أزمة منتصف العمر وانعكاسها في فيلم «الساحرة الصغيرة» وحقيقتها في حياة الرجال

شاهدنا جميعًا فيلم (الساحرة الصغيرة) من بطولة السندريلا "سعاد حسني" والجان "رشدي أباظة"، الفيلم لايت كوميدي يحكي قصة فتاة تقع في حب صديق أبيها الذي ذهب يستقبلها بدلًا عن أبيها المسجون (لم ترَ أبيها من قبل). كانت تعيش معه في نفس المنزل على أساس أنه فعلًا أبيها. تحدث بعض المغامرات، ويكتشف البطل شبابه الضائع وأحلامه المنسية، وهذا يجعله يحاول استرجاع ما فاته من العمر.

حينئذ تكشف الأحداث عن طرف ثالث (خطيبته) التي تحبه، وفي النهاية تضحي بقلبها حتى تتزوج المراهقة الصغيرة من المراهق الكبير. قد تكون القصة رومانسية ونهايتها ممتعة للمشاهدين محبي (النهايات السعيدة)، ولكن بعد أن تكتب النهاية حتمًا ستظهر المأساة الحقيقية التي تظهر مع فارق العمر والتجارب، وإذا أمعنا النظر في أحداث الفيلم، نجد أنه يعكس بعمق أزمة يمر بها كثيرون: أزمة منتصف العمر. في هذا المقال سنغوص في تفاصيل أزمة منتصف العمر وتأثيرها على قرارات الرجل وتصرفاته، وكيف يُمكن للمحيطين به التعامل مع هذه المرحلة الحرجة بذكاء وتعاطف.

ما أزمة منتصف العمر؟

أزمة منتصف العمر هي مرحلة فارقة في عمر معظم الرجال تبدأ في المرحلة بين 35 حتى 50 عامًا، ربما أقل أو أكثر بناء على العامل النفسي والاجتماعي للرجل، وقد يصابون فيها بنوبات من الاكتئاب واليأس، أيضًا قد يشعر فيها الرجل بالضياع وأن حياته ضاعت عبثًا وهباءً، وهنا يحاول إعادة شبابه بشتى الطرق، يبدأ بالاهتمام بمظهره ويتفنن في اقتناء الملابس الشبابية، قد يلجأ إلى تقليد المراهقين في حركاتهم وملابسهم وأيضًا بعض الكلمات من لسانهم.

الرجل في هذه اللحظة قد لا يعلم ما يحدث له بالضبط من تغييرات فسيولوجية، وهذا يجعله ناقمًا على حياته السابقة، وقد يلجأ إلى الإيقاع بالفتيات الأصغر سنًا رغبةً منه في تجديد شبابه. حينئذ إذا كان الرجل ميسور الحال، قد يقع فريسة لفتاة تبحث عن الثراء السريع، ويبدأ في النفور من شريكته السابقة ويحاول استعادة حياته الضائعة، ويدخل في صراع طويل مع نفسه محاولًا فهم ما يحدث، ولكنه قد يعيش هذه الدوامة مدة من سنتين حتى 5 سنوات، ربما أكثر أو أقل بناءً على كثير من العوامل النفسية والاجتماعية المحيطة به.

أزمة منتصف العمر

ماذا يفعل المحيطون به في هذه الأزمة؟

فعلًا، هي أزمة يمر بها الرجل مدة من الزمن ولا يحتاج سوى الاحتواء من المحيطين به والتفهم للحالة التي يمر بها، لا يحتاج إلى النصح أو الإرشاد أو حتى اللوم على تصرفاته؛ لأن هذا يجعله يتمادى وربما تتفاقم الحالة وتزيد مدة التعافي.

كل ما يحتاج إليه هو الدعم العاطفي والمعنوي وأيضًا الاحتواء، ويمكن أن يفيد الحديث الودي معه، وهذا يقع عاتقه على المقربين منه. أيضًا، بعض الحالات تحتاج إلى دعم نفسي تخصصي حتى تمر هذه الأزمة بسلام. تُعد أزمة منتصف العمر من المراحل شديدة الخطر في حياة الرجل، فهي الخط الفاصل بين الشباب والشيخوخة، ويجب التعامل معها برفق وحذر، وعدم إلقاء اللوم على الرجل حينها، وأيضًا احترام قراراته وعدم التقليل من شأنه وفهم الحالة التي يمر بها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.