لا شكَّ أن فكرة المقاومة فكرة إنسانية بحتة تستدعي أدواتها حسب الزمان والمكان، وحسب الخطر الذي يتعرض له الإنسان، وبذلك فإنه يسعى لاستخدام كل أدواته في صد الهجوم واستعادة الحقوق والسعي للبقاء، وبذلك برزت اللغة بصفتها أحد أهم هذه العناصر والأدوات التي استخدمها الإنسان على مر العصور من أجل المقاومة، وحينئذ نشأ ما يعرف الآن بـ(أدب المقاومة) الذي نال كثيرًا من النقاش والدراسة، وأصبح له نجومًا وأدباء كبار في كل المجتمعات باختلاف لغاتها وظروفها وثقافاتها.
وفي هذا المقال نصحبك في جولة لا تخلو من المتعة والجمال في عالم أدب المقاومة؛ لنتعرف على تاريخه والمراحل التي يمر بها، وأبرز الكتاب والأعمال التي تلمع في سماء أدب المقاومة سواء كانت أجنبية أو عربية في السطور التالية.
اقرأ أيضًا: العجوز الشاب وسيد القصة القصيرة.. الكاتب أنطون تشيخوف
أدب المقاومة
مع اتفاق الجميع على وجوده وجماله وأهميته ودوره الكبير، فإن الباحثين والدارسين للأدب لم يستطيعوا الاتفاق على تعريف واحد لأدب المقاومة، ولذا فإننا نقول إن أدب المقاومة هو كل ما هو كُتِب بغرض مواجهة الظلم والعدوان سواء كان الأمر يتعلق بالاحتلال أو الظلم الداخلي، أو التعرض للاعتداء، أو حتى التفرقة العنصرية، وهو ما يحتاج إلى أن يتمتع بأساسيات الأدب، ولا يقف عند كونه مجرد كلمات تعبر عن موقف ما.
وبفضل هذا التعريف نجد أن أدب المقاومة على مدار تاريخه قد يتخلى عن بعض الشروط الفنية لمصلحة أغراض النص الأدبي التي تستهدف الدفاع عن قضية معينة وتروج لها، لكن النُقاد والمشتغلين بالأدب قد يقللون من قيمة هذه الأعمال التي يمكن عدَّها خطابًا أيديولوجيًّا وليس نصًّا أدبيًّا، وبذلك فإن أدب المقاومة لا بد أن يحقق جانبي المعادلة؛ فيجب أن يكون أدبًا في المقام الأول، ويراعي القيم الجمالية والفنية، ثم يحمل قضية المقاومة ويطير بها إلى السماء.
تاريخ أدب المقاومة
أوضحنا من قبل أن فكرة المقاومة فكرة إنسانية قديمة، فإن أدب المقاومة أيضًا ارتبط بالصراع البشري منذ القدم، لكن أدبيات المقاومة كان لها تاريخ يرتبط بالقضايا التي نشأت من أجلها؛ فعلى سبيل المثال كان لأدب المقاومة دور كبير في إلغاء العبودية في أمريكا، إذ استخدم الشعر والأغاني والقصص التي تصف أحوال العبودية، إضافة إلى القصص التي كتبها المستعبدون أنفسهم ونشروها، وأطلق عليها في مرحلة من المراحل «قصص الرقيق».
كذلك فإن المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي أنتجت وأفرزت أدبًا قويًّا وهائلًا كان أحد أدوات المقاومة التي أظهرت بشاعة العدو، وتحدَّثت عن قضايا المنفى والتهجير والقتل والسلب، إضافة إلى شحذ الهمم وزيادة الوعي بالقضية، وتحفيز المجتمع الدولي للتضامن مع الفلسطينيين، فكان أدب المقاومة الفلسطيني أحد أكثر آداب المقاومة زخمًا وثراءً.
وكذلك كان أدب المقاومة حاضرًا في الحرب بالفيتنامية الأمريكية والمقاومة الأرجنتينية، إضافة إلى قضايا النسوية السوداء في أمريكا، وقضايا التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا التي أفرزت أيضًا أدبًا هائلًا ضمَّ عددًا من الكُتاب ورسامي الكاريكاتير والصحفيين والمطربين، وهو ما حدث أيضًا خلال الثورة الإيرانية، إذ كان لأدب المقاومة دور كبير في إظهار الانتهاكات والقمع والقوانين المقيدة.
اقرأ أيضًا: في ذكرى رحيله.. عمر أبو ريشة شاعر حلق بالشعر فوق صخور الأيدولوجيا
أشكال أدب المقاومة
أوضحنا من قبل أن المجتمعات التي تلجأ إلى مقاومة الظلم أو الاستبداد أو الطفل؛ فإنها تستخدم كل الأدوات المتاحة، وبذلك فإن أدب المقاومة يظهر بأنواعه وأشكاله المتعددة حسب الظروف المتاحة، ومن أهم أشكال أدب المقاومة:
الأرشيف
يُعدُّ التسجيل أحد أشكال المقاومة الذي يمكن عن طريقه الحفاظ على التاريخ وحفظ الحقائق بواسطة المجلات والصحف والمخطوطات والصور والمقابلات والتسجيلات، إذ توثق المعلومات والأحداث والأشخاص رسميًّا؛ كي تبقى القضية بملامحها الأساسية دون تشويه أو تزوير، وهو ما يحافظ لها على فكرة المقاومة.
الرواية
كما أن الرواية هي أحد أهم الأشكال الأدبية على الإطلاق، فهي أيضًا أحد أهم أشكال أدب المقاومة، ثم إن الأمر قد يأخذ أكثر من بعد، إذ يمكن للرواية أن تمثل الحل والإلهام، وذلك بصناعة الواقع البديل، وإيجاد الأفكار الجديدة، وهو ما حدث فعلًا من قبل؛ فعلى سبيل المثال كانت رواية (عناقيد الغضب) للكاتب الأمريكي (جون ستاينبيك) سببًا في سعي الطبقة العاملة في الحصول على مزيد من الحقوق والإصلاحات، ويمكن للرواية أن تظهر الظلم والانحياز وعدم المساواة على نحو فني يسمح للقضية بالحضور والانتشار؛ ما يدعم فكرة المقاومة دعمًا كبيرًا.
الأفلام
في عصر الميديا والإنترنت أصبحت الأفلام بأنواعها المختلفة، ولا سيما الأفلام القصيرة والتسجيلية من أهم عناصر أدب المقاومة التي يمكن بواسطتها نقل الرسائل والأوضاع، وشرح وجهات النظر، وإظهار الوجه الآخر للعملة، ومخاطبة عدد كبير من الناس على مستوى المجتمع الدولي، وهو ما يحتاج إلى استخدامه بذكاء وشجاعة لا سيما في التعامل في قضايا، مثل الاحتلال والتهجير وقمع الحريات.
الشعر
دائمًا ما كان الشعر حاضرًا في كل المناسبات والأوقات والظروف، فكيف لا يكون أحد أهم عناصر أدب المقاومة، فهو يستطيع التحرك في كل الاتجاهات، فأدباء المقاومة يكتبون للناس التي تقاوم؛ من أجل تحفيزهم وإلهامهم ويكتبون للعدو، فتصبح القصيدة مسدسًا أو مدفع رشاش أو قنبلة، ويكتبون للمجتمع الدولي كي يتعرف على الظالم والمظلوم، ويكتبون للأصدقاء لكي يدفعونهم إلى التضامن والمشاركة في المقاومة، ويكتبون للتاريخ لكي تعرف الأجيال القادمة عما حدث في أرض المعركة حتى يفرقون بين الظالم والمظلوم ويستطيعون إكمال المسيرة ولا يهملون القضية.
اقرأ أيضًا: الأديب الشاعر مالك حداد.. طائر الحرية وسجين اللغة
أعمال أدبية غيَّرت العالم
حتى لا يكون الكلام عن أدب المقاومة مجرد عبارات فارغة أو مرسلة، ولهؤلاء الذين قد يقللون من قيمة أدب المقاومة، أو قيمة الكلمة عمومًا في تغيير الحياة وإعادة الحقوق ورد المظالم؛ فإننا نعطي بعض الأمثلة بأعمال أدبية استطاعت تغيير العالم، كما تستطيع أعمال أدبية أخرى أن تفعل ذلك:
رواية «كوخ العم تود»
تُعدُّ رواية (كوخ العم تود) للكاتبة الأمريكية (هيريت بيتشر ستو) من أهم الأعمال التي يمكن وضعها ضمن أدب المقاومة لتأثيرها الكبير، إذ استطاعت الرواية التي تناقش معاناة الأمريكيين السود من العبودية أن تغير الواقع، حتى إنها ساعدت في قيام الحرب الأهلية الأمريكية؛ نتيجة الرأي العام الذي أصبح مستعدًّا لإلغاء العبودية والحرب من أجلها.
نُشِرت رواية (كوخ العم تود) عام 1852 وتُرجِمت إلى عدد من اللغات، وحققت الرواية التي انتشرت كثيرًا في أمريكا وبريطانيا أكثر من مليون و300 نسخة من المبيعات، وهي مثال رائع على قوة الكلمة، وقدرة الأدب على الفعل الاجتماعي.
رواية «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية»
تُعدُّ هذه الرواية أيضًا من ضمن أشهر وأقوى الروايات والأعمال الأدبية التي كان لها تأثير كبير على الواقع، إذ كانت الرواية التي كتبها الكاتب الألماني (إيريك ماريا ريمارك) تتناول معاناة أحد الشباب الذين استقطبوا من أجل الدفاع عن الوطن في الحرب العالمية، ليجد الشاب أنه لا يوجد أي وطن أو إنسانية، وهو ما عد الرواية صرخة كبيرة في وجه الزعماء والقادة بأنانيتهم الشديدة وكراهيتهم للسلام وعدم اكتراثهم بالبسطاء.
رواية «أشياء تتداعى»
وهناك في نيجيريا كان أدب المقاومة حاضرًا في هذه الرواية الرائعة التي كتبها (تشنوا أتشيبي) عام 1958 التي تناولت الاحتلال الإنجليزي لنيجيريا، وأظهرت بشاعة المحتل في فرض ثقافته وسرقة خيرات البلاد، ومحاولة محو شخصية الشعوب الأصلية، وقد حققت الرواية نجاحًا كبيرًا وانتشارًا عالميًّا ليس فقط لكونها تتبنى قضية عادلة، وإنما لأنها تحمل جماليات وفنيات الأدب التي يمكن أن نطلق عليها أنها نموذج لأدب المقاومة.
رواية «عناقيد الغضب»
تُعدُّ رواية (عناقيد الغضب) للكاتب الأمريكي (جون شتاينبك) أحد الأمثلة الرائعة على أدب المقاومة الذي يستطيع تغيير الواقع، فهذه الرواية استطاعت فعلًا أن تصنع واقعًا جديدًا، إذ تناولت حقوق العمال والمهاجرين المسلوبة في أميركا في الثلاثينيات من القرن الماضي، إذ نُشِرت الرواية في عام 1939، وقد حصل الكاتب بسببها على جائزة البوليتزر عام 1940.
وكانت الرواية تتحدث عن عائلة فقيرة مهاجرة تلاقي كثيرًا من المتاعب والمظالم، وسلط الكاتب الكاميرا على مخيمات العمال المهاجرين في كاليفورنيا؛ ما لامس الواقع بأسلوب فني رائع الذي جعل رواية عناقيد الغضب تبيع أكثر من 400 ألف نسخة في عام واحد، إضافة إلى ردود الأفعال الهائلة التي أدَّت إلى تغيير القوانين، وطرق التعامل مع العمال والمهاجرين في أمريكا، وهو ما يبرز قيمة أدب المقاومة وقدرة الكلمة على التغيير.
أدب المقاومة العربي
وعلى صعيد الوطن العربي، فإن أدب المقاومة تصاعد مع تصاعد الظلم والقهر والاحتلال، وتجلت تجربة أدب المقاومة العربي مع محاولات الاحتلال الأوروبي لمحو الهوية العربية والثقافة المحلية، فظهرت مدارس من أدب المقاومة العربي، ولعل أبرزها ما ظهر في الجزائر في مرحلة مقاومة الاحتلال الفرنسي، ومحاولة الفرنسيين لمحو الهوية العربية في الجزائر، ومع أنَّ معظم كتاب الجزائر الأوائل من الروائيين كانوا يكتبون باللغة الفرنسية، لكنهم كانوا يستخدمون الأدب منصة للدفاع عن وجودهم وثقافتهم وهويتهم، وهو ما يمكن أن يتجلى في قول الشاعر والروائي الجزائري مالك حداد (اللغة الفرنسية منفاي لذا قررت أن أصمت).
وهكذا ظهر في كل بلدان الوطن العربي من يكتب بغرض المقاومة سواء لإظهار وحشية الاحتلال، أو لشحذ الهمم لمقاومة الظلم، أو حتى للدفاع عن الهوية واللغة والوجود، حتى إن الاحتلال الإيطالي قبض على مجموعة من الشباب الليبي؛ لأنهم قرأوا رواية (العبرات) للمنفلوطي، بل وتطور الأدب وتغيرت مرتكزاته وأهدافه ومواضيعه بتغير نمط العدوان، فقبل حرب أكتوبر كان أدب المقاومة في مصر يدفع باتجاه الحرب واستعادة الأرض ومقاومة المحتل مثلما ظهر في رواية (في بيتنا رجل)، ثم تحول أدب المقاومة للحديث عن التضحيات والمعركة وقيمة الأرض في رواية (الرصاصة لا تزال في جيبي) للكاتب إحسان عبد القدوس.
بينما تغيرت الأغراض بعد معاهدة السلام، فكان أدب المقاومة منصة لمقاومة التطبيع، وهو ما يتجلى في قصة (فتاة من إسرائيل) للروائي والقاص محمد المنسي قنديل.
أما القضية الفلسطينية، فكانت مركز أدب المقاومة العربي التي ضمت أدباء من كافة الأقطار العربية، وكلما طال عمر القضية وزادت وحشية المستعمر وتعددت أوجه النضال؛ كان أدب المقاومة العربي على قدر المسؤولية، فهو تارة يقاوم محو الهوية، وتارة يسجل التاريخ ويُدوِّن الأحداث، وتارة أخرى يدفع في اتجاه المقاومة والموت في سبيل الأرض، ويمثل أدب المقاومة روح البقاء والوجود والنبض العربي الذي يراهن على بقائه بعد فناء العدو في هذا الأدب الذي ضم مئات الأسماء من شعراء وكُتاب وفلاسفة.
نماذج من أدب المقاومة العربي
رواية «رجال في الشمس» غسان كنفاني
تُعدُّ رواية (رجال في الشمس) إحدى علامات أدب المقاومة في مجال الرواية التي أصدرها الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني عام 1963، وقد تناولت الرواية عددًا من الأحداث والتأثيرات الكبيرة التي عانى منها شعب فلسطين منذ النكبة عام 1948، إذ تتبع الرواية مسيرة أربعة أجيال تنتقل بينهم المعاناة وتتغير أشكالها، كما تتناول الرواية الشخصية الفلسطينية وتأثيرات اللجوء على تركيبتها الثقافية والاجتماعية.
رواية «في بيتنا رجل» إحسان عبد القدوس
وفي مصر تُعدُّ رواية (في بيتنا رجل) للكاتب إحسان عبد القدوس من أهم الروايات التي كتبت عن مرحلة ما قبل ثورة 23 يوليو في أثناء مقاومة المصريين للإنجليز والحكم الملكي في الوقت نفسه التي صدرت عام 1957 وتحولت بعد ذلك إلى فيلم عام 1961.
رواية «فتاة من إسرائيل» محمد المنسي قنديل
تُعدُّ قصة فتاة من إسرائيل للكاتب المصري محمد المنسي قنديل أحد أعمال أدب المقاومة التي استهدفت التطبيع في مرحلة ما بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، إذ هدأت طبول الحرب في حين اشتعلت الحرب الثقافية، وتعالت الأصوات التي تنادي بالتطبيع مع إسرائيل، فكانت القصة التي تحولت إلى فيلم بعد ذلك ضربة قوية لأنصار التطبيع، ودليلًا على أن الأدب يستطيع أن ينتصر في معارك على أرض الواقع لا تستطيع البندقية أن تحسمها.
شعراء أدب المقاومة
كذلك كان الشعر حاضرًا كأحد أعمدة أدب المقاومة، بل وكان أكثر أشكال أدب المقاومة حضورًا وجاهزية واستباقًا إلى التأثير في جموع الناس، وهو ما تجلى في كتابات أحمد سامي البارودي في أثناء مقاومة الاحتلال الإنجليزي والثورة العرابية وكتابات إيليا أبو ما ضي وصولًا إلى شعراء القضية الفلسطينية الكبار سميح القاسم ومحمود درويش وعز الدين المناصرة.
أخي، جاوزَ الظَّالمونَ المَدَى فحقَّ الجهادُ، وحَقَّ الفِدا
أنتركهُمْ يَغْصِبونَ العُروبةَ مجدَ الأُبوَّةِ والسؤددا؟
وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السّيوفِ يُجيبونَ صوتاً لنا أو صدى
فجرِّدْ حُسامَكَ من غِمْدِهِ فليسَ لَهُ، بَعْدُ، أن يُغْمدا
أخي، أيُّها العربيُّ الأبيُّ أرى اليومَ موعدَنَا لا الغَدَا
علي محمود طه
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
أبو القاسم الشابي
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى..
أمل دنقل
كفاني أموت على أرضها وأدفن فيها
وتحت ثراها أذوب وأفنى وأبعث عشبا على أرضها
وأبعث زهرة تعيث بها كف طفل نمته بلادي
كفاني أظل بحضن بلادي ترابا وعشبا وزهرة
فدوى طوقان
في القدس.. أعني داخل السور القديم
أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى تصوبني فإن الأنبياء هنا يقتسمون تاريخ المقدس
يصعدون إلى السماء .. ويرجعون أقل إحباطًا وحزنًا
فالمحبة والسلام مقدسان و قادمان إلى المدينة
كنت أمشي فوق منحدر وأهجس كيف يختلف الرواة على كلام الضوء في حجر؟
أمن حجر شحيح الضوء تندلع الحروب؟
محمود درويش
إذا اعتاد الملوك على الهوان فذكرهم بأن الموت دان
ومن صدف بقاء المرء حيا على مر الدقائق والثواني
وجثة طفلة بممر مشفى لها في العمر سبع أو ثمان
أراها وهي في الأكفان تعلو ملاكا في السماء على حصان
.....
نقاتلهم وظلم بني أبينا نعانيه كأن لا نعاني
نقاتلهم كأن اليوم يوم وحيد ماله في الدهر ثان
بأيدينا لهذا الليل صبح وشمس لا تفر من البنان
بيان عسكري فاقرأوه فقد ختم النبي على البيان
تميم البرغوثي
وفي نهاية هذا المقال الذي حاولنا بواسطته توضيح مفهوم أدب المقاومة، وإبراز بعض النماذج العالمية والعربية في ذلك الإطار، نرجو أن نكون قدمنا لك المتعة والإضافة، يُسعدنا كثيرًا أن تُشاركنا رأيك في التعليقات، ومشاركة المقال على مواقع التواصل لتعم الفائدة على الجميع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.