ترى كثيرًا من القصص التي لم تفارق أرفف المكتبات، ولهذا عدد من الأسباب، ومنها سوء التسويق للقصة أو أنها موجودة في رف من الرفوف التي لا تقع أمام أعين الزائرين.
ولكننا نقصد في هذا المقال التحدث عن أمر أساسي داخل القصة ذاتها، إنها أخطاء يجب تجنبها في كتابة القصة.
عند التحدث عن الأخطاء التي يجب أن تتجنبها من أجل كتابة قصة قصيرة ناجحة، فقد تفكر في أسئلة عدَّة، ومنها، هل توجد فعلًا أخطاء تحدث في أثناء كتابة القصة؟ هل للقصة قواعد معينة حتى نتمكن من كتابتها؟ هل كتابة القصة هي أن أسكب ما في عقلي من أفكار دون ترتيب؟ كلها أسئلة تجد لها سبيلًا في ما يلي.
أخطاء يجب تجنبها في كتابة القصة
يبحث عن هذه الأخطاء كل الكتَّاب الذين لديهم خبرة محدودة في كتابة القصة، أو المبتدئون الذي يكتبون القصة القصيرة للمرة الأولى.
ويتحتم عليك بصفتك كاتبًا مبتدئًا أو حتى كاتبًا محترفًا أن تتعرف على هذه الأخطاء وتكون نصب عينيك، حتى لا تقع فيها في أثناء كتابة القصة وحتى في بدايتها، ونبدأ مع أول كلمات القصة ذاتها.
بداية غير موفقة
يلتصق القارئ بأحداث القصة ويتجاوب معها ويكون جزءًا منها بفضل البداية القوية، فإن كانت البداية باهتة بلا طعم ولا لون ولا رائحة فاطمئن يا صديقي العزيز، فقد كتب على قصتك الفشل ولن يكمل القارئ أي سطر آخر في القصة.
يجب أن تسحر القارئ بأسلوبك الخاص في البداية، لذا حاول أن تبدأ بداية صادمة، ومن الممكن أن تبدأ بحادث مستقبلي في أحداث القصة أو بالحدث الأخير في القصة، لكي يتتبع معك القارئ باقي الأحداث ليعرف ماذا يحدث بعد ذلك.
قصة غير مرتبة
عندما تكتب القصة، يتحتم عليك أن تتعرف على عناصرها أولًا، وتتلخص عناصر القصة القصيرة في كتابة المقدمة، وهي تلك التي تحدثنا عنها في السطور السابقة.
ثم تدخل بعد ذلك في الصراع وهي الأمور المتضادة بين أبطال القصة، ثم تأخذ الصراع إلى الذروة وبعد ذلك نصل إلى النهاية التي سيكون بها الحل.
ولا يهم أن تنتهي القصة نهاية سعيدة أو حزينة، المهم أن تنتهي نهاية متسقة مع أحداث القصة لتكون مرضية بالنسبة للقارئ الذي كتبت القصة في الأساس من أجله.
إهمال هوية البطل
يقصد بهوية البطل الماضي الخاص به، وهي تلك الأحداث التي حدثت له في الماضي وكان لها الأثر البالغ في سلوكه وتصرفاته في أحداث القصة، فيجب أن يعرف القارئ لماذا يتصرف البطل بهذا الشكل ولا تكون تصرفاته مفاجئة بالنسبة له.
ومن الممكن أن تكشف عن هوية البطل في بداية القصة أو في أي مرحلة من مراحلها وليست المرحلة الأخيرة بالطبع، لذا حاول انتقاء الوقت الذي تفصح فيه عن هوية البطل بما يخدم الحبكة الدرامية الخاصة بها.
وكذلك الحال بالنسبة لباقي أبطال القصة، فيجب أن تعطي على الأقل نبذة صغيرة عن الهوية الماضية لكل بطل، بحيث يتمكن القارئ من التفاعل بعواطفه ومشاعره مع هؤلاء الأبطال، إذ تدعم الهوية الخاصة بشخصيات القصة قوة التفاعل العاطفي معها سواء بالحب أو الكره.
الكتابة بطريقة مباشرة
يلجأ بعض الكتاب -ولا سيما الكتَّاب المبتدئين- إلى الكتابة بطريقة مباشرة عن الأحداث ووصفها وسرد كل تفاصيلها بأسلوب واضح وصريح، وقد يصلح هذا الأسلوب في بعض أنواع القصص أو بعض أنواع الأحداث بها، ولكنها قد تكون في غالب الأحيان أسلوبًا غير جيد، إذ تفرق هذه الجزئية بالتحديد بين الكاتب الهاوي المبتدئ وبين الكاتب المحترف المتمرس.
لا يريد القارئ أن تصف له اللوحة، بل اجعله جزءًا منها، لا تقل له إن الطفل يتأرجح على الأرجوحة، بل قل له إن الطفل يرتفع إلى أعلى حتى كادت أرجله تلامس السماء، ثم يهوي بسرعة على الأرض وكأنه سيحفرها، وبهذه الطريقة وغيرها سوف تجعل القارئ جزءًا من الحدث وليس مجرد عابر سبيل عليه.
ما الذي يجعل القصة جيدة؟
يوجد عدد من الجوانب التي يمكنك الاهتمام بها لكي تخرج القصة، ومنها البعد عن أخطاء يجب تجنبها في كتابة القصة وما ذُكر في الفقرة السابقة جزء من كل، إذ يوجد كثير من الأخطاء التي يمكن أن تكتشفها ومن ثم تتمكن من تجنبها، ولكننا في هذه الفقرة نريد أن نشير بوضوح إلى جانب مهم بدونه لا يمكن للقصة القصيرة أن تكون بجودة تليق بالقارئ المستهدف من كلماتها، ويبقى السؤال ما الذي يجعل القصة جيدة؟
يجب علينا أن نركز على الفكرة وموضوع القصة، فلا توجد قصة قصيرة دون موضوع، وهنا يجب عمل جلسات من العصف الذهني لنستخلص منها الفكرة التي ستبنى عليها أحداث القصة، وكذلك مجموعة أخرى من الأفكار التي تسمى الأفكار الفرعية التي ستكمل بها الفكرة الرئيسة.
ولا تنسَ أن تشد انتباه القارئ من اللحظة الأولى، وكن على علم، أن عامل التركيز على الفكرة قادر على جذب انتباه القارئ.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.