أثر التكنولوجيا في التعليم

مارًا بالشارع المجاور للمدرسة، رأيت عشرات الطلبة والطالبات يخرجون مسرعين.

لماذا يذهبون إلى المدرسة؟ والأهم، لماذا ما تزال المدارس موجودة؟

أصبحت المدارس كلمة من الماضي؛ لأن المعلومات وطرائق الحصول عليها تغيَّرت تمامًا عما كانت عليه قبل 20 عامًا فقط؛ بسبب الوحش الرهيب المعروف بـ"الإنترنت"، وأبنائه الأكثر تطورًا مثل "إنترنت الأشياء" و"الذكاء الاصطناعي" و"تعلم الآلة". فقد ظهر بالفعل المدرس الآلي الذي يحمل اسم "ميجو".

لا يزال الأهالي يجبرون أبناءهم على الذهاب إلى المدرسة، مع أنَّها تؤهلهم في النهاية للجامعة التي لا تقدم لهم سوى البطالة. ومع ذلك، يصر أغلب الناس على هذا السعي، ويحرمون أنفسهم من أشياء كثيرة لتوفير الظروف الملائمة لهذه المدارس. لكن الحقيقة المريرة هي أن النسبة الغالبة من الطلبة لا يكترثون كثيرًا بالمدرسة، ولا يجدون دافعًا للمداومة أو للتحصيل العلمي.

فعليًّا، المدرسة لا تقدم لهم ما يحتاجونه من تأهيل للمستقبل أو استثمار في طاقاتهم الشابة. إنها تهدر وقتهم وطاقاتهم بلا جدوى.

قد يهمك أيضًا كيف تؤثر التكنولوجيا على الطبيعة البشرية ؟

توصيف المشكلة

لا يخفى على أحد الحال الذي أصبحت عليه المدرسة -للأسف الشديد- فهي لم تعد تقوم بالمهمة المطلوبة منها، فلا تربية ولا تعليم.

أصبحنا نرى أبناءنا ضائعين كالأيتام على موائد اللئام. وإذا استثنينا عددًا قليلًا جدًا من الطلبة المتميزين الذين يعتمدون على الاجتهاد الفردي، وعددًا أقل من المدارس النموذجية وبعض مدارس اللغات والمدارس الخاصة التي يدفع الآباء فيها مبالغ طائلة، فإن ملايين الطلبة وأولياء الأمور ببساطة لا يحصلون على خدمة تعليمية تحتوي أبسط المقومات، مثل مرافق صالحة للاستخدام الآدمي أو معلمين مؤهلين ومُحفَّزين لأداء بمهام التربية والتعليم أداءً سليما وبنَّاء.

باتت المدارس تسير على خطا الغرب دون أي ارتباط بالهوية أو الثقافة الإسلامية والمصرية.

قد يهمك أيضًا سلبيات وإيجابيات التكنولوجيا وأهم أنواعها

مشكلة التعليم في عصرنا

مشكلة التعليم تتلخص في جملة واحدة: ضعف المخصصات المالية، وغياب المرافق والإمكانيات المادية، مع زيادة أعداد الطلبة المطلوب تعليمهم، والذين يتجاوز عددهم 25 مليون طالب.

لذلك، وبكل صراحة، لا تؤدي المدرسة المهمة المطلوبة منها، سواء في تربية النشء، أو إعدادهم لسوق العمل. والأهم من ذلك، أنها لا تسهم في غرس القيم والمبادئ الإسلامية، وأسس المواطنة والمدنية، وقيم الوحدة الوطنية، والتعايش السلمي في الأجيال المتعاقبة.

قد يهمك أيضًا التكنولوجيا بين الفوائد والأخطار والمستقبل

واقع المدرسة المرير 

الحقيقة المريرة هي أن التعريف الأكثر انطباقًا على المدرسة اليوم هو أنها المكان الذي يلتقي فيه المدرس بالطلبة للاتفاق على الدروس الخصوصية؛ أي إن وقت المدرسة الفعلي يُهدر في أمور أخرى غير التربية والتعليم وإعداد الجيل القادم لتحمل المسؤوليات التي ستلقى على عاتقه، ومواجهة ما يحمله المستقبل من تحديات تتزايد كل يوم عن ذي قبل.

