصفيفة الشعر؟
هل أصبحتِ تخجلين من ارتداء بعض الثياب المتحررة لأنك أم؟
هل بت تزورين الجارة للقهوة الصباحية في أيام العطل؟
هل أصبحنا الآن مربي أجيال؟
هل أصبحنا أولئك الأشخاص الذين سوف ينشئون جيلًا جديدًا، وأصبحنا نحن الجيل القديم؟ ولدينا أطفال نريد تربيتهم ظنًّا منا أن كل عقدنا الطفولية مع جيل صارع الحرب القديمة بعيدة عن أفخاخ الحياة المعاصرة.
هذه أحد الأفكار التي تتبادر إلى ذهننا، ولكن يبدو أن من الأفضل أن نبحث وندرس الموضوع باختصاص من أجل أن ننجح في هذه المهمة الجديدة في عقدنا الجديد من العمر.
قد يجد بعض الأشخاص أن أسئلة الأطفال مملوءة بالبلادة والفضول، وكثير منا -الأهالي- يشعر بأنه قد وقع في الحيرة أمامها، بالإضافة إلى أن الرد على تلك الأسئلة -خاصة الأسئلة المتعلقة بالذات الإلهية- محير وصعب جدًّا، لكننا يجب أن ننتبه أن هذه الأسئلة تحمل في طياتها قيمة كبيرة في تنمية ذكاء الأطفال واكتشاف إبداعهم وتفجير أفكارهم، فإياكم والسخرية أو محاولة قتل تلك الأفكار.
اقرأ أيضاً أسئلة الذكاء.. دليل لاختبار قدراتك العقلية
كيف أجاوب على أسئلة الأطفال؟
قد يبدأ طفلك بسؤال بسيط وصادق يعبر عن فضوله ومدى حبه لاستكشاف العالم حوله، ومن الضروري أن نتعامل مع تلك الأسئلة بتفهم، لأن تجاهلها قد يثير عدم الثقة لديهم ويقيدهم في التعبير عن أفكارهم خاصة في هذا التطور التكنولوجي الذي نشهده، سواء كان ذلك من طريق السوشيال ميديا أو من طريق الإنترنت عمومًا.
إضافة إلى صناعة الميديا الحديثة التي تجعل أطفالنا يرثون أفكارًا وتقاليد جديدة تحت مسميات قد تبدو للوهلة الأولى إيجابية، كالعولمة، وتوحيد العالم في قرية صغيرة، والحرية، وحرية الإنسان إلى آخر تلك الشعارات التي تحمل أكثر من معنى، ويبقى دورنا بصفتنا ناضجين أن نحمل لهم الإجابة التي تتناسب مع عمرهم، وتوجيههم إلى المعلومة الصحيحة وتلبية فضولهم بطريقة سليمة.
الطبيعي أن يسألك طفلك من أين أتى الخالق؟ أو أن يسألك أيضًا كيف كان شكلك وأنت صغير؟ أو لماذا لم نحضر زفافك أنت ووالدتنا؟ أو كيف أتينا إلى هذه الحياة.
ولكل منا جوابه الخاص، ولكن أسئلة الأطفال هذه في الحقيقة جسر للتواصل وفتح للحوار بين الأجيال، وإذا تمكنا بصفتنا أشخاصًا ناضجين من التفاعل الإيجابي مع تلك الأسئلة وتحويلها إلى فرصة من أجل توجيههم وإرشادهم، فسيكون لنا فعلًا الأثر الإيجابي الحقيقي لتنمية وتنشئة هذا الجيل الجديد لنحاول صقل أفكارهم، كما نصقل مهاراتهم وقدراتهم، ونعزز ثقتهم بأنفسهم، فربما أطفالنا هم تجربتنا الأولى، ولكنها تجربة ثمينة جدًّا وعلينا أن نحرص على نموها العقلي والعاطفي التام.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.