في يوم جميل, وفي مساء ليلة العشرين من ابريل عام 1889, ولد طفل في النمسا, لاب نمساوي يبلغ من العمر اثنان وخمسون سنة وكان يعمل مسؤولاً في الجمارك, وام ريفية طيبة وحنونة تبلغ عشرين عاماً, وسمي هذا الطفل (ادولف), وكان ترتيبه الثالث في اولاد ابيه من زوجته الثالثة,..
ولد ادولف في بيئة ريفية لا تخلو من القساوة,..
كان (يوهان جورج هيدلر) هو جد ادولف, وكان هذا الرجل فلاحاً اجيراً يتنقل من قرية الى اخرى,..
وفي يوم من الايام تقابل يوهان مع فتاة ريفية تدعى (ماريا آنا شيكلجروبر) وتزوجها, ووضعت ماريا آنا طفلاً اسمياه (ألويس), ونشأ ألويس في بيت عمه (نيبوموك هيدلر), ثم قام ألويس بتغيير او تبسيط اسم العائلة من هيدلر الى هتلر, ثم عُرف بهذا الاسم (هتلر) في منطقته,..
ومرت الايام, وتزوج ألويس من كلارا بويلتزل, وهذه المرأة هادئة وامينة ومجتهدة وتتسم بالرصانة والوقار, وكانت نشيطة ودقيقة تحافظ على نظافة بيتها باستمرار, وتحرص على النظام في بيتها, وتطيع زوجها,..
وولدت كلارا ابنها ادولف وكان الابن المقرب لها,..
وكبر ادولف واحب امه حباً جماً, وكانت امه تقابله بنفس الحب, وحاول استغلال هذا الحب من جانب امه له من اجل تلبية ما كان يريده, لكن امه كانت تتصرف معه احياناً بصرامة عندما يخطأ,..
كان ألويس والد ادولف رجلاً عنيفاً قاسياً لايعرف الاعتدال او الحلول الوسط, وقد تأثر ادولف بتصرفات والده كثيراً واخذ منه هذه الطباع العنيفة,..
ألويس كان يحب التجول بزي بوليس الحدود, وارتداء بدلته ذات الازرار الذهبية, لكن ألويس أُحيل على المعاش عندما بلغ السادسة والخمسين من عمره, وشعر بالفراغ يقتله, فاضطر الى اشغال نفسه ببعض الاعمال كتربية النحل من اجل تمضية الفراغ,..
كان ألويس صارماً جداً داخل بيته, وما يقوله يجب ان يُنفذ ولا مجال للاعتراض عليه او حتى مناقشته, وكان يوزع ضربات العصا بين اولاده بقسوة,..
كان ادولف اكثر من يتعرض الى الضرب, وكثيراً ما كان يبات خارج البيت هرباً من عصا والده, لكن رغم قسوة ألويس الّا انه اراد تهذيب الاولاد وتقويمهم وخصوصاً ادولف المتمرد وكل ذلك من اجل مستقبلهم, فلا يوجد أب يكره اولاده ابداً, انما يتصرف الاب احياناً بقسوة من اجل مصلحة اولاده,..
فقد كان ألويس يريد من ادولف ان يجتهد في دراسته وينجح في مدرسته بتفوق, حتى يحصل على مركز وظيفي مرموق في الحكومة, لان العمل في الحكومة يحقق الامان المعيشي والاستقرار كما كان الوضع بالنسبة له,..
ادولف كان لا يطيق سماع ذلك, وكان يرد على والده بانه يريد ان يصبح رساماً, لكن الاب كان يواجه ذلك بالرفض القاطع, لان عمل الرسام لا يمكن ان يحقق له المستقبل الذي يريده ألويس لابنه,..
وخطرت فكرة في رأس ادولف, وهي ان يتعمد الرسوب في صفه الدراسي لغاية ما يصاب والده باليأس,..
