يقولون إن أعمال الجريمة تزدهر دائمًا وتتطور كل يوم، ومن المتوقع أن تصل الخسائر الناتجة عن الجرائم الإلكترونية إلى 10.5 تريليون دولار بحلول عام 2025، ليس هذا غريبًا، ففي السنوات العشر الماضية، ازدادت الفيروسات والبرامج الخبيثة ودمرت عددًا كبيرًا من أجهزة الكمبيوتر، ونتيجة لهذه الهجمات الإلكترونية؛ دُمرت ملفات عدة.
وسُربت كثير من البيانات، وسُرقت أموال كثيرة، وتحولت إلى تجارة مربحة تعتمد على الابتزاز، دعونا في هذا المقال نلقي نظرة على بعض من هذه الفيروسات، التي أصابت كثيرًا منا بالفزع والرعب.
اقرأ أيضًا فيروسات الحاسوب وأنواعها
فيروس أحبك
عمل فيروس I LOVE YOU الذي أنشأه طالب جامعي في الفلبين يُدعى أونيل دي جوزمان عام 2000، نظرًا لافتقاره إلى الأموال، فقد أقبل على تدمير كثير من أجهزة الكمبيوتر لسرقة كلمات المرور، حتى يتمكن من تسجيل الدخول إلى الخدمات عبر الإنترنت التي يريد استخدامها مجانًا.
كان ذلك عن طريق إرسال «رسالة حب» وهمية، أرسل هذا المهاجم نسخًا من نفسه إلى كل عنوان بريد إلكتروني في قائمة جهات اتصال الجهاز المصاب، وبعد وقت قصير من إصداره في 4 مايو، انتشر إلى أكثر من 10 ملايين جهاز كمبيوتر.
ويعد I LOVE YOU أحد أكثر فيروسات الكمبيوتر فتكًا على الإطلاق، فقد تمكن من إحداث فوضى في أنظمة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم، مع ما يقرب من 10 مليارات دولار من الأضرار.
ويُعتقد أن 10% من أجهزة الكمبيوتر في العالم مصابة بسببه، كان الأمر سيئًا للغاية، حتى إن الحكومات والشركات الكبيرة أوقفت نظام البريد الخاص بها لمنع العدوى.
اقرأ أيضًا كيف نقي أنفسنا من فيروسات الحاسوب؟
فيروس Mydoom
هذا الفيروس الذي يدعى Mydoom، هو أسوأ تفشي لفيروسات الكمبيوتر في التاريخ، فقد تسبب في أضرار تقدر بنحو 38 مليار دولار في عام 2004، لكن تكلفته المعدلة حسب التضخم تبلغ 52.2 مليار دولار، تُعرف هذه البرامج الضارة أيضًا باسم Novarg.
وهي تقنيًا "دودة" تنتشر عن طريق البريد الإلكتروني الجماعي، وفي مرحلة ما، كان فيروس Mydoom مسؤولًا عن 25% من جميع رسائل البريد الإلكتروني المرسلة.
كشط فيروس Mydoom العناوين من الأجهزة المصابة، ثم أرسل نسخًا منه إلى تلك العناوين، وأيضًا جمع تلك الأجهزة المصابة في شبكة من أجهزة الكمبيوتر تسمى شبكة الروبوتات، التي نفذت هجمات رفض الخدمة الموزعة، كانت هذه الهجمات تهدف إلى إغلاق موقع ويب أو خادم مستهدف.
لا يزال Mydoom موجودًا حتى اليوم، ويُنشئ 1% من جميع رسائل البريد الإلكتروني للتصيد الاحتيالي، هذا ليس بالأمر الهين بالنظر إلى 3.4 مليار من رسائل التصيد الاحتيالي التي تُرسل كل يوم، من طريق هذا الرقم، اكتسب Mydoom حياة خاصة به.
فقد أصاب ما يكفي من الآلات ضعيفة الحماية لإرسال 1.2 مليار نسخة من نفسه سنويًّا، بعد 16 عامًا من إنشائه، وعلى الرغم من تقديم مكافأة قدرها 250 ألف دولار، لم يُقبض على مطور دودة الكمبيوتر شديدة الْخَطَر هذه.
اقرأ أيضًا كيف يمكن حماية جهاز الكمبيوتر من الفيروسات؟
فيروس سوبيج
فيروس الكمبيوتر Sobig 2003، هو في الواقع دودة أخرى، إنه الثاني بعد فيروس Mydoom، فقد تسسبب في أضرار بنحو 30 مليار دولار لعدد من دول العالم، بما في ذلك كندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا القارية وآسيا.
وإطلاق عدة إصدارات من الدودة في تتابع سريع، تسمى Sobig.A حتى Sobig.F، مع Sobig.F كونها الأكثر ضررًا.
تنكر هذا البرنامج المجرم الإلكتروني في صورة برنامج كمبيوتر شرعي متصل برسائل البريد الإلكتروني، وعطَّل إصدار التذاكر في طيران كندا، وعلى الرغم من الضرر الواسع النطاق، لم يتم القبض على منشئ هذا الفيروس.
اقرأ أيضًا أنواع الفيروسات الإلكترونية وطرق تجنبها.. معلومات لا تفوتك
فيروس Klez
يحتل Klez المرتبة الثالثة في قائمة أسوأ فيروسات الكمبيوتر على الإطلاق، مع خسارة تقترب من 20 مليار دولار من الأضرار المقدرة، ولما لا وهو قد أصاب نحو 7.2% من جميع أجهزة الكمبيوتر في عام 2001، أو 7 ملايين جهاز كمبيوتر شخصي، فقد أرسلت دودة Klez رسائل بريد إلكتروني مزيفة.
ضع في اعتبارك أنَّ Windows قطع شوطًا طويلًا منذ أن وصلت معظم فيروسات الكمبيوتر في هذه القائمة إلى الويب، ولحسن الحظ أن الحماية المضمنة مع Microsoft Defender موجودة دائمًا على مدار الساعة.
اقرأ أيضًا أشهر طرق تهكير الأجهزة الإلكترونية.. كيف تحمي جهازك من الاختراق؟
فيروس زيوس
فيروس الكمبيوتر زيوس، هو أداة سرقة عبر الإنترنت ظهرت على الويب عام 2007، وكان وراء 44% من جميع هجمات البرامج الضارة المصرفية.
كانت Zeus botnet مجموعة من البرامج التي عملت معًا للاستيلاء على الأجهزة الخاصة بـ"برنامج الروبوت الرئيس" عن بُعد، ونشأت في أوروبا الشرقية، واستخدمت لتحويل الأموال إلى حسابات بنكية سرية، وقُبض على أكثر من 100 من أعضاء عصابة الجريمة وراء الفيروس، معظمهم في الولايات المتحدة.
تسبب زيوس في أضرار موثقة بلغت 100 مليون دولار، لكن التكلفة الحقيقية للإنتاجية المفقودة والإزالة والسرقة غير الموثقة هي بلا شك أعلى بكثير، فهي قد تصل إلى 3 مليارات دولار، المعدل للتضخم، يضع هذا الفيروس بتكلفة 3.7 مليار دولار بدولارات اليوم.
فيروس Code Red
لوحظ أول مرة هذا الفيروس في عام 2001، كان فيروس الكمبيوتر Code Red دودة أخرى اخترقت 975 ألف جهاز، وعرضت عبارة "اخترق الصينيون!" عبر صفحات الويب المصابة، وكان عملها الكامل في ذاكرة كل جهاز، وفي معظم الحالات.
لم يترك أي أثر في محركات الأقراص الثابتة أو وحدات التخزين الأخرى، وبلغت أضراره المالية 2.4 مليار دولار.
فيروس سلامر
تكلف أضرار فيروس أو دودة SQL Slammer ما يقدر بـ750 مليون دولار عبر 200 ألف مستخدم للكمبيوتر في عام 2003، وأصابت دودة Slammer البنوك في الولايات المتحدة وكندا خاصة، فقد جعلت أجهزة الصراف الآلي غير متصلة بالإنترنت في عدة مواقع.
ووجد عملاء بنك التجارة الإمبراطوري في تورونتو أنفسهم غير قادرين على الوصول إلى الأموال، وظهر الهجوم برأسه القبيح مرة أخرى في عام 2016، حيث انطلق من عناوين IP في أوكرانيا والصين والمكسيك.
فيروس ساسر
صمم فيروس دودة ساسر طالب علوم كمبيوتر ألماني يبلغ من العمر 17 عامًا يُدعى سفين جاشان، واعتقل عن عمر يناهز 18 عامًا عام 2004، بعد دفع مكافأة قدرها 250 ألف دولار لمنشئ فيروسات الكمبيوتر أخبر صديق لجاشان السلطات أن الشاب لم يكتب فقط دودة ساسر، ولكن أيضًا صنع هجوم Netsky.AC المدمر.
دمرت دودة ساسر ملايين من أجهزة الكمبيوتر، وعلى الرغم من أن بعض التقارير أشارت إلى أن الأضرار بلغت 18 مليار دولار؛ فإن معدل الإصابة منخفض نسبيًّا.
لك أن تعرف أنه يؤكد الخبراء أنه لا توجد وسيلة تكفل حماية الأجهزة الخاصة بنا بنسبة 100% من خطر الفيروسات، ولكن لا بد من الالتزام بالقواعد التي تقلل من احتمالات الخطورة، مثل تجنب الملفات أو الروابط المرفقة برسائل البريد الإلكتروني من مصادر مجهولة.
ولا بد طبعًا من ضرورة تحديث أنظمة التشغيل وجميع البرمجيات الموجودة على الكمبيوتر باستمرار، خاصة برامج مكافحة الفيروسات حتى لا نقع فريسة سهلة لتلك البرامج الخبيثة.
ختامًا، إذا كنت عزيزي قارئ المقال، قد تعرضت يومًا ما لهجمات إلكترونية من تلك الفيروسات، فنريد أن تشاركنا أي واحد تعرضت له، وكيف تفاعلت مع الوضع؟ نحن بانتظار رأيك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.