أثر العقاب والثواب في تعليم اللغة العربية في نيجيريا

القداسة التي نالتها العربية على أيدي معلمي اللغة العربية في نيجيريا، جعلتْهم يُدخِلون فيها ما لا يتطابق مع النظام التربوي، وهم قد نفذَوا من هذه القداسة إلى مخالفة النظام التربوي المعروف في العالم أجمع. فحمَّلوا "التأديب" غير معناه.

اقرأ أيضاً الشباب النيجيري.. الأدب وحركة التأليف في نيجيريا

اللغة العربية في نيجيريا

وجعلوه حاجزًا بينهم وبين المتعلمين، فأُشرِبَتْ قلوبُهم بضرب المتعلمين بدعوى التأديب غير مراعين للمتطلبات التربوية، فنفر بعض المتعلمين بسبب هذا التأديب القاسي الذي رسَّختْه تلك القداسة.

وأما المتعلمون الباقون فيستمرون على رغم أنوف المعلمين القاسين فلم يفهموا العربية جيدًا بأسباب:

١- كثرة العقاب الذي لا داعي له.

٢- عدم مكافأة المتعلمين تشجيعًا لهم.

٣- غياب الخبرة التربوية عن بعض المعلمين. 

٤- عدم النظر في طبيعة اللغة العربية قبل تقديمها في الفصل.

اقرأ أيضاً فساد الاستعمار وتأثيره على معادن نيجيريا

الثواب والعقاب في مدارس نيجيريا

الثواب والعقاب هما تقنيتان تربويتان يُستخدمان كثيرًا في كثير من المجتمعات بالإضافة إلى التعليم،  والعمل، والحياة (كلشدروكي: ٧٨٣-٢٠١٩).

ويُستخدَم العقاب في الفصل تقنيةً للتعديل، بينما العقاب ليس شفاء تصرفات الطالب السيئة (شيهان). وعندما نُثيب ونعاقب، نعدِّل تصرفات الطلاب؛ لأنهم ينتظرون الثواب والعقاب (٢٠١٩).

أنواع العقاب

 النافع والضار (فلْدمان ٢٠٠٥؛ لفتون، ٢٠٠٢كوسلين وروسنبرغ ٢٠٠٢).

١- العقاب النافع: يقلل إمكانية تكرار تصرف عن طريق إدارة المنبهات المكروهة (كون ٢٠٠١).

 العقاب الضار

يقلل إمكانية وقوع تصرف بإزالة التحفيز المرضي (كون ٢٠٠١).

هذه الأدبيات ترحِّب بالعقاب والثواب في التعليم، ولكن لا يكفي العقاب لردع تصرفات الطلاب، كما أنه توجد صور للعقاب غير الإيذاء والتشويه والضرب في التعليم

وفي بعض المدارس العربية في جنوب نيجيريا، يُعاقب الطالب باستخدام أبشع صور، منها ضربه بالعصا كعشرين سوطًا أو فوق ذلك، وضربه بالأسلاك الكهربائية، أو تثقيله بالأحمال المضنية. 

أهم غايات العقاب

هو إدخال الخوف في الطالب حتى لا يتكرر سوء تصرفه. في المدرسة يعاقب المدرِّس التلميذ  للتأخر، أو لعدم التقيد باللوائح، أو لعدم حل الواجب، أو للإخفاق في الأعمال الفصلية والاختبار.(2006،URT)

إذا وقع الطالب في إحدى هذه الجرائم، فهو مستحق للعقاب، ولكن عقاب التأخر قد يُعالَج بتنظيف المرافق في المدرسة.

وعقاب عدم التقيد باللوائح يعالَج بالإنذار ثلاث مرات وإعلان اسمه إذا استمر، وعقاب عدم حل الواجب يعالج بحسم درجة إذا حله متأخرًا، ويعالج الإخفاق بالإعادة. 

اقرأ أيضاً تأثير الاستعمار في تغير اللغات واللهجات في نيجيريا

العوامل الخارجية للتعلم 

عدم مكافأة المتعلمين تشجيعًا لهم: الثواب في عملية التعلم مهم وهو أخص عوامل خارجية لتحفيز الطالب والسيطرة على تصرفه (لوبيس).

يتضمن الثواب أمورًا، منها:

١- الثواب القولي: مثل الثناء، والتشجيع والاعتراف، وقد يكون الثواب القولي:

- كلمةً: مثل : جيد، وممتاز، وأحسنت!

- جملةً: مثل: عملك جيد! ونتيجتك مُرضية.

٢- الثواب الفعلي: مثل التصفيق، ورفع الإبهام إلى فوق، وحركة الجسم مثل تحريك الرأس، والابتسام.

٣- الاقتراب من الطالب: مثل أن يجلس المعلم معه على الكرسي الواحد، وأن يمشي معه.

٤- الثواب باللمس: يجب أن يراعي المعلم جنس المتعلم وعمره وأصله، وهنا يأخذ بمنكب المتعلم، أو يصافحه. 

٥- الثواب بالهدايا: مثل أن يهديه كتابًا، أو يعلق على دفتره.

٦- الثواب بالفكاهة.

بعض المعلمين لا يقدمون الثواب للمتعلمين في القاعة، وإنما المتعلمون هم الذين يقدمون لهم الثواب، وإذا أبوا رسَّبوهم في الاختبارات حتى وإن وُجِد من المتعلمين عباقرة.

غياب الخبرة التربوية عن بعض المعلمين

مشكلة تعليم اللغة العربية للناطقين باللغات الأخرى تبدأ مع مشكلة أن المعلمين ليسو متحدثين أصليين للغة العربية، وليسو ماهرين في تعليمها (إسماعيل ٢: ١٩٩٠).

بالإضافة إلى فقدان المهارة وعدم إتقان العربية وعدم معرفة الطرق التعليمية الصحيحة، فمتعلمو العربية في بعض المدارس في نيجيريا يعانون من عدم فهم اللغة العربية فهمًا صحيحًا.

ويفتقر هؤلاء المعلمون إلى هذه الأشياء لرفع كفاءتهم في التعليم ومهارتهم في تقديم المحتوى للمتعلمين في القاعة الدراسية. 

واقترح خيّب (٢٠٢٢) حلولًا لهذه المشكلة في آخر بحثه المعنون: (تعليم اللغة العربية في المدارس السليمانية من نظر المعلمين: مشكلة وحلول المنشور في مجلة فسيولوجية المدرسة الإيجابية ج٦ العدد الثاني، ص ٢٤٠٢- ٢٤٠٨):

 ١- يجب أن يكون المعلمون مؤهلين علميًّا وتربويًّا لتعليم اللغة العربية.  

٢- زيادة ساعات تعليم اللغة العربية مع إمكانية توفير الكتب الناطقة والمجلات في مكتبة المدرسة.

٣- تعريف الغاية من تعليم اللغة العربية. 

٤- توفير البرامج التدريبية للمعلمين. 

٥- أهمية متابعة الاختبارات الشفهية لتقييم المتعلمين ومتابعة الواجبات المنزلية والمشاركات اليومية.

معلمون اللغة العربية في نيجريا

إذا عمل معلمو اللغة العربية بهذه الأشياء، فإن العربية ستكون أحلى من العسل لدى المتعلمين في نيجيريا،  وإذا وفرت المدارس الحاجات اللازمة، فإن المعلمين سيستفيدون كثيرًا.

عدم النظر في طبيعة اللغة العربية قبل تقديمها في الفصل

كما في مواكابينا (٢٠٢١) أن اللغة تُنظَر إليها نظرة مختلفة حسب مجالات مختلفة، وأحد أسباب جعل اللسانيين والفلسفيين يواجهون المشكلة في تحديد ما يجب أن تتضمنه دراسة اللغة العامة هو أن اللغة لها علاقة بأشياء كثيرة باختلاف تخصصات كثير من الناس.

وناقش ماكي وفرانسس (١٩٩٦) أن تعليم اللغة يتأثر بفكرة طبيعة اللغة، والاختلافات في أوصاف اللغة توثِّر مباشرة فيما قد تُعلِّم، وعن طريق فكرة كيفية تعلمها.

"وأي معلم يرى أن اللغة نظام يستخدم أسلوبًا مختلفًا عن أسلوب من يراها شكلًا أو نشاطًا" (مواكابينا ٢٠٢٢).

هل اللغات لها أسلوب معين في نيجيريا؟

وبالمناسبة إذا فهم المعلمون طبيعة اللغة العربية بشكل خاص، بعد إدراكهم لصعوبتها عند المتعلمين،  عرفوا هل سيعلمونها نظريًّا أو تطبيقيًّا.

فإذا أرادوا تعليمها مع التطبيق، اتبعوا خطوات تعليم اللغة الثانية؛ تفاديًا لأي عرقلة قد تعترض طريق المتعلمين، وقد قدَّمت أونيل (٢٠١٦) إحدى عشرة خطوة لتعلم اللغة العربية، منها:

١- اجعلها سهلة.

٢- حفظ عبارات كاملة: مثلًا عندما تقرأ المجلة، تأتيك بعض العبارات، تحفظها وتمارسها لتكون طليقًا في التحدث بها.

وعن طريق معرفة طبيعة اللغة العربية تتجلى أمور غامضة لدى المعلمين، منها: 

١- النظام اللغوي لدى المتعلم النيجيري للمقارنة بين نظام اللغتين من أصل مختلف.