وفعلاً اصيب ألويس باليأس, ونقل ادولف الى مدرسة الدير في لامباش بناءاً على رغبة والدته المتدينة التي كانت تريده ان يصبح راهباً, لكن شقاوة ادولف اجهضت هذا الحلم بعد ان اشعل النار في حديقة الدير, مما جعل الرهبان يطردونه من المدرسة,..
ثم انتقلت اسرة ادولف الى ليوندنج وهي ضاحية صغيرة من ضواحي مدينة لنتز, ولم يترك ادولف شقاوته في المدرسة التي انتقل اليها في هذه الضاحية, فكان يحضر معه خناجر وسكاكين ليبيعها سراً في المدرسة,..
وبعد اجتياز ادولف المرحلة المتوسطة التحق بالمدرسة العليا الثانوية في النمسا, وكان في النمسا نوعين من المدارس الثانوية, وهما مدرسة الاداب والفنون ومدرسة العلوم, فاختار ادولف مدرسة الاداب والفنون رغم معارضة والده الذي كان يريد التحاقه بمدرسة العلوم, ورسب في السنة الدراسية الاولى واضطر لاعادتها, وفي هذه الاثناء سقط والده ألويس على الارض عندما كان يتحدث مع صديق له وسالت الدماء من فمه, ومات على الفور,..
بعد موت والده ألويس التحق ادولف بالمدرسة الثانوية في شتير, وفرح كثيراً وهو يرى مدينة حديثة تزخر بالسيارات والدراجات والمباني والاضواء, وقد جذبت المباني الجميله انتباهه, فراح يرسمها بشغف, وفي هذه المدرسة تفوق ادولف في دروس التربية الفنية والتربية الرياضية والتأريخ, وكان يكره دروس الرياضيات والكيمياء والفيزياء,..
لكنه انسحب من المدرسة الثانوية في شتير وهو في سن السادسة عشر من عمره دون ان يكمل دراسته الثانوية. وغامره شعور بالسعادة لانه ترك المدرسة دون ان يعود اليها,..
بقي الشاب ادولف دون مدرسة ودون عمل لثلاث سنوات متتالية, لكنه لن ينحرف خلال هذه الفترة ,..
فكان يقضي بعض الساعات في المكتبة الحكومية العامة يقرأ التأريخ الالماني, وفي هذا الوقت استحوذت المانيا وليست النمسا موطنه الاصلي على عقله وتفكيره واهتمامه,..
وفجأة اتخذ الشاب ادولف قراراً غريباً بمقاطعة كل زملائه في المدرسة لانهم يذكرونه بحياة المدرسة المؤلمة, ومقاطعة اساتذته في المدرسة وعدم الاهتمام بهم او القاء التحية اليهم عند مقابلتهم في الطريق او في أي مكان عام لانهم متخلفون, بينما كان يحب استاذ مادة التأريخ كثيراً وهو الدكتور (ليوبولد بويتش) لانه الاستاذ الذي حبب اليه مادة التأريخ, وحبب اليه فكرة الوحدة الالمانية, وعلمه على حب الالمان بكل فئاتهم واماكن تواجدهم, مما اشعل الحماس والشعور بالوطنية في نفس ادولف, وبدأ يكره حكام بلده النمسا (آل هابسبورج) لانهم ضد فكرة الوحدة الالمانية,..
وهكذا اصبح حب المانيا وحب كل ماهو الماني القوة الدافعة في حياته,..
وفي عام 1907 أصبح ادولف هتلر في الثامنة عشر من عمره, وفي شهر اكتوبر من هذا العام غادر الى فيينا العاصمة, حيث ارسلت له امه بعض المال, وكان الأمل الذي يراوده هو ان يصبح في اثينا رساماً مشهوراً,..
