عندما يتعلق الأمر بالحشرات اللاسعة، فإن الدبابير هي من أكثر المخلوقات التي يخشاها البشر. وعلى نقيض النحل الذي لا يستطيع اللدغ إلا مرة واحدة، فإن معظم الدبابير تستطيع اللدغ مرات عدة، فتحقن سمًّا مؤلمًا مع كل ضربة.
اقرأ أيضًا وسائل محاربة النمل في البيت
أخطر أنواع الدبابير
لا يتطلب الأمر حتى لدغة أشد أنواع الدبابير خطورة في العالم لتسبب ردود فعل تحسسية شديدة أو حتى تؤدي إلى الوفاة. سواء كنت تتعامل مع مستعمرات عدوانية من الدبابير الاجتماعية أو الدبابير الانفرادية القوية، فإن هذه الحشرات لها قوة كبيرة بلسعاتها السامة.
- الدبور الآسيوي العملاق (Vespa mandarinia)
يُعرف الدبور الآسيوي العملاق باسم "الدبور القاتل"، وهو مشهور بلدغته المؤلمة على نحو لا يُصدق وحقيقة أنه يمكن أن يكون مُميتًا.
توجد هذه الدبابير السوداء والبرتقالية المذهلة على نحو أساسي في شرق آسيا، ولها لدغات كبيرة شائكة قادرة على حقن سم قوي يمكن أن يُسبب تلف الأعضاء، وفي بعض الحالات الموت.
تُعدُّ لسعات الدبابير الآسيوية العملاقة شديدة الخطر خاصة على أولئك الذين يعانون ردود فعل تحسسية، ويمكن لسُمِّها أن يدمر خلايا الدم الحمراء. لسعة واحدة مؤلمة، لكن اللدغات المتعددة -غالبًا من الدبابير العاملة التي تدافع عن عش الدبابير- يمكن أن تكون قاتلة.
- السترة الصفراء (فيسبولا)
تُعدُّ الدبابير الصفراء من أكثر الدبابير عدوانية، وهي مسؤولة عن عدد كبير من اللدغات في جميع أنحاء العالم. يمكن التعرُّف على هذه الدبابير عن طريق أجسامها المخططة باللونين الأسود والأصفر ومظهرها المدمج الانسيابي، وهي سريعة في الدفاع عن أعشاشها ويمكنها أن تلسع مرات عدة بسبب لسعتها الناعمة.
يُسبِّب سم الدبابير الصفراء ألمًا شديدًا. وبالنسبة لأولئك الذين يعانون الحساسية، فإن لدغة واحدة فقط يمكن أن تؤدي إلى رد فعل شديد أو الموت. وهي شديدة الخطر لا سيما في أواخر الصيف والخريف عندما تكون مستعمراتها أكبر حجمًا -ويصبح الطعام نادرًا- ما يجعلها أكثر دفاعية وعرضة للهجوم.
- صقر العنكبوت (Pepsis formosa)
يُعرف صقر العنكبوت -وهو دبور كبير ولافت للنظر بجسم معدني أسود مزرق وأجنحة برتقالية زاهية- بأنه يسبب واحدة من أكثر اللدغات إيلامًا في عالم الحشرات. كان يُطلق عليه سابقًا "دبور العنكبوت"، ثم غُيِّر اسمه لإظهار فريسته الأساسية: العناكب.
تتغذى صقور العناكب البالغة في المقام الأول على الرحيق، ما يجعلها ملقحات فعالة، مع أنَّها معروفة بصيد العناكب لتوفير الغذاء لصغارها.
تشل الإناث العناكب بلسعها، ثم تسحب العنكبوت إلى جحر وتضع بيضة عليه، ما يضمن ليرقاتها مصدرًا للغذاء الحي. ومع أنَّ لدغتها ليست قاتلة للإنسان عادةً، لكنها تُعدُّ على نطاق واسع واحدة من أكثر لسعات الحشرات إيلامًا على هذا الكوكب.
- دبور الورق (بوليستيس)
الدبابير الورقية هي دبابير اجتماعية نحيلة، وعادةً ما يكون لون أجسامها بنيًا محمرًا أو أسود بعلامات صفراء. تبني هذه الدبابير الاجتماعية أعشاشًا مفتوحة على شكل مظلة مصنوعة من مادة تشبه الورق، وغالبًا ما توجد تحت أفاريز المنازل أو في المناطق المحمية.
مع أنَّ الدبابير الورقية أقل عدوانية بوجه عام من الدبابير الصفراء، لكنها تلسع إذا شعرت بأن عشها مهدد، وقد تكون لدغاتها مؤلمة للغاية. يمكن أن يسبب السم الناتج عن لدغات الدبابير الورقية ردود فعل تحسسية لدى بعض الأفراد، ما يؤدي إلى التورم والألم، وفي الحالات الشديدة، الحساسية المفرطة.
- دبور المحارب (سينويكا)
تشتهر الدبابير المحاربة التي يمكن التعرف عليها عن طريق أجسامها المعدنية ذات اللون الأزرق الداكن، بلسعتها الشديدة وتكتيكاتها الدفاعية العدوانية.
يكسبون اسمهم من صوت الطبل الذي يصدرونه، حيث يضربون بطونهم على نحو إيقاعي في انسجام للتحذير من التهديدات المحتملة - وهو سلوك مخيف وفريد من نوعه.
