هل سبق لكِ عزيزتي أن دخلتِ في علاقة بشاب من المستحيل أن تنتهي بالزواج، على الرغم من حبك له؟ وقد يكون السبب بُعد المسافة أو تباعد المستوى المادي والاجتماعي والثقافي حتى الفكري، أو عدم تبادل هذا الشاب الحب معكِ. وأنت أيضًا عزيزي هل سبق لك أن تعرفت على فتاة وأُغرمت بها ولكن باءت العلاقة بالفشل لتلك الأسباب التي ذكرتها في السابق أو لأسباب أخرى؟
أحب أن أخبركما أنكما لم تحبا كلا الطرفين على الإطلاق! ماذا؟! كيف؟ مستحيل! أسمع هذه الكلمات التي تدور بخواطركم الآن وأفهمها جيدًا، ولكن هذه هي الحقيقة على أي حال، أنتم تعانون من (متلازمة الحب المستحيل).
متلازمة الحب المستحيل
هي باختصار فتاة أو شاب يبحثان عن علاقات يدركون أنها فعلًا لن تنجح ولن تنتهي بالزواج، ولكن هذا هو هدفهم، هذه هي الغاية، هم لا يريدون الزواج، هم يتهربون منه، لديهم عقدة الزواج. ولكن كيف وهم يبحثون عن الدخول في علاقة وهم حقًّا يريدون الزوج أو يتخيلون أنهم فعلًا يريدون الزوج؟ لأنهم باختصار لا يدركون أن قرار الهروب من الزوج هو قرار اتُّخذ في العقل غير الواعي من سنوات بعيدة، قد يكون من عهد الطفولة. ولكن ما سبب هذا القرار؟!
اقرأ أيضًا: ما تعريف الحب؟ وما علاماته؟
أسباب متلازمة الحب المستحيل
تخيل معي عزيزي القارئ/ عزيزتي القارئة طفلًا أو طفلة نشأ في بيت غير سوي مع أب وأم غير متفاهمين لا يملكون لغة تواصل مشتركة، نتج عنها تخوف هذا الطفل من الزواج.
فتاة سمعت كثيرًا وكثيرًا عن علاقات زوجية فاشلة ممتلئة بالمشكلات والعقبات والصعوبات، فاتخذت قرارًا بعدم الزواج، وبدأت في تنفيذ هذا القرار بغير وعي. ولكن ما أذكي وأمهر طريقة لتنفيذ هذا القرار؟ باختيار شاب والتقرب له! ولكن هذا الشاب لديه ظروف معينة، مثلًا متزوج ولديه أطفال، أو من ديانة أخرى، أو يكبرها في السن بكثير، أو هو قد يكون غير مستعد أو راغب في الدخول معها في علاقة زواج. أو العكس شاب يبحث عن فتاة لديها عقبات تمنعه من الزواج بها.
على أي حال هذه هي لعبة (الحب المستحيل) لعبة في منتهى الذكاء والغباء في الوقت ذاته، لعبة ممتلئة بالألم والحزن. والمؤلم أكثر من ذلك هو أنه قد يكون الطرفان يلعبان اللعبة ذاتها، ويتمسكان ببعضهما بعضًا على نحو أشبه بالهستيريا.
أيضًا صاحب عقدة الهروب من الزواج والالتزام هو إنسان لديه احتياجات نفسية وعاطفية من الود والحب والاهتمام، فيدخل في هذه اللعبة لتفريغ احتياجاته.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الحب والعشق وتعريف كل منهما
لعبه الهستيريا
لعبة (الحب المستحيل) لعبة أشبه بأعراض الهستيريا. مثل الشخص الذي كبت مشاعر الغضب والقهر، فقرر عقله أن يشل يديه مؤقتًا، فيكون أمام ذاته فعل ما يجب أن يفعله، ولكن عدم تحريك يديه هي التي منعته من اتخاذ حقه، أو مثل الشخص الذي يريد الصراخ بصوت عالٍ ليعبر عن غيظه وغضبه، فيقرر عقله أن يكتم صوته ويشل لسانه، ويكون أيضًا قد فعل ما بوسعه.. إنها وسيلة نفسية دفاعية مفيدة جدًّا ولكن في وقتها فقط.
الأكثر ألمًا من هذه اللعبة أن نستمر فيها أولًا ونصدقها ثانيًا، ونسمح لأنفسنا ومخاوفنا أن تؤذينا أو تؤذي من حولنا.
استيقظ ولا تسمح لذاتك أن تلعب هذه اللعبة أو أن يلعبها أحد معك.
أحسنت النشر بالتوفيق
❤️❤️❤️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.