وتقدم الى اكاديمية فينا للفنون الجميلة من اجل القبول فيها, لكن ادولف اصيب بصدمة قضت على آماله في ان يصبح رساماً مشهوراً, لان الاكاديمية اشترطت ان يُقدم مجموعة من الرسوم من اعماله ثم ينتظر حتى تقبلها ادارة الاكاديمية مبدئياً, ثم يخضع لاختبار القبول النهاني, ورفضت هذه الاكاديمية رسومه لمرتين لانها ضعيفة وجامدة,..
وفي ديسمبر من عام 1908 توفيت ام ادولف الحنون الطيبة بعد مرض طويل, فعاد ادولف الى البيت مسرعاً وهو في حالة يرثى لها, فقد كانت امه الانسانة الوحيدة التي يحبها والتي تعلق بها كثيراً, وهي الانسانة الوحيدة التي تحبه ومتعلقة به كثيراً ايضاً, وكانت تساعده مالياً, وموتها يعني انه سيضطر للبحث عمن يعطيه الاموال لتحقيق حلمه في ان يصبح رساماً مشهوراً, خصوصاً وانه يكره العمل كعامل او موظف حكومي, وكل ما يريده هو ان يصبح رساماً وهذا الطريق قد سُد بوجه الآن,..
وعاش ادولف الاعوام الخمسة بعد وفاة امه في بؤس وشقاء, وكان يعاني الجوع في احيان كثيرة ولفترات طويلة, ثم عمل في بيع الرسوم الصغيرة المرسومة بالالوان المائية التي كان يرسمها على بطاقات البريد, وكانت رسوم بسيطة لبنايات وساحات فيينا, ويجوب المقاهي ليبيعها ويشتري بثمنها طعاماً,..
كان مشرداً بائساً للغاية, رث الملابس يرتدي قبعة سوداء ومعطفاً اسوداً طويلاً اشتراه من شخص يبيع الملابس القديمة,..
ثم اشتدت الظروف صعوبة على ادولف, واضطر في 1909 الى ترك الغرفة البسيطة الذي كان يستأجرها لعدم امكانيته تسديد الايجار,..
فكّر ووجد حلاً لمعاناته, وهو ان يبات على مقاعد المتنزهات,..
اما بالنسبة للطعام فكان ينظم يومياً الى طابور الفقراء والمشردين ليحصل على وجبة طعام مجانية توزع في المقرات الخيرية,..
ثم عمل في تنظيف السجاجيد, لكن ادولف كان يتجنب الاعمال البدنية الشاقة لانه ضعيف ولايريد ان يجهد نفسه,..
ورغم هذه الظروف القاسية جدا, ورغم اختلاط ادولف مع المشردين والضائعين لكنه لم ينحرف ابداً,..
كان ادولف يكره فيينا التي وصل اليها شاباً وسيخرج منها رجلاً ناضجاً, وفيينا هي المكان الذي تعلم منه الكراهية, ففي فيينا بدأ بكره دعاة الاشتراكية وكان يتمنى ويأمل ان يضرب هؤلاء القوم بقوة خارقة, كما تعلم في فيينا كره اليهود,..
وكان يعتقد ان الاشتراكيين واليهود يعملون في اتحاد وثيق لتدمير العالم,..
وفي فيينا تبلورت في رأس ادولف فكرة مفادها : (يجب ان تكون المانيا قوية وموحدة وتتولى امر الدولة النمساوية الضعيفة, وانه قد ولد من اجل تحقيق هذه الغاية وانه القوة واليد الموجهة التي تحتاج اليها المانيا),..
اخذ ادولف يجوب الساحات والمقاهي, ويتجادل في السياسة ويدخل احياناً في جدال طويل وعنيف مع بعض الناس, واذا ما خالفه شخص فان ردة فعله هي الغضب والانفعال,..
واشتدت المصاعب على ادولف في فيينا, وتدهورت احواله, فلم يكن لديه مال او اسرة او اصدقاء, فقرّر ترك فيينا في مايو 1913, لكن ادولف اكتشف شيئاً مهماً وهو ان هناك من يستمع اليه ويؤيده في افكاره,..
سافر ادولف الى المانيا واستقر في ميونيخ, واصبح في المانيا التي يحبها وترسخت افكاره من اجلها,..
وكانت المانيا في ذلك الوقت في تحالف ثلاثي يضم المانيا من جهة والنمسا والمجر من جهة ثانية وايطاليا من جهة ثالثة,..
فكان ادولف يرى خطأ الحكومة الالمانية في سياستها الخارجية, لان هذا التحالف الثلاثي ضعيف ولن يدوم ويجب انهاء هذا التحالف, واقامة علاقات صداقة مع بريطانيا والانقضاض على روسيا,..
وفي...اندلعت الحرب العالمية الاولى وكان لهذه الحرب تأثيراً مباشراً في تغيير مجرى حياة ادولف فقد انتشلته من الفقر والاكتئاب,..
كتب ادولف الى عاهل بافاريا وهي احدى الولايات الالمانية الجنوبية الكبيرة طالباً منه الانضمام للجيش وان يسمح له بالخدمة في جيش الولاية, ووافق العاهل على طلبه والتحق ادولف في الفرقة السادسة عشرة التي كانت تعرف بفرقة المجندين وتضم طلبة متطوعين, ودخل فترة تدريب استمرت لاسابيع قليلة, بعدها تم ارساله الى جبهة الحرب,..
واثبت ادولف امكانية استثنائية في القتال وشجاعة ملفتة للنظر, وتم تكليفه بمهام متعددة منها جندي مراسلة يحمل الرسائل العسكرية وهي مهمة خطرة, واشترك في ثمانية واربعين معركة, ونجا من اغلب هذه المعارك بالرغم من انه كان في قلبها, وعرف كيف يحمي نفسه من القذائف والقنابل المتفجرة, لكنه اصيب مرتين, وتم تكريمه كمقاتل شجاع مرات عديدة,..
وفي 7 اكتوبر 1916 تم نقله الى المستشفى العسكري في هرميس بسبب اصابته في ساقه, وعاد مرة اخرى الى ساحات المعارك في مارس 1917,..
وفي 14 اكتوبر 1918 وقبل انتهاء الحرب باسابيع قليلة اصيب ادولف اصابة خطيرة بالغزات الحربية, وتم نقله الى المستشفى العسكري في (باسفالك) وهي قرية صغيرة قرب برلين, وقد عانى من الألم الشديد حيث كانت عيناه ملتهبتين كالجمر, وبعد اجتماع الاطباء عليه, اصاب اليأس هؤلاء الاطباء في امكانية انقاذ عيونه, لكن وبعد شهوراً من الألم تحسنت عيناه ببطأ,..
وفي 4 اغسطس 1918 تم منح ادولف وسام الشرف من الدرجة الاولى, وكان مثل هذا التكريم لا يُقدم لجندي عادي بحسب السياقات العسكرية التي كانت متبعة, وقد تم منحه هذا الوسام لشجاعته في القتال, ولانه تمكن من أسر ضابط برتبة متقدمة وخمسة عشر رجلاً من الجيش المعادي واقتادهم الى مكتب قائد الفرقة التي كان ينتمي اليها,..
لكن ادولف ورغم هذه الشجاعة في القتال, ورغم وسام الشرف الذي حصل عليه الّا انه لم يُرقى الى رتبة اعلى من رتبته وهي وكيل عريف, لان القيادات العسكرية الالمانية كانت ترى انه شجاعاً وماهراً واميناً في حمل رسائل الحرب السرية, وان ترقيته الى رتبة اعلى ستؤدي الى رحيله عن تلك المهمة,..
وفي 10 نوفمبر عام 1918 جاء قسيس الى المستشفى الذي يرقد فيه ادولف, واعلن هذا القسيس: (ان القيصر قد تخلى عن الحكم في المانيا, وتم اعلان قيام الجمهورية الالمانية, وقد انتهت الحرب),..
واخذ الجنود المصابون نفساً عميقاً وهم يشعرون بالفرحة الغامرة, لكن ادولف كان عكس ذلك, فقد حزن حزناً شديداً, لانه شعر بالخسارة, وان التضحيات قد ذهبت سدىً, وان هناك جريمة حصلت ضد المانيا,..
فقرّر وهو لايزال على سرير المستشفى الدخول في ساحة نضال اخرى وهي السياسة,..
وفي صيف عام 1919 انضم ادولف الى جماعة اسست حزباً للعمال واصبح العضو رقم 7 في هذا الحزب, ولم يكن لهذا الحزب أي برنامج او خطة عمل بل كان معارضاً للحكومة فقط, ولم يكن في صندوق هذا الحزب سوى سبعة ماركات ونصف المارك !!,.
وبعد فترة ليست طويلة ترأس ادولف هذا الحزب, وكان هذا الحزب يعقد اجتماعاته في مقهى في ميونيخ, وهنا اكتشف في نفسه موهبة الخطابة, مثلما اكتشف في نفسه عندما كان في فيينا موهبة التأثير على المستمعين,..
ولم يترك ادولف فرصة وجود تجمع للناس الّا ويكون خطيبا فيهم, وكان يهاجم في خطبه معاهدة فرساي, وهي المعاهدة التي ابرمت بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى, لانه كان يعتقد ان هذه المعاهدة هي السبب في كل هموم ومتاعب المانيا,..
ونجح ادولف في التأثير على الناس التي كانت تستمع لخطبه بشغف, وخلال عامين تمكن من تحويل هذا الحزب الصغير الى حزب جماهيري ضخم, وقام بتغيير اسم الحزب من (حزب العمال) الى اسم (حزب العمال الالماني الاشتراكي الوطني), اما كلمة (نازي) فهي مختصر مكون من الحرفين الاولين من كلمتي (الالماني) و (الوطني) الالمانيتين,..
وتدفقت الجماهير الالمانية وبرغبة عارمة للانضمام الى الحزب النازي, وكان اغلب هؤلاء الناس من الطلبة والفلاحين, وانضم ايضاً رجال اعمال واساتذة ومثقفين معادين للسامية والاشتراكية, وقد وعد ادولف هؤلاء الناس بالعز والمجد وحياة افضل..
وفي 25 فبراير عام 1920 اعلن ادولف برنامجه الحزبي المكون من خمسة وعشرين فقرة,...
وقد تم اعداد هذا البرنامج بطريقة ادهشت الالمان وتفاعلوا معه بقوة, وهذه الفقرات هي:
1_ حزبنا يريد وحدة جميع الالمان داخل امة المانية قوية.
2_ نريد وضع حد لآثار معاهدة فرساي ونطالب بالغاءها فوراً.
3_ نريد وحدات سكنية لمواطني المانيا لتلبية التزايد في عدد السكان.
4_ لا يتمتع بالمواطنة الّا الالماني الاصيل, واليهود ليسوا من الدم الالماني لذلك فان هؤلاء ليسوا اعضاء في المجتمع الالماني.
5_ أي انسان لا يتمتع بالمواطنة يستطيع ان يُقيم في المانيا كضيف فقط.
6_ التصويت لا يكون الا للمواطن الالماني فقط.
7_ يؤكد حزبنا على ان في مقدمة واجبات الحكومة الاهتمام بمصالح الشعب واذا لم تفعل ذلك فيجب على الحكومة التنحي فوراً.
8_ من جاء للاقامة في المانيا بعد الثاني من اغسطس عام 1914 يجب طردهم من البلاد.
9_ يؤكد حزبنا على ان جميع المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.
10_ ان واجب المواطن الالماني هو العمل من اجل صالح اخوانه المواطنين في المانيا, ومن اجل صالح الوطن الحبيب.
11_ يطالب حزبنا بوقف الفساد والكسب غير المشروع لانه سحت يأتي دون عمل او جهد بنّاء, ويسري على ذلك تجريم الفوائد البنكية وتجريم الربا تجريماً صارماً.
12_ يطالب حزبنا بان توضع جميع غنائم الحرب تحت تصرف الدولة.
13_ يطالب حزبنا بان تضع الدولة يدها على التجارة الضخمة ومنها البنوك.
14_ يطالب حزبنا بان يكون للعمال مشاركة في الارباح.
15_ يطالب حزبنا بمعاش للمسنين كتكريم انساني لهم.
16_ يطالب حزبنا بتهيئة المناخ من اجل نمو الطبقة المتوسطة نمواً صحيحاً وفاعلاً.
17_ يطالب حزبنا باصلاحات زراعية ثورية.
18_ يطالب حزبنا بردع سارقي قوت الشعب من المستغلين الجشعين, ويرى حزبنا ان اقل عقاب لهم هو الاعدام الفوري.
19_ يطالب حزبنا بالقانون الالماني ليحل محل القانون الروماني المعمول به حالياً.
20_ يطالب حزبنا بمراجعة شاملة وتجديد جذري للنظام التربوي والتعليمي.
21_ يطالب حزبنا الدولة بتوفير التأمين والرعاية الصحية لكل المواطنين, وتوسيع حملات الوعي الصحي بين الجماهير, وتكثيف خدمة الامهات الحوامل, والرعاية للاطفال, وانهاء تشغيل الاطفال.
22_ يطالب حزبنا بتشكيل جيش وطني فعّال.
23_ يطالب حزبنا بوضع نهاية للصحافة الزائفة المنافقة.
24_ يطالب حزبنا بالحرية الدينية.
25_ يطالب حزبنا الحكومة بتشكيل هيئة ادارية قوية وفعالة تشرف على تنفيذ هذه المطالب, ونعلن في الوقت ذاته ان اعضاء حزبنا مستعدين للتضحية حتى الموت من اجل هذه المباديء الواردة في هذا البرنامج.
وبعد ان وضع ادولف برنامجه شرع بتنظيم اتباعه, وقام بنفسه بتصميم شعار النازية ليكون علماً خاصاً بالحزب, وبعدما تدفقت الاموال على الحزب انشأ الحزب صحيفة خاصة به اطلق عليها اسم جريدة الشعب,..
بعد ذلك فكّر ادولف في طريقة لحماية اجتماعات حزبه وحمايته شخصياً, فشرع بتأسيس فرقتين, الفرقة الاولى اختصت بحماية اجتماعت حزبه, واختار لها عناصر قوية ودرّبها تدريباً خاصاً, واصبحت تتمتع بارقى الفنون القتالية, ثم قام بتسليحها باحدث انواع التسليح, واطلق عليها اسم (شتورم أبتايلونج) أي (قوات العاصفة) ثم قام بتعيين صديقه المقرب الكابتن ارنست رويم ليقود هذه الفرقة,..
والفرقة الثانية اختصت بحمايته شخصياً, واطلق عليها اسم (شوتز شتافلن) اي (وحدات الدفاع الخاصة), وكانت هذه القوات ترتدي قمصاناً سوداء وهي مختارة من اقوى واشد العناصر القتالية على الاطلاق وخضعت لتدريب عنيف, وشحنت ادمغة عناصرها بافكار الدفاع عن الشرف والذات, وتم تهيئتها نفسياً للدفاع عن ادولف حد الموت,..
وقرّر ادولف ان يرتدي اتباعه جميعاً زياً انيقاً وفخماً, واختار اللون الاحمر كلون اساسي لراية حزبه النازي, ليغيظ بذلك الشيوعيين من خلال استخدام لونهم الاحمر المفضل,..
ثم قام ادولف بنفسه مستعيناً بمهاراته في الرسم بتصميم صليب معقوف باللون الاسود داخل دائرة بيضاء ليستعيد بذلك الوان الامبراطورية الالمانية وهي الاسود والابيض والاحمر, وكان اللون الاحمر يعني عنده الكفاح ضد الرأسمالية, والدائرة البيضاء تعني القومية الالمانية, والصليب الاسود المعقوف يعني تفوق العنصر الآري وقدرته على قيادة العالم,..
كان ادولف يوجه الدعوة لاتباعه باستمرار للقيام باستعراضات ومارشات عسكرية من اجل اظهار قوة حزبه, وادخل اتباعه في تدريب مستمر ليلاً ونهاراً على الفنون القتالية,..
وكلّف شاباً من اتباعه ينتمي الى الفرقة الاولى يدعى (هورست فيسل) لكتابة النشيد الرسمي النازي, وكتب هورست النشبد كما كان يريد ادولف,..
وهذا جزءاً من نشيد هورست فيسل او النشيد النازي:
فلترتفع الراية عالياً وتتراص الصفوف في قوة.
انطلقي قوات العاصفة واعصفي بالارض ومن عليها.
تقدمي واسحقي الظلم وأبيدي القهر فذلك كله رجعية.
شباب القمصان البنية.......هذا يومكم.......هذا يومكم.
قوات العاصفة تمهد الطريق...وتشقه ان لم تجده.
الصليب المعقوف يدور...ويبتر أيادي الظلم بتراً.
من اجل الملايين المنهوبة يدور...ليعطيهم الخبز في أيديهم.
كذلك كان هناك نشيد آخر اعجبت كلماته ادولف فقرر ان يردد اتباعه هذا النشيد ايضاً, وهذا جزء منه:
المانيا انهضي...هبي وقومي عاصفة.
اجتاحي الديار...اقرعي اجراس الانذار.
كوني شرارة الرعد الضاربة...المانيا انهضي.
انهضي ودوّي ولتراق الدماء من اجل الشرف.
ارواحنا نبذلها لك وحول ابنك البطل نستشهد ونموت.
المانيا انهضي ولتهتز الارض من تحتك لتعرف مقدار شرفك.
المانيا انهضي..اولادك جوعى يبكون..فهبي وقومي عاصفة.
وعندما كانت تحصل صدامات في الشوارع مع الشيوعيين, كان ادولف واتباعه يرددون هذا الشعار ضد الشيوعيين:
(أزهق الكتاكيت الحمراء سريعاً..وازحها جانبا ونظّف الطريق..هيا هيا فقوات العاصفة على الدرب تسير),..
ولم يسلم اليهود من اناشيد ادولف واتباعه, فقد حصل اليهود على نصيبهم منها, ومن الاناشيد ضد اليهود كان نشيد (تطهير اليهود بالذبح),..
واستمر ادولف واتباعه برفع الشعارات, ومن هذه الشعارات:
_المانيا انهضي.
_اليهود براغيث تمتص دماءنا.
_ عاش الفوهرر الديمقراطي الاصيل.
_اليوم المانيا وغداً العالم.
فهرس المحتويات
كلمة المؤلف عباس صالح مهدي الحسيني |
المقدمة |
الفصل الاول: ولادة ادولف هتلر ونشأته |
الفصل الثاني: الانقلاب العسكري, (واقعة بير هول 8 نوفمبر 1923) |
الفصل الثالث: أدولف هتلر يصل الى حكم المانيا |
الفصل الرابع: شخصية أدولف هتلر وطريقة ادارته لألمانيا |
الفصل الخامس: الحرب العالمية الثانية وانتصارات أدولف هتلر |
الفصل السادس: هزيمة أدولف هتلر |
الفصل السابع: الساعات الأخيرة |
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.