الفن يولد من رحم الحياة لمجرد أن الحياة هي معاناة
الخوف أم الحب؟
الأقفاص أم الأجنحة؟
لماذا نلعب بالنار؟
كل هذه الأسئلة فجرت الـ (بوم)، كل هذه الأسئلة لا نريد عنها إجابة، بل نفعل؛ لأن الأفعال أبلغ من الأقوال...
هذه الأسئلة صنعت لنا الـ (Tik tik Boom)
فيلم (tik tik Boom) من إخراج: لين ميراندا
وإنتاج: نيتفيلكس
وبطولة: أندرو جيرفاريد، وألكسندرا شيب، وروبن دي خيسوس
Tik tik Boom....
وضع مرآة أمام كل فنان ومبدع ناضج ليرى حقيقة الأمر من ضغوطات ومعاناة، يصنع منها (البوووم) في ظروف حياته، يجعل من حياته تحفة فنية، ضجيج منظم يوضع كاللوحة في معرض حياته.
نستطيع أن نسمع التيك تيك بوم في كل لوحة من لوحات الفيلم، من مقطوعة يعزفها جوناثان أو كموسيقى تصويرية، أو في عقارب الساعة... وهي تصيح: انهض، واركض، وتحرك، وتستطيع أن تفعلها.
لا تخف من أن تقترب من الشيء الذي يرتعد قلبك منه، لعله الحل ونهاية المطاف، كل تلك (التكات) كانت تدق وتنبض في قلوبنا، تجعل حياتنا أمامنا كشريط فيلم سينمائي خصوصاً في لحظات انهيار جوناثان...
حينها نضع لأنفسنا سؤالاً واحداً، هل أفعل ما فعله جوناثان؟ هل أبقى كحاله حتى الثلاثين؟ أخسر حبيبة، أفقد صديقاً، أسقط في قاع الحياة، لا مالَ ولا رفاهية؟ أسحق من أجل لحظة؟ ليس من حقي أن أفكر في حلمي بسبب صديق على وشك الموت أو لحظة ضعف في دوائر معارفنا؟ هل أنا جوناثان؟ ....
الإجابة: نعم، إذا أردت أن تفجر الـ (بوووم) يجب أن تلهث لتصل إليها، تباً للثلاثين...
ستجد أيضاً على منصة جوك سينما أمريكا اللاتينية: سحر الواقعية
ما هي "البوم" التي يقدمها الفيلم
لقد جعل جوناثان من هذا الرقم لعنة، ومن أيام الأسبوع وخصوصاً يوما الجمعة والأحد.. وفي نفس الوقت صنع إنجازه قبل موته..
كان يرى في كل شيء، ويسمع في كل صوت أصوات التكات الأمر الذي جعله متوتراً، ومنزعجاً، يلعب بالنار، يصنع خليط قنبلة الإبداع من الموسيقى، والمعاناة والنظرة المختلفة للأشياء، بهذه الخلطة صنع القنبلة وفجرها (بوووووم)..
وأهم ما يميز لوحات الفيلم هو الإيقاع، كان عابراً في اللحظات المؤثرة الدرامية، وسريعاً وموتراً ومزعجاً في لحظات محاكاة الشخصية، ويحاكي ما داخل أعماقها، يجعلنا نريد أن نمسك بعقارب الساعة لنسحقها تحت أقدامنا بسبب ضجيجها الذي يضرب في ثقب عقولنا...
وجاءت الموسيقى تصب علينا ماءً بارداً في أجواء الصقيع، تجعلنا نسحر بالأغنية التي كتبها في اثني عشرة ساعة فقط، بلمسة الثلاثين، وكأنه يقول لا تخف من الشيء الذي يرتعد قلبك منه، اقترب، لعل ما تبحث عنه تجده بداخله..
كتب الكلمات، ووصف حالته من صراعات وأحلام وضغوطات من أحلامه...
الإشارات تتلاشى، لا يستطيع أن ينقذ ما يمكن إنقاذه، حبيبته جعلها تستغيث به وهو لا يستطيع أن يبوح، هو معلقٌ في الهواء إلى أن اصطدم بالأرض، عندما أبلغته روزا بأن عرضه رائع، ولكنه لا يصلح للعرض في بروداوي... جعلتنا نيأس، وتشققت قلوبنا وانهار أنا جوناثان..
هل هذه هي الحياة فعلاً؟
في النهاية "عام سعيد يا جون"
تمنى أمنية يا جون، "أريد أن أصنع البوووم قبل أن أموت"...
ستجد أيضاً على منصة جوك
ما هي قصة حياة شارلي شابلن وأشهر أعماله
أندري تاركوفسكي وفن الصورة في السينما
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.