اليوم موعدنا مع القانون الثالث من قوانين السطوة في سلسلتنا «48 قانونًا للقوة». تحدثنا في المقال السابق عن القانون الثاني «احذر أصدقاءك واستخدم أعداءك»، فهيا بنا إلى القانون الثالث.
اقرأ أيضاً ملخص كتاب "الأب الغني والأب الفقير" وأهم نصائح الكتاب
القانون الثالث من كتاب 48 قانونًا للقوة
أخفِ نواياك
أبقِ الناس في حالة عدم توازن بعدم الكشف عن نواياك من وراء أعمالك، وتكتَّم عن مقاصدها لتُربك من حولك، عندها سيفقدون أي خطط للدفاع، وسيقطعون مسافات بعيدة في الطريق الخاطئ، حتى إذا أفاقوا يكون الأوان قد فات لتعطيلك أو إيذائك.
انتهاك القانون
كان المركيز (دي سفينيه) أحد ضباط البلاط الفرنسي على وشك أن يوقع فتاته المتمردة في شباك حبه بعد أن هام بها حبًّا وعشقًا، بعدما شرع في تشتيت ذهنها عن مراده منها باهتمامها به.
فبدأ في إشعال نار الغيرة في قلبها، وعمد أن تراه محاطًا بأجمل نساء باريس، فَتُنَافِسهُن فيه فتشعُر وكأنها فازت برجل مرغوب من الأخريات وهي من استطاعت أن تخطفه من براثنهن، كان المقصد من كل هذا هو إرباك مشاعرها حتى تبوح له بحبها وتعلقها.
وفي يوم كان المركيز مع الكونتيسة وحدهما في بيتها، فتحوَّل المركيز فجأة إلى رجل آخر خسر كل شيء، حتى إنه خسر حبها ومكانه في قلبها، فقد أطاح بخطته جانبًا وأخذ يد الكونتيسة ليحتضنها ويبوح لها بحبه الذي فاض به قلبه وضاق بكتمانه صدره، فارتبكت الكونتيسة وتحفَّظت وابتعدت، وفي زيارته المقبلة أمرت الخدم أن يخبروه بأنها ليست بالمنزل.
اقرأ أيضاً قراءة وتحميل كتاب نظرية الفستق للكاتب فهد عامر الأحمدي
تفسير قانون اخف نواياك
الإغواء يعتمد على الإيحاء ويفسده التصريح والكلام المباشر. ولكي تدفع من تريد للاستسلام لك عليك أن تربكها بالطريقة الملائمة، بأن تجعل تلميحاتك تحمل أكثر من معنى وتظهر كأنك معجب بامرأة أخرى، ثم توحي لمن تريدها أنك معجب بها هي ثم تعاملها من جديد بتحفظ، هذه الطريقة لا تربك فقط إنما تثير.
عندما باح المركيز بكلمة «الحب» مباشرة تغيَّر كل شيء، لم يعد الأمر مباراة لها تحركات، بل انكشف لها بوضوح أنه كان يغويها، وشعرت الكونتيسة بالامتهان والتلاعب والتقليل من شأنها، وانغلق بينهما الباب ولم يعد من الممكن أن ينفتح مرة أخرى.
اقرأ أيضاً ملخص كتاب "كيف تصبح إنساناً؟" للدكتور شريف عرفة.. أحداثه واقتباساته
مراعاة القاعدة.. قصة أوتو فون بسمارك
في عام 1805 خطب (أوتو فون بسمارك) أحد نواب برلمان بروسيا العاجزة أمام حربها ضد النمسا، خطابًا يسترضي به النمساويين الأقوياء، جاء في خطابه: «اللعنة على كل من يشعل حربًا بلا سبب يبرر الخسائر الفادحة على الشعب الكادح».
وقد أثارت هذه الكلمات دهشة شعبه وقادة بلاده؛ فقد ألقاها في وقت ذروة التحمس للحرب، في الوقت الذي عُرِف فيه (بسمارك) نفسه بالقوة والوطنية كونه رجلًا عسكريًّا كان يرى في الحرب الشرف والكرامة.
بل الأغرب أنه أثنى على النمسا ودافع عن أفعالها، كان هذا ضد ما يؤيده ويؤمن به. وأتى موقف (بسمارك) المناهض للحرب ثماره على الفور، فقد عينه ملك بروسيا -وكان ممن يناهض الحرب بدروه- وزيرًا ثم رئيسًا للوزراء، ومن موقعه هذا قاد بلاده وملكه للحرب ضد النمسا وسحقها.
تفسير القاعدة
كان (بسمارك) يرى أن بروسيا لم تتأهل بعد لخوض حرب ضد النمسا، فعمد إلى التضليل وخدع بلدًا بِرُمَّته، واستطاع أن يقفز فوق المناصب، ما مكَّنه من تنفيذ خطته وفرض هيمنته وسطوته. كان (بسمارك) حقًّا من أمهر السياسيين.
فالصراحة والعفوية يجعلانك واضحًا ومقروءًا للآخرين، ويستحيل بعدها أن تجني منهم الاحترام والهيبة، وهما شرطان أساسيان لاكتساب السطوة. اظهر كأنك ترغب شيئًا لا يعنيك في الواقع، ويخفي مسارك الحقيقي، وسوف تجد أعداءك يركِّزون عليه ويتلهون به ويرتكبون كل الأخطاء في حساباتهم وتوقعاتهم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.