التعلم الذاتي: مصطلح يركز على التعلم الذاتي على الوجه المؤثّر (زايا ١٩٩٨)، والتعلم الذاتي هو دعوة للتحرر من جمود الأساليب التقليدية في التعليم والتعلم، فالمتعلم يكون حراً في الاختيار من بين أشكال مختلفة من التعلم وفقا لقدراته واستعداداته.
وترى مجموعة من الباحثين أن التعلم الذاتي طريقة اكتساب معلومة جديدة عبر الجهد الشخصي (رييس ٢٠١٩).
تاريخ التعلم الذاتي
بدأ التعلم الذاتي عن طريق نظرية سكنير الفسيولوجية المحاضر في جامعة هارفارد آخر سنة ١٩٣٠م، وُعرِفت هذه النظرية بنظري الاستجابة، وقد لاحظ سكنير حركة الحمام والفأر للحصول على الثواب بعد وضع الحمام في القفص، وبدأ استعمال التعلم الذاتي في غرة سنة ١٩٥٠م (منيك ١٩٨٨،١٩٨٩: ٢٩)
الفرق بين تعليم المعلم والتعلم الذاتي
المتعلم طوال عملية التعلم يتقيد بأوامر المعلم أو الإدارة، بينما لو اعتمد على نفسه تكون لديه الرغبة في التعلم والتركيز على الأدوات المستخدمة فيه، والتقنيات التي عنده (صالحغلو) ، وفي (ديلاغ ٢٠٠٤) أن هذه الأمور يجب تمييزها عند اختيار التعلم الذاتي:
"الغاية وتحقيقها، والتحفيز، والاستعداد لذلك الجهد لتلبية حاجة من الحاجات."
اقرأ أيضاً أثر العقاب والثواب في تعليم اللغة العربية في نيجيريا
الفرق بين التعلم الذاتي والتقليدي
لقد فهمنا ضمنا أن التعلم التقليدي يركز على جهد المعلم والتقيد بإرشاداته، وأما التعلم الذاتي، فله اعتماد على برامج التعلم العقلي، والنفسي، والاجتماعي والتركيز.
صفات التعلم الذاتي الناجح: (صالحغلو)
- التحفيز: مهما يكن في التعلم من صعوبة، فإن الرغبة الشخصية تسهّل.
- المرونة: لا ينسحب المتعلم عن الاستمرار فيه.
- العزم الذاتي: فلا يتوانى في التعلم، ويحاول التصدي لأي مشكلة تواجهه.
- الاستفادة من الوقت: ينظم وقته، فلا يضيع منه أي شيء.
- الشجاعة: يتبع خطوة تلو أخرى.
اقرأ أيضاً تعرف على الأساليب التربوية لتعليم طفلك الصدق
تقنيات التعلم الذاتي (رييس ٢٠١٩)
- الأناشيد.
- المرآة: يرى حركات فمه عن طريق استخدامها، ويعرف مخارج حروفه.
- الأفلام: تتطور مهارة الاستماع عن طريق مشاهدتها وتتطور مهارة التحدث.
- التطوع: يستفيد المتعلم من النزهة مع متحدثي اللغة الأصليين.
- الجوال: يستخدم اللغة الهدف عند الاتصال.
- المقابلة: يستفيد من مقابلة المشاهير والنجوم وذوي الصِيت الذائع.
طرق التعلم الذاتي
- التعليم المبرمج.
- الحقائب التعليمية.
- التلفزيون التعليمي.
- الإذاعة التعليمية.
- التعليم بالمراسلة.
- برامج التربية الموجهة للفرد.
- برامج التعلم المشخص للفرد.
- تفريد التعلم.
- التعلم عن بعد.
- التعلم المفتوح الجامعات المفتوحة والتعليم المستمر.
- التعلم بالحاسب أي التعليم الإلكتروني.
سبب التعلم الذاتي على المستوى التقليدي في بعض المدارس في نيجيريا
تربوياً وفيسيولوجياً التعلم الذاتي مفيد إذا كان موَجَّهًا كما أشارت البحوث التربوية والفيسيولوجية، ولكن إن نمطه في تعلم اللغة العربية في نيجيريا قد أخذ شكلاً مختلفاً عن الذي تراه الأدبيات والنظريات العلمية.
والتعلم الذاتي لم يبدأ من فراغ في مجال تعلم اللغة العربية، وإنما هناك دواع لانبعاث التعلم الذاتي بين متعلمي اللغة العربية في نيجيريا، ولكن هذه الورقة ستناقش فائدته وضرره بعد عرض الأدبيات والنظريات التي تشير إلى تركز على التعلم الذاتي.
فعلى المستوى التقليدي في نيجيريا، نشأ التعلم الذاتي نتيجة فقدان رغبة المعلمين في تعليم المتعلمين بسبب عدم قدرة بعض المدارس على دفع الرواتب التي تشبع حاجات المعلمين، فأكثرهم يعملون بدون مقابل ولا راتب، ويداومون في المدارس بدون رغبة ولا دافعية، فاعتمد معظم المتعلمين على أنفسهم، ويشترون الكتب دون إرشاد أو توجيه معلم معين، وترك كثير منهم المدرسة بسبب غياب المعلمين عن الفصول الدراسية.
وقد اعتمد معظم المتعلمين على أنفسهم خوفاً من الضرب، فصاروا يقرأون الكتب بأنفسهم.
هذا التعلم قد أدَّى إلى كارثة كبيرة، وترك فجوات غير مسدودة في حياة المتعلمين العلمية، فصاروا يقعون في الأخطاء الجسيمة بسبب الاعتماد على النفس وعلى الذات، بلا إرشاد معلم. وأكثرهم ما عندهم هدف ولا غرض لتحقيق أحلامهم.
خطورة التعلم الذاتي غير الموجه لدى الطلاب
- الجانب التربوي: المعلومات المستقاة من التعلم الذاتي محددة إلى درجة تأثيرها الضار في سلوك المتعلمين.
- الجانب الديني: يرى العلماء أن من أخذ العلوم من غير إرشاد ضل وأضل، وهذا ما أثر في الأفكار التي لا أساس في بعض المتعلمين.
- الجانب الخلُقي: تصرف بعض المتعلمين بسبب تعلمهم الذاتي سيء إلى درجة أن أكثرهم يحتقرون من يسهر ويجتهد في طلب العلم.
ولما نشطت حركة تعليم العربية في نيجيريا كثيراً في كثير من المدن والقرى، تغير وجه التعلم الذاتي لما جاء الكتب التي يستطيع المتعلم أن يتعلم ذاتياً عن طريقها، مع مراعاة هذه الكتب للجوانب التربوية والفيسيولوجية، وعدم إغفال المهارات اللغوية، ولاستخدام البرامج التعليمية التقنيات المعينة على الفهم الصحيح، فأثمرت الجهود الفردية.
التعلم الذاتي بوجهة حديثة
إن التعلم الذاتي بناءً على المستوى التقليدي، لم يثمر ثمراً مرجواً في المتعلمين، ولم يستفدْ بعضهم منه في مراحلهم التعليمية. وإذا استمر التعلم الذاتي الموجَّه على ما يمس حاجات المتعلمين التربوية واللغوية، خرجوا منه بطائل في النهاية، ولكن سيكلفهم نفقات قد يطيقونها بسبب الفقر المفروض عليهم.
فالمتعلم الضعيف مادياً لا يستطيع يلبي حاجاته التعليمية، فلا يجد ما يشتري به البيانات للاستفادة من الوسائل التكنولوجية والتقنيات الحديثة، ولا يستمر في التعلم في ظل أزمة انقطاع الكهرباء في نيجيريا كثيراً. والأدوات العربية التعليمية أغلى من أي يظفر بها المتعلم بسهولة. ، فكتاب العربية للجميع قد يصعب عليه اقتناؤه لندرته في بعض المناطق ولغلائه.
وفي ظل جائحة كورونا، استخدمت بعض المدارس العربية في نيجيريا الوسائل الحديثة لتقديم المحتويات للمتعلمين، بينما بعض المدارس العربية في إغلاق تام دون معرفة طريق النجاة من ذلك الوباء.
المراجع:
1. دليل التعلم الذاتي برنامج علم النفس، كلية الآداب- جامعة كفر الشيخ، العام الجامعي ٢٠٢٠/٢٠٢١
2. A guide to creating self-learning material.
3. The effectiveness of self-studying strategy in language learning. Balıkesir University, Necatibey Education Faculty, English LanguageTeaching Department, Balıkesir, Turkey.
4. دليل التعلم الذاتي بتصرف.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.