أما بعد انتهاء وقت المدرسة، ينشغل الطلاب بالدروس الخصوصية، والمعاهد التعليمية، وما يُعرف بالسناتر التعليمية، لسد الفجوة التي، للأسف، لا تسدها المؤسسة المسؤولة عن ذلك، وهي المدرسة.

أثر الدروس الخصوصية

هذا الانشغال يستهلك جزءًا كبيرًا من طاقة الطلاب وفرصهم في تنمية مهاراتهم الرياضية، والثقافية، والاجتماعية. فلا يكاد الطالب يكتسب أي مهارات أو معارف خارج حدود هذه الدائرة الضيقة المكونة من ثلاثة أماكن فقط: البيت، والمدرسة، والسنتر التعليمي. وبذلك، حتى المتميزون أكاديميًّا ينشأون متخلفين اجتماعيًّا، وسلوكيًّا، وثقافيًّا.

مشكلة المواصلات

أما عن المشكلة المرتبطة بالتعليم التي لا تقل أهمية، وهي مشكلة المواصلات.

انتقال عشرات الملايين من الطلبة من وإلى المدرسة يوميًّا يمثل عبئًا ثقيلًا جدًّا على شبكة المواصلات والطرق وموارد الدولة من المحروقات. لا يمكننا أن نتجاهل أن الاتجاه العالمي الحالي يدعو إلى ترشيد استهلاك الطاقة وتقليل الاعتماد على البترول والفحم، لإنقاذ الكوكب من التغير المناخي الذي ينذر بعواقب وخيمة.

الامتحانات

الامتحانات تُسرَّب بانتظام عبر شبكة الإنترنت، أحيانًا قبل موعدها بيوم أو أكثر. وهذا أمر بالغ الخطورة على أخلاق الطلبة. فحين يرون أن الغشاشين يحصلون على أفضل الدرجات وأماكن في الكليات المرموقة، أما الذين يذاكرون ويجتهدون ليلًا ونهارًا لا يحققون النتائج نفسها، فإن هذا يؤدي إلى انهيار منظومة القيم والأخلاق.

هذا الوضع يرفع من معدلات السلبية وعدم المبالاة، ويهدم أسس العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. فمن يملك المال وليس لديه ضمير يستطيع شراء الامتحانات والحصول على الدرجات النهائية بأقل جهد.

الحاجة إلى بديل للنظام التعليمي الحالي

من هنا، أصبح من الضروري التفكير في بديل للنظام التعليمي الحالي.

بديل يوفر تربية وتعليمًا حقيقيين، ويضع الطالب على قدم المساواة مع نظرائه من الدول المتقدمة والشعوب المتحضرة. هذا هو ما يليق ببلدنا الغالي وأمتنا الحبيبة.

التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بُعد

فوائد التعليم الإلكتروني:

1- حل أزمة تكدس الفصول:
يقلل من ازدحام الفصول والمدارس بالطلبة، ما يتيح لهم الحصول على رعاية علمية كافية ومتابعة جيدة. ويساعد على اكتشاف الموهوبين في المجالات العلمية والأنشطة الرياضية، والثقافية، والاجتماعية.

2- تقليل أزمة المواصلات:
عند اعتماد التعليم الإلكتروني، يبقى الطلاب في منازلهم، ما يقلل الحاجة إلى انتقال الأعداد الغفيرة يوميًا. وبذلك، ينخفض استهلاك الوقود الأحفوري الذي يدمر البيئة، ويوفر للدولة مبالغ طائلة من العملة الصعبة.

3- الحد من المشكلات الاجتماعية:
يقلل التعليم الإلكتروني من مشكلات مثل التنمر والتحرش، أو في الأقل يحد من انتشارها على نحو ملحوظ.

4- الاستعداد لمواجهة الأوبئة:
في حال ظهور أوبئة جديدة، يتيح التعليم الإلكتروني استمرار العملية التعليمية دون الحاجة إلى تكدس في المدارس، أو المواصلات، أو الطرق. وهذا أمر بالغ الأهمية في ظل ما تنشره منظمة الصحة العالمية (WHO) من تقارير متتابعة عن ظهور أوبئة جديدة، مثل جدري القرود بعد جائحة كورونا.

5- سوف يشعر الطالب بذاته، وأنه يستطيع أن يدرس في الوقت المناسب له، وبالطريقة الأمثل وفقًا لإمكانياته وميوله، ومع المدرس الذي يختاره، مع إمكانية إعادة الدرس ما شاء الله من المرات حتى يستوعب ويثق في تعلمه، ويشعر أنه مستعد للتقدم إلى الدرس الذي يليه.

6- التعليم بالشكل الحالي يفتقر إلى التحفيز والتنوع، ولكن مع التعليم الإلكتروني يمكن التحفيز عن طريق إعطائهم فرصًا للدراسة عن بُعد أيضًا في أفضل المدارس والجامعات في العالم، ومنح المتفوقين منهم منحًا تعليمية للدراسة في جامعات مثل هارفارد وكامبردج وغيرها.

7- مع التعليم عن بُعد، سيكون من السهل تقديم المناهج التي أصبحت هي الأكثر طلبًا حاليًّا، مثل الذكاء الاصطناعي، ولغة الآلة، والبرمجة، وتصميم المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت.

وما لا يقل أهمية، سيدرس المعلمون التربية الدينية التي يهملها الطلبة على نحو صريح؛ لأنها ليست جزءًا من المناهج الأساسية، كما يهملها المدرسون؛ لأنها ليست مادة مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية والفيزياء وغيرها.

أما المنصة، فسترعى الطالب وتُقدِّم ما هو مفروض أن يُقدَّم لصالح الطالب والمجتمع والمواطن.

يجب أن نعلم أن أبناءنا اليوم يفتقدون لهذا الدور. توجد مدارس لا تعلم ولا تهتم بالتربية الدينية، ومدرس خصوصي وسنتر تعليمي يهتمان فقط بالربح المالي دون النظر إلى مهمة إنشاء أجيال محترمة موثوق بها، قادرة على أداء المهام المطلوبة منها.

فليس هناك حتى مستشار تعليمي يوجه الطالب إلى المسار العلمي والأكاديمي المناسب لميوله وقدراته.

ولكن المنصة ستوافر من يقوم بهذا الدور، ويوجه الطلاب ويرعاهم، ويقدم لهم خبرات تعليمية ومهنية ستكون لها أبلغ الأثر في إحداث الفارق في حياتهم التعليمية والمهنية فيما بعد.

8- توفير وقت الطلبة والاستفادة به في تعلم هوايات مفيدة وممارسة أنشطة تساعدهم على تطوير أنفسهم رياضيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، ما يجعلهم مصدرًا مهمًّا من مصادر التميز لبلدهم الحبيب، عندما ينعكس هذا الوقت على تقدمهم في المجالات المختلفة.

كيفية توفير الدروس على شبكة الإنترنت:

إنشاء موقع إلكتروني قوي يكون منصة تعليمية ضخمة تحتوي قاعدة بيانات فيها بيانات جميع الطلبة، والمعلمين، والإداريين، والدروس المختلفة للمراحل الدراسية المختلفة.

وهذا الموقع سيكون هو الخادم لشبكة كبيرة من المدارس الإلكترونية في جميع المحافظات، لجميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.

1- إن شاء الله، نبدأ هذا المشروع بإعلان في الجريدة الرسمية عن إمكانية التسجيل للطلاب في مدارس إلكترونية، مع بقاء المدارس الحالية كما هي دون أن تزعج أحدًا، فقط نقدم المعلومة أنه يوجد بديل اختياري متاح لبعض الطلبة وأولياء الأمور الذين يرغبون في ذلك.

يمكنهم الآن التسجيل في المدارس الإلكترونية، والالتحاق بالمدارس الخاصة بمراحلهم الدراسية ومواقعهم الجغرافية.

2- يصاحب هذا الإعلان حملة إعلانية ضخمة في التلفزيون والإذاعة وجميع وسائل التواصل الاجتماعي عن إنشاء مدارس إلكترونية، وتوعية الناس بفوائد مثل هذه المدارس والمشاكل التي سيتم حلها بإنشاء هذه المدارس.

نُجهز المواقع الخاصة بكل مدرسة بالفيديوهات التعليمية لأفضل المعلمين من حيث تمكنهم من مادتها العلمية وقدرتهم التدريسية على جذب انتباه الطلبة، وتحبيبهم في العلوم التي يدرسونها، وتيسير مهمتهم في استيعاب العلوم المختلفة بكل مراحل الاستيعاب من تلقي وحفظ وفهم وابتكار.

يجب التأكيد على استيعاب الدروس عن طريق عمل تمارين واختبارات قصيرة بشكل مستمر، أولًا بأول، للقياس المتواصل، والتأكيد على المعلومات المهمة، حتى يتسنى للطالب المضي قدمًا في طريقه نحو إنجاز المنهج كله.

عمل تطبيقات تعليمية

حتى يتسنى لكل طالب يمتلك هاتفًا محمولًا متابعة دروسه والإجابة على التمارين والامتحانات المختلفة يوميًّا ومستمر على مدار الأربع والعشرين ساعة طوال أيام الأسبوع، وهذا أمر يتعذر تحقيقه في المدارس التقليدية.

3- إنشاء حساب لكل طالب

إنشاء حساب خاص لكل طالب يُتيح متابعة تقدمه الدراسي ومعرفة ما إذا كان بحاجة إلى مساعدة في مادة معينة أو بطريقة معينة. إضافة إلى ذلك، يُمكن متابعة الطلبة المتفوقين والموهوبين في المواد المختلفة وتقديم مناهج متقدمة لهم تُؤهلهم لمستقبل مثمر يعود بالنفع عليهم وعلى بلدهم، مع الاستفادة من إمكانياتهم ومواهبهم التي منحهم الله سبحانه وتعالى.

وفي هذا السياق، يجب التأكيد على وجود مشكلة أخرى لا تقل أهمية يمكن للمدارس الإلكترونية أن تسهم في حلها، وهي أن المدارس الحالية لا تراعي الفروق الفردية بين الطلبة. في كثير من الأحيان، يُصاب الطلبة المتميزون بالإحباط والتجاهل؛ نظرًا لعدم وجود ما يُميزهم عن الطلبة المتوسطين. أما مع المدارس الإلكترونية، فيُمكن تخصيص مناهج ومواد مختلفة تُمكِّن هؤلاء الطلبة وتُؤهلهم للوظائف الأكثر طلبًا، ما يُحدث أثرًا بالغًا على مستقبلهم وبلدهم.

4- تصميم ألعاب تعليمية مرتبطة بالمناهج

تصميم ألعاب تعليمية مرتبطة بمناهج كل مادة، إذ إن مجرد ذكر كلمة "ألعاب" يُحفِّز الطلبة على الإقبال على المادة الدراسية والاستمتاع بها. وعن طريق هذه الألعاب، يتحقق الهدف المرجو وهو ترسيخ المعلومات الأساسية في المنهج عن طريق التدريب اليومي المستمر والمتاح على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وبذلك، يقل هدر الوقت الناجم عن الإجازات الرسمية أو توقف الدراسة المفاجئ بسبب سوء الأحوال الجوية أو أي ظروف طارئة أخرى.

5- استمرار الدراسة في أشهر الصيف

إتاحة خيار استمرار الدراسة خلال أشهر الصيف لمن يرغب في زيادة التحصيل العلمي والمعرفة والحصول على درجات إضافية. فمع تطور العملية التعليمية لتصبح أقل عبئًا على الأسرة والطالب، سيُقبل عدد من الطلبة المتميزين على مواصلة التعلم صيفًا وشتاءً لتحقيق أهدافهم الدراسية والمهنية. ومن المتوقع أن يُسهم هذا في تحسين جودة التعليم وتطوير مخرجاته ونتائجه.

6- استثمار الوقت الفائض

عند تنفيذ هذه الخطوات، يجب الانتباه إلى أهمية استثمار الوقت الذي يتم توفيره للطالب وأسرته، والذي كان يُهدر بين المدرسة والدروس الخصوصية.

يُوصى بتوجيه هذا الوقت نحو أنشطة ثقافية واجتماعية ورياضية وتربوية، تعود بالفائدة على الطالب والمجتمع كله. ويُمكن أن تُسهم هذه الأنشطة في تقليص الفجوة بين الأجيال المختلفة. بل وأكثر من ذلك، يمكن لطلبة المرحلة الثانوية أن يجدوا أنفسهم قادرين على العمل في وظائف متدرجة تتطلب مجهودهم وتُقدم لهم دخلًا إضافيًّا يساعدهم على تطوير حياتهم الدراسية والعملية.

وتُتيح هذه الفرص للمجتمع الاستفادة من طاقاتهم الهائلة وحماسهم، قبل أن يتعرضوا للإحباط الذي واجهته الأجيال السابقة نتيجة الإهمال والتجاهل.

7- القضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات

يمكن القضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات بإعداد امتحان مختلف لكل طالب باستخدام الذكاء الاصطناعي، بيُختار الامتحان عشوائيًّا من بين مجموعة من الامتحانات ذات درجة الصعوبة المتساوية.

ويُمكن توجيه تعليمات بتصوير الطالب في أثناء الامتحان للتحقق من أنه هو من يُجيب، وليس شخصًا آخر. إضافةً إلى ذلك، يُمكن التحقق من عدم تلقيه مساعدة من أي طرف خارجي، سواء أكان معلمًا أم ولي أمر. ويمكن تنفيذ عمليات الامتحان والتقييم على نحو مكثف ومستمر للحصول على نتائج أكثر دقة وواقعية.

الفكرة ليست فقط إنشاء مدرسة عبر الإنترنت، فمواقع الشبكة الدولية الآن تزخر بالدروس التعليمية في جميع المواد. بل أصبح ذلك هو الاتجاه الأبرز، وجميع المدرسين المتميزين يبحثون الآن عن مكان لهم على الشبكة الدولية، فلن يكون هناك مكان للمتأخرين، والمنافسة غالبًا ستُحسم لصالح التعليم الإلكتروني، تمامًا كما حدث مع الشراء عبر الإنترنت (Online Shopping) والأعمال المصرفية عبر الإنترنت (Online Banking).

لقد حسم الإنترنت الصراع وأصبح هو الغالب في عدد من جوانب حياتنا، إذ يمتلك قدرة لا تتوافر للبدائل الأخرى على مخاطبة الجموع الغفيرة وتوجيه السوق وفق ما يريده.

ومع إدخال التكنولوجيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم الآلة وعلوم البيانات: AI - ML - DS ستكون الغلبة بدرجة كبيرة لمن يمتلك هذه الأدوات غير المسبوقة التي تُغيِّر حاليًّا وجه الحياة، ليس في بلدنا مصر فحسب، بل على نطاق العالم بأسره.

لذلك، وجب التنويه إلى أننا نتحدث عن مشروع ضخم بضخامة الشبكة الدولية والتقنيات الحديثة. ونرى أن هذه الأدوات يجب أن تكون في يد الحكومة المصرية؛ لأنها المسؤولة عن هذا الشعب الكريم، وهي المنوط بها الحفاظ على هويته وتعليمه وتربيته وثقافته ومقدراته العلمية والمهارية والمهنية.

لذا، لا مبالغة إذا قلنا إنه مشروع لا بد أن يكون مشروعًا قوميًّا تضطلع به الحكومة المصرية بإمكاناتها الهائلة وكوادرها المتميزة.

والسبب ببساطة: إذا لم يحدث هذا، فبكل وضوح، سوف يفوز في هذا السباق من يمتلك المال وبعض المعرفة عن الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وعلوم البيانات. سيستطيع بناء منصة لا يستطيع أحد مجاراتها، وإذا تأخر الآخرون في اللحاق بها، ستكتسب تلك المنصة أفضلية السبق والتميز، وبذلك تستحوذ على نصيب الأسد من السوق وتتحكم في عملية التربية والتعليم في مصر. فالمال هو عصب الحياة ويتحكم في الكثير من الأمور، إن لم يكن جميعها.

لذلك، أهيب بالسادة المسؤولين المحترمين والمؤتمنين في بلدي الكريم، بلد خير أجناد الأرض الذي بإذن الله يحميه الله ويحرسه ويبارك في أبنائه إلى قيام الساعة، أن يفكروا مليًا في هذا الأمر ويتخذوا الإجراءات اللازمة للاستفادة من العلوم الحديثة والتطورات التقنية في خدمة هذا البلد الغالي وهذا الشعب الأبي الكريم.

إن إنشاء منصة تعليمية تحقق الأرباح المالية أمر مهم، ولكن الأهم من ذلك هو أن تصنع رجالًا ونساءً يحملون على عواتقهم مسؤولية الحفاظ على هذا البلد، والقيام بواجباتهم تجاه الوطن الحبيب.

والله ولي التوفيق.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة