محمد يا نعمة الله فيَّ ويا كنزَ حب عظيم الضياءِ
كبرنا معًا تحتَ ظلِّ الحنانِ وشبَّتْ قلوبٌ بنورِ الصفاءِ
شربنا الطفولةَ كأسًا نقيًّا وكانت يداها لنا كالسحابِ
تضمُّك حينًا وتُدني يديَّ فنحيا بنبضٍ كزهرِ الرُّضابِ
تمرُّ الليالي سريعًا علينا ويكبرُ فينا بياضُ المدى
ولكنْ تشاءُ دروبُ الحياةِ تخطّ ابتعادًا يخلّي يدا
فأُبصرُ ظلَّكَ في كلِّ دربٍ وأسمعُ صوتَكَ بينَ الضلوعِ
ولكنني لا أراكَ أمامي فأجّج معنى الفراق ورَوعي
تحدّثْتَ يومًا بصوتِ المحبِّ فكدتُ أحسُّكَ قربَ الضلوعِ
كأنّك تلمسُ وجهي كطفلٍ وترسمُ بالدفءِ قلبَ الشموعِ
أحاديثُنا رغمَ بعدِ المكان تُضيءُ ليالي الحنينِ الكسيرِ
كأنَّكَ تمسحُ دمعي بكفٍّ كأنّيَ أدنو لقلبِ الأميرِ
محمدُ أقبل ولو كنتَ عني بعيدًا، فأنتَ بقلبي قريبُ
وكيفَ تُسافرُ عنّي الديارُ وأنتَ بعيني فأينَ المغيبُ؟
فخُورٌ أنا أنّ ربي اصطفاكَ أخًا ليسَ بالدمِ لكنْ بروحِ
أخًا صادقًا لم تغيرْهُ دربٌ ولم يمحُ وجهَهُ مرُّ الجروحِ
حديثُكَ طُهرٌ وودُّكَ كنزٌ ودينُكَ زادٌ وعزمُك مجدُ
وفيكَ الوفاءُ الذي ما تبدَّلْ وفيكَ الصلاحُ وفيكَ الرَّشَدْ
محمدُ يا هبةَ اللهِ فيّ ويا أجملَ الودّ في كلِّ حينِ
بكيتُ مرارًا وشوقي عظيمٌ وإني لأحيا بذكرى اليقينِ
فأنتَ الذي لم تغيّرهُ دنيا ولم يُبعدِ القلبَ صوتُ المسيرِ
فأسألُ ربي يُباركْ خطاكَ ويُرضيكَ في العمرِ كلَّ المصيرِ
وإن لم يجمّعنا بعدُ اللقاء ففي جنةِ الخلدِ بعدَ العناءِ
نظلُّ أخوّةَ طهرٍ وودٍّ ونحيا بظلِّ إلهِ السماءِ
أحسنت حضرتك كلمات رقيقة معبرة ،
أنا فقدت أخي الحبيب منذ سنة و١٠ أشهر ، وكل لحظة أبكيه
وقد كتبت على تدوينات جوك عن الفقد
رحمة الله عليهو
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.