أزمة ندرة المياه في العالم وأهم أسبابها

نشرت صحيفة reuters أنه عُثر في يوم 1 أكتوبر 2023 على 120 دولفينًا نافقًا من الدلافين الوردية على شاطئ بحيرة تيفي البرازيلية بسبب الجفاف.

على الرغم من أن نسبة الماء في كوكب الأرض هي 71%، وحجم غلاف الأرض المائي 133‪8مليون كم3، لكن 97% مياه مالحة.

ونسبة المياه الصالحة للشرب هي 3% فقط، ولكن جزءًا كبيرًا من المياه العذبة متجمد في القطبين.

أما الجزء الباقي فموجود في خزانات المياه الجوفية التي تعد أجود أنواع المياه، لأن بمرور مياه الأمطار تحصل عملية ترشيح للمياه ولابتعادها عن الملوثات الخارجية.

قد يهمك أيضًا وسائل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الماء في مصر

مصادر المياه على كوكب الأرض

ونصل للمياه الجوفية إما من طريق حفر الآبار، وإما من طريق الينابيع، فتتعرض الخزانات الجوفية تحت الأرض إلى ضغطٍ كبير، ما يؤدي إلى أن تشقَّ المياه طريقها خلال التربة لتصعد إلى الأعلى وتخرج لسطح الأرض.

وأيضًا من أهم مصادر المياه هي الأنهار التي ارتبط وجودها بكثير من الحضارات، مثل ارتباط الحضارة الفرعونية بنهر النيل الذي ظهر على جدران المعابد، وكذلك النهر الأصفر في الصين الذي ارتبطت بوجوده أولى الممالك في الصين (الباليغانغ).

وأي نهر يمر بمراحل متعددة (الشباب - النضوج - الشيخوخة) وتوجد بعض الأنهار تعمل إعادة الشباب.

وأعمار الأنهار لا تقاس بالزمن مثل البشر، بل تُحدد بناءً على القرب أو البعد من المنبع، فالمجرى الأعلى أو المنبع يتمثل فيه مرحلة الشباب؛ لأن منبع النهر دائمًا مرتفع ومغطى بالجليد.

وتتميز هذه المرحلة بكثرة المياه وسرعتها، فيبدأ النهر بالنحت بشكل رأسي أو على شكل حرف v ضيق لتعميق المجرى "كأن النهر يحفر مجراه"، وينتج عن هذا فروع، لكن هذه الفروع تنتهي بصب المياه في فرع واحد الذي يكون أكثر رخوية.

وبعد ذلك تقل عملية النحت الرأسي لتتساوى مع عملية الترسيب، ولتساوى العمليتين تبدأ مرحلة النضوج وهي تتمثل في المجرى المتوسط للنهر، وتبدأ المياه بعملية النحت الجانبي ليتسع فيها الوادي لأقصى مداه.

وبعدها ينتقل النهر لمرحلة الشيخوخة وتكون في المجرى الأدنى للنهر "المصب"، وفي هذه المرحلة تتوقف عملية النحت الرأسي، ولا يوجد غير النحت الجانبي، وتبدأ ظهور فروع كثيرة، ولكن أحيانًا بسبب كثرة عملية الترسيب تختفي الأفرع مثلما حدث في نهر النيل اختفت خمسة أفرع من أصل سبعة ولم يتبقَّ إلا فرعا دمياط ورشيد.

قد يهمك أيضًا 5 تقنيات لبناء مستقبل أفضل للموارد المائية

تجدد الأنهار

وبعض الأنهار قادرة على أن تقوم بعملية إعادة الشباب، وهذا من خلال:

· الفيضانات. فعند زيادة المياه في المنبع تزداد في المصب أيضًا، فتبدأ عملية نحت رأسي وتتكرر مراحل تطور الأنهار.

· أو بسبب حركة رافعة عند المنبع (فالق - زلزال) تؤدي إلى ارتفاع كتلة صخرية دون الأخرى.

والأنهار نوعان: الأنهار العادية، والأنهار الجليدية

الأنهار العادية: مثل نهر النيل، ونهر الأمازون، ونهر الكونغو.

والأنهار الجليدية: تتكون عند بدء تراكم الثلوج في المناطق التي يزيد فيها معدل تساقط الجليد عن ذوبانه، وبسبب وزن الثلج المغطى يؤدي إلى ضغط الطبقات السفلية، فيتشكل جليد حُبيبي.

