ليس الرزق فقط رزق المال، وليست السعادة مرهونة بالمال، فهناك ملايين الأرزاق أجمل بكثير من رزق المال، تأمل حولك وستدرك أن كل شيء لديك عبارة عن رزق.
هناك قاعدة يجب أن ننتبه لها قبل تعداد الأرزاق، وهي أنه لكل امرئ نصيب من شيء ما، وخزائن الرزاق ملأى بكل خير، يعطيك شيئاً ويسلبك شيئاً آخر، وقد يعطيك كل شيء، وما كتبت هذه الكلمات إلا لاستشعار النعم من حولك وإنارة قلبك الحزين.
نبدأ بأول الأرزاق وأروعها، عائلتك، بضجيجها يطمئن القلب وبالمشاحنات الدائمة بين الإخوة تشعر بامتلاء حياتك بالـ (أكشن الكوميدي) وخاصة عند تذكرهم، بجانبهم تدفأ روحك رغم برد الشتاء، ومعهم تحلو فواكه الصيف فوق حلاوتها.
معهم فقط تشعر بأن قلبك يرقص طرباً وأن لا شيء في الكون سيُحزنك طالما هم بخير، هم أحلى النعم وأعظم الأرزاق، فأدِم ضحكاتهم وأُنسهم يا رب.
أما الرزق الذي بدوامه يكون كل ما دونه هين الصحة، بوجود الصحة تستطيع أن تجني المال، ويصبح لديك عائلة، تشعر بالطعام دون ألم، تتنفس دون ألم، تمشي دون ألم، كليتك تعمل دون ألم.
أليست كلها أرزاق؟
بل ومن أروع الأرزاق، تذكر عند مرضك كم تتألم فقط من أجل شربة ماء، بعدها استشعر أن الصحة هي أفضل الأرزاق.
السعادة رزق والاكتفاء رزق والقناعة أيضاً رزق، والجمال رزق، والأصدقاء رزق، والزواج رزق، والعزوبية رزق، والعلم رزق، والمال رزق، والبنون والبنات رزق، والدين والخلق الحسن ذروة الأرزاق وأحلاها.
كل رزق يُعطى بحسب ما يناسب كل شخص، وللكل دوره في سيناريو هذه الحياة لتتكامل، وهذا هو الأفضل.
أتراه من الجيد أن نكون جميعنا بنفس الدور في هذه الحياة، وتكون حياتنا مجرد استنساخ عن كل الأشخاص، مُقدراً لها نفس الأقدار، ونفس الأرزاق، ونفس كل شيء؟
هذا غير منطقي.
وسع مدارك عقلك، وانظر في حياتك، ولا تحسد الآخرين، لكن يمكنك أن تغبطهم.
فمن أشكال الأرزاق أحدٌ ما قد أعطاه الله مالاً وعلم، لكن حرمه نعمة الصحة الدائمة.
وآخر أعطاه الله المال والعلم والعائلة، لكن حُرِم رزق طمأنينة القلب، وفهم أن كل ما في الوجود هو أرزاق موزعة، ولا توجد حياة كاملة لأيّ أحد.
شخص أعطاه الله كل ما يتمناه من الأرزاق والنعم، لكنه حُرم من العائلة، وآخر لا يملك أي شيء سوى عائلة تحبه، وإدراك أن الله يرزق من يشاء بغير حساب وهو الأسعد بينهم.
الاطمئنان الدائم بأن الله كريم وسيرزقك دائماً بما يتناسب معك هو أفضل رزق.
أحياناً يكون المال مفسدة لصاحبه، وأحياناً الولد سيرهقك بينما بنت ستخفف عنك أحمال هذه الدنيا، وربما العكس أيضاً، ربما العلم سيهلكك إذا خضت في غمراته، ما تدري بأي هيئة رزقك، وما تدري على أي هيئة هو الخير.
وانظر دائماً بأن هناك عوض دائم إذا تألمت في طفولتك فسيعوضك بشبابك إما بعلم أو بشخص يعوضك عن آلامك السابقة سواء.
وإذا تألمتَ في شبابك فسيعوضك في كبرك أو في أولادك وربما في عمل يسر مهجة قلبك، وما تدري من أين سيأتي العوض.
فقط ابقَ على اتصال دائم بالرزاق الكريم، وتوكل عليه؛ لأن خزائنه ملأى بالخير المطلق، وسترى منه ما يسر خاطرك في اليوم أو من الممكن أن يكون غداً ويحفظ عليك نفسك ويبقيك سعيداً ما حييت.
اقرأ أيضًا
-مجموعة متنوعة بها حكم كالأخذ بأسباب الرزق وأداء الأمانة ومحبة الله الخالق والصبر والرضا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.