٢- تعليم الأصوات العربية بالمقارنة مع أصوات لغة المتعلم النيجيري؛ لمعرفة طريق علاج المخارج. 

٣- مراعاة الفروق الفردية لدى المتعلمين للتركيز على المتعلم الضعيف وتوجيهه توجيهًا تربويًّا. 

٤- تحديد كمية النص المحفوظ فصليًّا؛ تفاديًا لتداخل المعلومات التي تثير الشُّبه في عقول المتعلمين. 

مراجع

  1- Mwakapina, Job W: What is the Nature of Language? How does it Behave? What is Language Learning then? A Review Paper in Applied Linguistics, Department of Language Studies, College of Social Sciences and Humanities, Sokoine University of Agriculture, Morogoro, Tanzania , December 2021.

  2-  Ghayyib, Natiq Saeed: Teaching Arabic as a Second Language in Sulaimaniyah Schools from Teachers' Viewpoints : Difficulties and Remedies, Journal of Positive School Psychology http://journalppw.com 2022, Vol. 6, No.2, 2402 – 2408.

3-  Lubis, Wan Muthia: REWARD AND PUNISHMENT IN ENGLISH FOREIGN LANGUAGE CLASSROOM, Journal of Education, Linguistics Literature and Language Teaching.

4- punishment in Education,  2019.

5- The advantage of punishment in the classroom. 

6- oNeill, Zora: 11 ways to make Arabic learning (slightly) easier,  July 27, 2016.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 11, 2023, 2:28 م - عبدالحليم عبدالرحمن
ديسمبر 10, 2023, 2:33 م - عبدالحليم عبدالرحمن
ديسمبر 6, 2023, 10:17 ص - عبدالخالق كلاليب
ديسمبر 5, 2023, 11:08 ص - عبدالخالق كلاليب
ديسمبر 3, 2023, 8:13 ص - عبدالحليم عبدالرحمن
ديسمبر 2, 2023, 10:23 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 29, 2023, 8:46 ص - عبدالحليم عبدالرحمن
نوفمبر 28, 2023, 8:34 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 21, 2023, 5:58 م - محمد رشيد ابو شقير
نوفمبر 15, 2023, 7:35 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
نوفمبر 13, 2023, 3:08 م - مصطفى عادل عبدالعظيم نوار
نوفمبر 12, 2023, 6:51 م - محمود موسى
نوفمبر 12, 2023, 1:01 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
نوفمبر 11, 2023, 4:56 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
نوفمبر 4, 2023, 10:21 ص - ناجي عبد العظيم محمد علي
أكتوبر 31, 2023, 10:49 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 28, 2023, 1:57 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 28, 2023, 12:17 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 26, 2023, 8:28 ص - مصطفى محفوظ محمد رشوان
أكتوبر 23, 2023, 4:29 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 23, 2023, 12:12 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 23, 2023, 11:17 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 21, 2023, 7:46 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 21, 2023, 9:55 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 17, 2023, 7:35 م - حبيبه محمد صابر
أكتوبر 16, 2023, 8:47 م - إيمان يحيى
أكتوبر 15, 2023, 7:37 م - اسامه غندور جريس منصور
أكتوبر 15, 2023, 4:55 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 14, 2023, 10:45 ص - جوَّك آداب
أكتوبر 12, 2023, 5:40 م - مصطفى محفوظ محمد رشوان
أكتوبر 10, 2023, 12:40 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
أكتوبر 7, 2023, 4:11 م - إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 7, 2023, 11:31 ص - امل مهدي صالح
أكتوبر 5, 2023, 11:07 ص - جوَّك لايف ستايل
أكتوبر 4, 2023, 7:14 م - هناء علي
أكتوبر 2, 2023, 11:16 ص - محمد إسماعيل الحلواني
أكتوبر 2, 2023, 9:01 ص - ميساء محمد ديب وهبة
أكتوبر 1, 2023, 11:08 ص - أساور علي محمد
سبتمبر 30, 2023, 2:03 م - محمد إسماعيل الحلواني
سبتمبر 28, 2023, 3:49 م - شيماء دربالي
سبتمبر 27, 2023, 6:55 ص - بنهيبة عبد الحق
سبتمبر 24, 2023, 11:27 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 21, 2023, 10:51 ص - فراس مالك سلوم
سبتمبر 19, 2023, 3:20 م - ايمان عمر المصري
سبتمبر 16, 2023, 1:07 م - شروق محمود.
سبتمبر 16, 2023, 12:38 م - اسامه غندور جريس منصور
سبتمبر 11, 2023, 9:29 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 8, 2023, 11:34 ص - اسامه محمد عبدالله محمد الكامل
نبذة عن الكاتب