قد يرى البعض الكلمات مجرد حروف مصفوفة أو كلمات لا طائل منها خاصة في زمننا هذا، لكن في الحقيقة كل كلمة تحمل مشاعر معينة وأحاسيس خفية، أحاسيس دافئة.
إنه زمن ضاعت فيه الصداقة وغاب فيه الوفاء والأمانة، زمن فقدت فيه المشاعر قيمتها، وغادرت قلوب الكثيرين إلا القليل منهم.
أصبح الناس منغلقين ومديرين ظهورهم لبعضهم البعض، يلبسون قناع الاهتمام والحب لإخفاء تلك الحقيقة المُرَّة، إخفاء ملامح الوحدة والحزن وتجاعيد الغضب والشقاء، آملين أن يختفي شبح البؤس من حياتهم.
قليلٌ جداً من يعبِّر عن أحاسيسه ويخرج من تلك القوقعة المغلقة، وينظر إلى الحياة بتفاؤل وسعادة إلى الغد القادم.
من الجميل أن يكون الإنسان متفائلاً، من بين كل تلك المشاعر لنبدأ بالصداقة..
الصداقة شعور حلو يجمع بين شخصين على الوفاء والأخوة، للأسف ضاعت الصداقة بين غدر خائن ومصلحة منافق، لكنها لا زالت محفورة في القلوب النقية والصافية التي تعرف قيمة الإحساس بهذا الشعور وتُقدره حق قدره.
من منا لم يمر بتجربة مماثلة حيث التقى بشخص يشبهه وكأنه نفسه، يحسان مثل بعضهما البعض، ويُقَدِّران مشاعر الصداقة التي تربط بينهما.
قد يحبان نفس المواضيع ويتفقان على نفس القرارات، وقد يذكران ذات الكلام في وقت واحد.
الناس كثيرون ومن نسميهم أصدقاء كثيرون أيضاً، لكن صديقاً نادراً واحداً فقط أو عدداً قليلاً جداً لا يتجاوز أصابع اليدين من سيكونون إلى جانبنا وقت الشدة، ويحبوننا رغم عيوبنا أو مظهرنا.
اليوم تحدثت في أول مقال لي عن شعور أو إحساس الصداقة، شعورٍ تناسيناه وفضلنا عليه علاقات المصالح والاستغلال أو الصداقة المؤقتة المبنية على المنفعة.
الصداقة شعور سامٍ وعلاقة إنسانية لا يجب الاستغناء عنها هكذا، اهتموا بأصدقائكم ولو بابتسامة وشعور صادق.
Jun 24, 2022
هذه بداية سلسلة أحاسيس ناركيسوس
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.