ومع زيادة الضغط يتشكل الجليد الذي يميز النهر الجليدي عن الجليد الثابت هو قدرته على الحركة والتدفق، وتحدث هذه الحركة بسبب الجاذبية والضغط والتشوه الناتج عن وزن الجليد.

قد يهمك أيضًا وسائل المحافظة على المياه

مميزات الأنهار الجليدية

ومن أهم مميزات الأنهار الجليدية أنها

مؤشر حساس للمناخ

بسبب سهولة تأثر حجمها ومداها بالتغيرات المناخية، مثل نهر أليتش في سويسرا منذ 1870 فقد من طوله 3.2 كم، وفقد أيضًا أكثر 300 متر من سمكه حتى عام 1870؛ لذا تم اعتباره نهرًا جليديًّا متراجعًا عام 2016.

خزانات للمياه العذبة

تُعد الأنهار الجليدية خزانات للمياه العذبة، فهي تخزن كمية كبيرة من المياه، ولكن بسبب الاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة التي أدت إلى ذوبان الجليد فقد أدى ذلك إلى وفرة المياه، ولكن هذا على المدى القصير، أما على المدى الطويل ستعاني الدول المعتمدة على تلك الأنهار من نقص حاد في المياه

ومن أشهر الأنهار الجليدية المعرضة للذوبان نهر ثويتس Thwaites glacier في القارة الجنوبية الذي أُطلق عليه نهر يوم القيامة، حيث بدأ بالتراجع في الأربعينيات؛ وذلك بسبب أن الأرض التي يقع عليها تنحدر للأسفل، ولأن مياه البحر التي تدخل إلى قاعدة الطبقة الجليدية، إلى جانب المياه العذبة الناتجة عن الحرارة الأرضية والاحتكاك، تتراكم وتحتاج إلى التدفق.

ويتحرك هذا الماء عبر قنوات طبيعية أو برك في تجاويف، ما يخلق ضغطًا يؤدي إلى رفع الغطاء الجليدي.

ويسهم نهر ثويتس بالفعل بنسبة 4 % ما يكفي لرفع مستوى سطح البحر لأكثر من 60 سم، حيث يفقد نهر ثويتس سنويًا 50 مليار طن من الجليد وهي كمية أكبر من الجليد المتساقط.

وقد تضاعفت كمية فقدان الجليد في الـ 30 سنة الماضية، ورغم هذا فمن المتوقع أنه سوف يتسارع انهياره في القرنين 22 و23 وفي حالة انهياره قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى 3 أمتار.

قد يهمك أيضًا مشروع استخراخ المياه من رمال الصحراء.. تعرف عليه الآن

الأسباب التي تسهم في تفاقم المشكلة 

· الاحتباس الحراري الناتج عن حرق الوقود، والاختبارات النووية، وزيادة نسبة الإشعاع، والتلوث البيئي.

· أن أغلب الأنهار عابرة للحدود؛ ما قد ينشأ عنها أزمات سياسية بين الدول مثل نهر النيل والأزمة بين مصر وإثيوبيا، وأيضًا نهر الأردن الذي يمد خمس دول هي لبنان وسوريا والأردن وفلسطين وإسرائيل التي تسيطر على أغلب مياهه، على الرغم من أنه يعاني قلة تدفق المياه.

وتفاقمت هذه المشكلة على نحو كبير خلال العقود الستة الماضية لتصل حاليًا إلى 30 مليون متر مكعب سنويًّا.

ويعود سبب هذا التناقص الهائل في كمية المياه المتدفقة بأسلوب أساسي بسبب تحويل مجرى نهر الأردن العلوي من قبل إسرائيل عن طريق الناقل القطري الإسرائيلي وكانت هذه الأزمة أحد أسباب قيام حرب الأيام الستة.

· في بعض الأحيان لا تكون المشكلة في ندرة المياه بل في سوء توزيعها، مثل الصين.

حيث إن 80% من إمدادات المياه في الصين تقع في جنوب الصين، في حين يعاني الشمال من نقص حاد في المياه. وعلى الرغم من أن الاقتصاد الصيني هو الأسرع نموًّا في العالم، لكن هذا سبَّب إجهاد الموارد المائية في البلاد.

· تلوث المياه، ففي بلد مثل الهند تعاني أنهارها من تلوث شديد وخاصة نهر الجانج الذي يعد أحد أكبر أنهارها، ولكن بسبب مياه الصرف ومخلفات المصانع وحرق جثث الموتى وإلقائها به أدى إلى تلوث مياهه على نحو كبير

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

معلومات قيمة ومفيدة
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة