خاطرة «اتركوني أبتسم».. خاطرة إنسانية

رسالتي إلى صناع مرارة الحياة، دعوني مرة أبتسم، لقد ضاعت أيام العمر هباءً، وأنا أشعر بالظلم والعنت الكبير من حولي، وكأنه كُتب عليَّ ألا أرى الفرح حتى لو مرة واحدة. 

اقرأ أيضًا: خاطرة "الصمت".. خواطر حزينة

ادعيتم أنكم الأصدقاء الذين لا غنى عنهم، وأنكم تزرعون الورد فقط.. كانت كلماتكم غير صادقة التعبير.. مجرد كلمات استهلاكية.. حتى أحاطت بي الآلام.. اتركوني وشأني حتى أبتسم بالأسلوب  الذي أراه مناسبًا لي  دون إجبار.. حتى أرسم حياتي، حتى لو أن كل ما فيها جاء على غير اختياري فسأمسك ريشتي وألوِّنها.. لقد غصت طويلًا في  بحر اليأس والتشاؤم، دعوني أعانق أحلامي الوردية، لا تسخروا مني وتقولوا إنها مجرد أحلام يقظة، لكن يكفي أنها تمنحني نفحة أمل قد غادر حياتي، وأنا أخوض معارك شرسة في حياة توصف بأنها رحلة شقاء.

أريد أن أعلن أنني انتصرت على نفسي الهشة، التي ارتضيت المرار وتعايشت معه حتى أدمنت البقاء في ساحته ممتثلًا لإرادته، دعوني أبتسم لغدٍ مشرق بالازدهار والابتسام القادم.

إن نفسي تتعطش إلى ابتسامة صافية حالمة، في كل صباح تملأ العالم سعادة، ابتسامة تحمل الود والصدق، ابتسامة دون تكلُّف من إنسان نقي من الداخل يتعامل معنا برقي، هذه الابتسامة هي السر الذي يعطي مذاقًا خاصًّا للحياة؛ حتى يعم العطاء والتفاؤل في غد مشرق جميل.

لأننا في بعض الأحيان نحتاج إلى ابتسامة من الأعماق تجعلنا سعداء بالأيام الجميلة التي نحلم بها.

عندما أعيش مع الخيال وأسبح في بحار الوهم أجد نفسي في حالة من الهدوء والرضا، لكنها تتمنى ألا يطول بها الخيال ويصبح حالة مرضية، وتخشى من الاصطدام بالحقائق المؤلمة وعالم الصراعات الذي يستنزف طاقاتنا من الداخل، وأكون في حالة ترقب أن يتحول الخيال الجميل إلى واقع ملموس؛ لأن الخيال حتى ولو كان جميلًا لا يكفي لتحقيق ما نتوق إليه.

مهما اتسعت الأحلام لكنها ليس فيها العلاج الشافي؛ لأنها علاج مؤقت.

أتمنى ألا يكون أمامي مستحيل أبدًا، بل أتمنى أن ينتهي المستحيل بلا رجعة؛ لأن الصبر أوشك أن ينفد. أتمنى أن ينال الجميع الخير، ولا أقف في طريق إنسان يجتهد في تحقيق غايته.

 حتى لا تذبل زهور الأمل في نفسي ساعدوني أن أبتسم للحياة، حتى لا أتحول إلى إنسان آخر شرس بمعنى الكلمة، يحمل معاول الهدم، ويهدم كل ما حوله؛ لأنه فقد إنسانيته وانعكس ذلك على تصرفاته.

امنحوني فرصة أسترد فيها روحي الغائبة، وأشعر أن الخير ما زال له مكان في الوجود.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة