أدوات صيد السمك.. وكيف تصطاد بالصنارة؟

"الصيد يعلم الصبر" جملة سمعناها كثيرًا عن صيد الأسماك، جملة بقدر ما تبدو صحيحة وحقيقية، لكنها تبدو ظالمة، فقد ظلمت هواية صيد الأسماك، وأعطت من يسمعها انطباعًا أن صيد الأسماك ليس إلا ضرب من ضروب الملل وجلد الذات، على الرغم  من أن الحقيقة تختلف كل الاختلاف عن الشائع.

رياضة صيد الأسماك تُعد من المتع التي تصل بأصحابها لحد الإدمان من فرط نشوتها، حيث لحركة الخيط داخل الماء نشوة، ولجذب الطُّعم نشوة، ولخروج الصنارة من الماء محملة بسمكة نشوة تدفع الصائد أن يتراقص مثلما تتراقص السمكة وهي معلقة في الهواء، ولامتلاء كيس السمك متعة قد تدفعك إلى أن تقضي نهارًا كاملًا أمام الماء ناسيًا كل همومك ومشكلاتك.

صيد الأسماك قديمًا

صيد الأسماك يعد من المهن والهوايات التي صارعت الفناء وبقيت منذ فجر التاريخ، فقد كان المصري القديم يعاملها كما نعاملها نحن الآن، كونها مهنة ومتعة، كان المصري ينتظر قدوم الفيضان حتى يهم إلى تجمعات الماء المتكونة عنه ليستقبل رزقه من السمك الوفير، وكانت تلك الهواية تجمع الناس في مصر باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، فالكل يحب الصيد باختلاف مكانه أو مكانته.

اقرأ أيضًا: هواية صيد الأسماك

أدوات الصيد عند الفراعنة

عرفنا أن المصري القديم عشق الصيد، ولكن تُرى ما الذي استخدمه المصري من أدوات صيد الأسماك قديمًا؟

استخدم المصري عدة أدوات مثل:

الشص، الحربة، القفة، السلة، الشبكة وهي أكثر أداة من أدوات الصيد استُخدمت قديمًا، وذلك للكمية الكبيرة الناتجة منها من الأسماك.

أيضًا استخدم المصري القديم قوارب مصنوعة من البردي ليتحرك بها في الماء بهدوء وخفة حتى لا يتسبب بلفت انتباه الأسماك.

اقرأ أيضًا: صيادو "أذن البحر": صانعو الثروات

ماذا تحتاج لصيد السمك؟

قطعًا أنك تشوقت الآن لأن تجرب أن تصطاد السمك، ويلح عليك سؤال الآن: تُرى ما أدوات صيد السمك؟ تتعدد الأجوبة عن هذا السؤال بناءً على عدة نقاط، منها مثلًا:

  • نوع المياه هل هي عذبة أم مالحة.
  • الصيد للترفيه أم للعمل والتجارة.
  • توقيت الصيد.
  • نوع السمك المراد صيده. 

وسنتطرق لكل نقطة بشيء من التفصيل، وسنذكر لك ماذا يحتاج صياد السمك.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن مزادات الاسماك؟

الصيد بالصنارة 

يُعد الصيد بالصنارة هو الخيار الأمثل إذا كان الصيد من أجل الهواية، وإذا كنت تنوي الصيد بصنارة عليك مراعاة شيء: هل تصطاد في ماء مالح أم عذب؟ فمثلًا:

الصيد في المياه العذبة لا يحتاج  لصنارة كبيرة الحجم، فيمكن استخدام صنارة من البوص، أما الصيد في المياه المالحة فيحتاج إلى صنارة كبيرة الحجم قد يصل طولها إلى 4 أو 5 أمتار.

الصيد في المياه المالحة يستخدم فيه عدة أنواع من الطعم، أشهرها سمك الأنقليس الصغير، ونوع من الديدان يسمى "دودة الدم" أو الجمبري صغير الحجم، والمشهور في مصر باسم "البراغيت" أيضًا يمكن استخدام الحبار أو السبيط.

أما في الصيد في المياه العذبة فتستخدم أنواع أخرى من الطعم أشهرها دودة الأرض، حبوب القمح التي تم غليها مسبقًا غليًا بسيطًا، أو يتم استخدام العجين أو الخبز المبلل ووضع بعض الزيت معهم لجذب الأسماك لرائحتهم، كذلك يتم استخدام "الريم" وهو من أنواع الطحالب التي تنمو في المياه أو البرك، أيضًا يمكن استخدام جراد المياه العذبة أو ما يطلق عليه في مصر "الإستاكوزا النيلي". 

ملحوظة

كل نوع من أنواع الطعم يُستخدم لصيد أنواع محددة من الأسماك، بغض النظر عن كونه لمياه عذبة أو مالحة.

أيضًا من أدوات الصيد المستخدمة مع الصنارة سواء في صيد المياه العذبة أو المالحة "السنون" وتلك هي الخطاطيف التي تشبك بفم السمكة، ويعلق بها الطعم أيضًا.

يوجد أيضًا "الغماز" وهو جسم من الفلين ينبه الصياد حينما تلقف السمكة الطعم، فيقوم بشدها. 

أيضًا يستخدم "الثقال" وهو كرة أو جسم معدني ثقيل إلى حد ما هدفه تثبيت الخيط والطعم  والغماز في الماء حتى لا تجرفهم تيارات الماء.

أيضا من الأدوات المستخدمة في الصيد هي "العياشة" وهي سلة مفرغة يوضع بها السمك الذي تم اصطياده، ثم تربط بحبل وتوضع في المياه لضمان أن تكون الأسماك طازجة أكبر وقت ممكن، ويمكن الاستعاضة عنها بما يسمى بـ "الآيس بوكس" وهو صندوق كبير توضع به الأسماك مع الثلج.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن زراعة الأسماك في إندونيسيا؟

الصيد من أجل العمل

يختلف الصيد التجاري عن الصيد الترفيهي كل الاختلاف، فالهدف في الصيد التجاري هو التربح المادي، لذا يجب إحضار أكبر كمية من الأسماك، لذا فمن الأدوات المستخدمة في الصيد التجاري: الشباك والقوارب، وفي بعض الأحيان تُستخدم سفن عملاقة.

أيضًا من أدوات الصياد غير الملموسة هو أن يعرف الموعد الذي يجب الصيد فيه جيدًا، فيكون الصياد على دراية بالتوقيتات؛ لأنه لو اصطاد في وقت تكون فيه المياه باردة، فسيكون صيده خاسرًا.

ختامًا، صيد السمك له فوائد عدة غير الصبر، فمنها أنك تتحصل على أشهى الأسماك الطازجة، وتجد متعة لا نهائية كما ذكرنا، وتسترق قليلًا من صفاء الذهن وهدوء البال بسبب منظر المياه المريح، لذا إذا أتيحت لك فرصة عزيزي القارئ بأن تذهب لرحلة صيد، فلا تتركها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة