أدب الأطفال قديم منذ الأزل، لكنه لم يدوَّن كما روته الأمهات شفهيًّا بغرض الترفيه عن الأطفال والخطب، مثل تعاليم أمينيموبي في مصر لغرس القيم والأعراف، وقصص كليلة ودمنة في الهند التي قالها الوزير لتعليم أبناء الملك.
اقرأ أيضا كامل كيلاني ( 1897 – 1959 ) رائد أدب الأطفال
أدب الأطفال ليس مستقلًّا بذاته
أدب الأطفال ليس مستقلًّا، بل قد يكون مع الأدب الخرافي أو الحكمة أو الملاحم، أو ضمن حكايات في الروايات الكبرى، مثل: حكايات ألف ليلة وليلة، أو مع بعض القصص الدينية التي تهدف إلى القرائن الأخلاقية حتى تتحسن الروح البشرية منذ الصغر.
ولم تأخذ حكايات الأطفال طريقها إلى الاستقلال إلا في العصر الحديث، متأثرين بحكايات ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة... إلخ.
في الغرب كان الشاعر الفرنسي تشارلز بيرولت أول من كتب مجموعة من قصص الأطفال بعنوان «حكايات الأوزة الأم»، وكان رائدًا في هذا المجال في القرن السابع عشر الميلادي، وأثَّرت تجربته في ألمانيا وإنجلترا.
على مستوى الأدب السرياني، تغلب خلفيات أدب الأطفال في قصة أحيقار الحكيم، حيث يؤدب أحيقار ابنه بعدة حيل، كما يظهر في الروايات الدينية، وفي قصص الرهبان الذين يكلَّفون بتأديب الأطفال وتعليمهم القيم الدينية.
في العصر الحديث كتب عدد من المؤلفين باللغة السريانية الحديثة (السرث) قصصًا وأشعارًا متأثرين بالأدب الغربي، ومنهم لالا تمراز، وعادل دانو، وبنيامين حداد، ومريم نزار.
اقرأ أيضا أدب الطفل التشيكي: حكايات الكلب والقطة.. يوسف تشابيك
مراحل تحديد أدب الأطفال في السريانية
1- المرحلة الأولى
وهي قديمة قدم الإنسانية، وهو ما قالته الأم لأبنائها الصغار، دون تدوينه.
2- المرحلة الثانية
وهي ما كُتب بأدب الحكمة والأمثال لتأديب الشباب وتعليمهم كما في قصة أحيقار.
3- المرحلة الثالثة
وهي بعد انتشار المسيحية واعتماد بعض القصص الواردة في الكتاب المقدس لتعليم الأبناء الأخلاق والسلوك الحميد، التي كتبها الرهبان في القصص للتبشير بالأخلاق وتعليم الأبناء القيم الدينية باللغة السريانية الكلاسيكية.
4- المرحلة الرابعة
وهي المرحلة الحديثة، فبعد السبات والانحطاط اللذين طالا السريانية لعدة قرون، نشأت في القرن التاسع عشر وبدأت محاولات التأليف والكتابة باللغة السريانية الحديثة (السرث) التي هي مزيج من الكلاسيكية السريانية والعربية والتركية، تحاكي المجالات الأدبية المختلفة التي انتشرت وظهرت في العالم.
ومع ما حدث لأدب الأطفال الذي نتحدث عنه، وأصبح مكتفيًا ذاتيًّا دون تدخل من الآداب الأخرى، بدأت المحاولات الأولى لهذا الأدب بالشعر ثم كتابة القصص أو ترجمتها؛ لأن قصص لالا تمراز احتوت على قصة مترجمة بالروسية، وبعض كتابات عادل دانو وبنيامين.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.