غالبًا ما تقارن لسعتها بلسعة نملة الرصاص، فقد تسبب ألمًا شديدًا وحرقًا وتورمًا. تتمتع الدبابير المحاربة بالقدرة على اللدغ مرات عدة، وتحقن السم الذي يمكن أن يسبب إزعاجًا طويل الأمد، ما يجعلها واحدة من أكثر الحشرات اللساعة رعبًا.
- الدبور أصلع الوجه (Dolichovespula maculata)
على الرغم من اسمها، فإن الدبابير ذات الوجه الأصلع هي في الواقع نوع من الدبابير الصفراء. هذه الدبابير اللافتة للنظر سوداء اللون مع علامات بيضاء مميزة على وجهها وبطنها، ما يمنحها مظهرها "الأصلع".
تشتهر هذه الدبابير بطبيعتها العدوانية، فتدافع بشراسة عن أعشاشها الكبيرة الشبيهة بالورق التي غالبًا ما تُبنى في أعالي الأشجار.
إن لسعتها مؤلمة، ويمكن أن يسبب سمها تورمًا وحكة حتى ردود فعل تحسسية جهازية لدى بعض الأشخاص. وعلى نقيض النحل، يمكن للدبابير ذات الوجه الأصلع أن تلسع مرات عدة، وسلوكها الدفاعي المتفشي يجعلها شديدة الخطر بوجه خاص من حيث الأعداد.
- الدبور الأوروبي (فيسبا كرابرو)
الدبور الأوروبي من أكبر أنواع الدبابير في أوروبا، يمكن التعرُّف عليه بواسطة رأسه وصدره البني المحمر، مع بطن مخطط باللونين الأسود والأصفر. يُعرَف بلدغته القوية، وهو أقل عدوانية عامة من أنواع الدبابير الأصغر حجمًا، ولكنه يهاجم إذا تعرض للتهديد أو الإزعاج بالقرب من عشه.
يُمكن أن يسبب سم الدبابير الأوروبية ألمًا شديدًا وتورمًا وردود فعل قد تهدد الحياة لدى الأفراد المصابين بالحساسية. ومن المُثير للاهتمام أن هذه الدبابير ماهرة أيضًا في البحث عن الطعام ليلًا، على عكس معظم الدبابير، وهو ما يُميزها عن أقاربها من الدبابير الأخرى.
-
دبور الورق الأوروبي (Polistes dominula)
الدبابير الورقية الأوروبية هي نوع غازي في عدد من المناطق وهي معروفة بدفاعها العنيف عن أعشاشها. يمكن التعرُّف عليها عن طريق جسمها النحيف المخطط باللونين الأسود والأصفر، ولديها لدغة مؤلمة تفرز السم، وغالبًا ما تسبب تورمًا وردود فعل تحسسية لدى الأفراد الحساسين. -
الزيز القاتل (Sphecius speciosus)
إن حشرات السيكادا القاتلة دبابير كبيرة منعزلة ذات أجسام سوداء وعلامات صفراء وأجنحة حمراء، ما يجعلها مثيرة للإعجاب ومرعبة في مظهرها. ومع أنَّها ليست عدوانية، لكنها قادرة على إحداث لدغة مؤلمة إذا تم استفزازها. -
الدبور الأسود الكبير (Sphex pensylvanicus)
الدبور الأسود الكبير هو دبور كبير منعزل له جسم أسود أنيق وأجنحة زرقاء لامعة، ما يمنحه مظهرًا مذهلًا. يُعرف هذا الدبور بلسعته القوية، وهو غير عدواني تجاه البشر، لكنه يلسع إذا تم لمسه أو تهديده.
اقرأ أيضًا 6 فوئد مذهلة لزيت النمل.. تعرف الآن
الدبابير مقابل الدبابير: الاختلافات والتشابهات
تتشابه أنواع الدبابير في عدد من الأمور، كونها تنتمي جميعها إلى عائلة Vespidae، وهي معروفة بقدرتها على اللدغ مرات عدة (على عكس النحل)، ويمكن أن تكون عدوانية في الدفاع عن أعشاشها. الدبابير كائنات مفترسة وتؤدي دورًا مهمًّا في السيطرة على أعداد الآفات.
ومع ذلك، يكمن الاختلاف بين أنواع الدبابير الرئيسية في التصنيف والمظهر؛ فمثلًا، دبابير فيسبا تتميز بحجم أكبر وقوة أكبر مقارنةً بأنواع الدبابير النموذجية مثل السترات الصفراء والدبابير الورقية. غالبًا ما تكون أجسام هذه الدبابير أكثر سمكًا وتنتج سمًّا أقوى، ما يجعل لدغاتها أشد إيلامًا.
إضافة إلى ذلك، تميل بعض أنواع الدبابير إلى التعشيش في أمكنة مرتفعة مثل قمم الأشجار، في حين قد تستخدم بعض الأنواع الأخرى جحورًا أرضية أو مواقع حضرية. وعلى الرغم من التشابه في السلوك الدفاعي، لكن بعض الأنواع تُظهر عدوانية أكبر وتكون أكثر إقليمية، ما يجعلها تمثل تهديدًا أكبر عند مواجهتها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.