أبو حيان التوحيدي.. فيلسوف وأديب بارع

وُلد التوحيدي في سنة 311 هـ، واستغرقت حياته العصر العباسي الثالث، وعُمِّر أكثر من قرن من الزمان، حيث فسدت عصبية بني العباس، وانتقضت من أطرافها، وازداد المد الثقافي وازدهر الفكر في مختلف فنونه وآفاقه، وأخذت المدن تزدان بشتى المدارس الفكرية وتتجمل بالجامعات العلمية.وأخذ كل خليفة يستأثر بجمهرة من العلماء والفقهاء والشعراء، يزين بها مجلسه، ويدفع بهم مناظرة الخصوم.

بداية التوحيدي مع طلب العلم

ولد التوحيدي من أبوين فقيرين، ولا نجد في مؤلفاته أو عند مؤرخيه له ذكر عن طفولته؛ ما حدا ببعضهم إلى الاعتقاد بأنه "فقد كل شيء في عهد مبكر، كما فقد الصديق والصاحب والتابع والرئيس في جاري سني عمره".

وقد استغرق في طلب العلم وتحصيل فنون الأدب، عن التفكير في الزواج، أيضًا كثرة تنقله بين بغداد والري ونيسابور، قد حالت دون استقراره لتكوين أسرة وتحقيق حياة سعيدة، وكان رقيق الحال مشرد الفكر قلق الركاب، لا يكاد يستغرق في مكان إلا ويزعجه أمر إلى ارتياد سواه.

وكان يمتهن الوراقة، ويجعل من النسخ عونًا له على القوت ووسيلة إلى الارتزاق، ووسيلته في التحصيل، ومنبعًا لثروته اللغوية والعلمية والفلسفية في الوقت نفسه، وقد وُهب حافظة قوية، وذاكرة مدهشة.

نبذة عن حياة التوحيدي

ونجده لا يضن بنفسه بورود الموارد المختلفة، ولا يخشى عليها من دراسة المذاهب الموافقة والمخالفة، يلتقي بأصحاب كل مذهب ومقالة، ورأي ونحلة، فلا يتحرج عن أن يروي عن كل محدث في أي موضوع.

وجاءت ثقافته، ثقافة موسوعية، متفننًا في جميع العلوم -كما يذكر ياقوت الحموي- من النحو واللغة والشعر والأدب، والفقه والكلام، والفلسفة والتصوف، يسلك كل هذه في تصانيفه الأدبية بأسلوب جاحظي حتى سُمي بالجاحظ الثاني.

وقد كان مفهوم الثقافة الواسع الذي امتاز به التوحيدي، قد دفعه إلى الأخذ من كل علم بطرف، واهتمامه بدراسة الفقه والحديث وانشغاله بالكلام والتوحيد، وعنايته بمسائل المنطق والفلسفة وانصرافه إلى البحث في النحو واللغة، كل هذا جعل منه مثقفًا نموذجيًّا يصيغ كل أبحاثه بصيغة فلسفية، ويثير التساؤلات في كل موضوع يتناوله أو يعرض له.

وقد وصفه "ابن الجوزي" بـ"الناطق بالحكمة"، إضافة إلى "العامري" الفيلسوف، والنوشجاني، وأبي الخير اليهودي، وجماعة من مشايخ النصارى المشتغلين بالفلسفة وأبي الوفاء المهندس (المتوفى سنة 376هـ) الذي كان من كبار علماء زمانه، وأحد المشاهير في علم الهندسة، ويُعد من كبار مترجمي وشراح إقليدس وبطليموس.

ويُعد الجاحظ من أساتذة التوحيدي، فقد تتلمذ على مؤلفاته، وتابعه في كثير من أفكاره وآرائه. والتنوع المذهل في الثقافة هو وجه الشبه الأول الذي وصل أبا حيان بأبي عثمان، لكنه الوصل الذي صهر معارف الأولين والآخرين في الوعي المدني.

حياته الثقافية والفكرية

تردد التوحيدي على مجالس وزراء من أمثال المهلبي وابن العميد والصاحب بن عباد، وابن سعدان، والمدلجي، فكان رسول الثقافة الرفيعة والفكر الممتاز في كل منتدى من هذه المنتديات.

ورفض التوحيدي بتبرم شديد أن ينسخ لابن عباد ثلاثين مجلدة من رسائله حين طلب منه ذلك، وكان هذا من أسباب الجفوة بينهما، إضافة إلى أنه لم يتمتع بقدر كبير من اللباقة في معاملة الرؤساء والوزراء، وقد لقي التوحيدي إكرامًا من الوزير "صمصام الدولة".

ثقافته الدينية والفلسفية

كتب التوحيدي إنتاجًا فكريًّا غزيرًا، ساعده في إبداعه اشتغاله بالوراقة، ولولا حادثة إحراقه لكتبه في أواخر حياته لوصلنا منها عدد كبير. وقد أورد ياقوت في معجمه ثبتًا بأسماء ثمانية عشر كتابًا له على رأسها (الإشارات الإلهية، والإمتاع والمؤانسة، والبصائر والذخائر، والحج العقلي، ومثالب الوزيرين، والرسالة البغدادية، والرسالة الصوفية، ورسالة إلى القاضي ابن سهل، والمقابسات، والصداقة والصديق، والمحاضرات والمناظرات، ورياض العارفين، ورسالة في صلات الفقهاء في المناظرة، ورسالة في الحنين إلى الأوطان).

وتوجد مؤلفات لم تضمها قائمة ياقوت الحموي مثل "الهوامل والشوامل" و"ورسالة في العلوم" و"رسالة الحياة" و"رسالة في علم الكتابة". ولئن قالوا عنه إنه "الجاحظ الثاني" فقد رأى أحمد أمين أن الجاحظ وإن كان أكثر تشعبًا، فالتوحيدي أجزل لفظًا وأوسع علمًا؛ لأن الجاحظ كان مسجل القرن الثاني، وفي القرن الثالث بدأت نشأة العلوم، وأبو حيان مسجل القرن الرابع.

رسائل أبي حيان التوحيدي

وفي لغة التوحيدي نقف على استعمال اللغة العربية استعمالًا حاذقًا في الجدل الذي يعتمد المنطق ويتكئ على الفلسفة، ويكاد التوحيدي يستوعب مصطلحات أهل المنطق حين يورد هذه المصطلحات على لسان أبي سعيد السيرافي. وقد خاض التوحيدي في موضوعات ترتبط بعلوم الإحياء في كتابه "الإمتاع والمؤانسة" ووقف على أعتاب فكرة النسبية في مفهومها المبسط القديم بدقة، وبحدة وابتكار.

ولغلبة الفلسفة على طبيعة التوحيدي نجده في مؤلفاته يخلل أحاديثه -ما اقتضب منها وما طال- بشواهد تتخذ مرجعيتها من الفلسفة اليونانية، فتطرد إحالاته على أرسطو، وتتواتر إشاراته إلى أفلاطون.

وليس غريبًا أن يقول آدم ميتز: لم يكتب في النثر العربي ما هو أسهل وأقوى تعبيرًا عن شخصية صاحبه مما كتبه أبو حيان. فنجد عند أبي حيان التوحيدي وظيفة الثقافة، كما نعرفها وهي التنوير: فمن نظر هذه الكتب عرف مغازي الحكماء، ومرامي العلماء، ولأن له في المشكل دليله، ووضح عند الخصام احتجاجه.

نزعة التوحيدي الفلسفية النقدية

وقد اتبع التوحيدي فلسفة خاصة به في أمور مختلفة خاصة النقد منها:

طبيعة فلسفية متسائلة

امتاز بالنزعة الفلسفية النقدية، وكان مغتربًا بين أقرانه، وموجودًا بقوة في عصره، وكان منشأ هذه الدهشة تلك النزعة التي غلبت وطبعت كل مؤلفاته وكتبه.

ووجدنا التوحيدي يناقش قضايا الفلسفة ومعضلات الوجود في مجالس الوزراء وحلقات العلماء في عصر من أزهى عصور الثقافة الإسلامية، ظهر فيه كثير من نوابغ الأدب والفلسفة والمنطق والكلام والتصوف. فتأتي الفلسفة لخدمة الحياة، وتعمق الفلسفة من رؤية الحياة ورؤية مشكلاتها، ولكنها في الوقت نفسه تزيد شقة الخلاف بينه وبين الآخرين.

ونجد تقييمًا فلسفيًّا عميقًا من باحث معاصر حين يقول: إنه على الرغم مما تنطوي عليه إجابات مسكويه من براعة منطقية، وعمق فلسفي ومهارة جدلية، لكننا نلاحظ مع ذلك أن بعض أسئلة التوحيدي هي في حد ذاتها أعمق من أجوبة مسكويه نفسها.

ويقف أبو حيان التوحيدي في طليعة اللغويين المحدثين الذين يعيدون النظر في الموروث من البلاغة بنزعته إلى تحليل العلاقة بين النحو والمنطق، وتجريب افتراضاتهما بغية تعرف مسار المعنى في اللفظ وفي التركيب.

ونلاحظ في جل مؤلفات التوحيدي أنه -وهو الشخصية الإشكالية بلا خلاف- لم يستولِ على خاطره شيء كما استولى السؤال، ولم يستبد بخاطره شيء كما استبد الحوار، وليس إلى السؤال من سبيل إلا اللغة.

وكثيرًا ما نجد التوحيدي يقلب كثيرًا من الأسئلة الخاصة بالموت والإقدام عليه في مؤلفاته، وكأن السؤال عن الموت الاختياري يتيح فرصة الكشف عن مكنونات النفس وعن تفسيرات العقل لمعضلة الخلق والوجود.

وعلى الرغم من أن التوحيدي في قضية الانتحار، يساند الرأي السائد، فإنه يساند بوجه غير الوجه المألوف، وبحجج مغايرة لما اعتاد القوم سماعه، فكانت قيمة موقفه في النبش عن غير المفكر فيه.

لقد سأل التوحيدي عن كل شيء لأن السؤال كان أمامه بابًا مفتوحًا على الدوام، وسأل -فيما سأل عنه- عن السؤال ذاته: "لِمَ صار اليقين إذا حدث وطرأ لا يثبت ولا يستقر؟ والشك إذا عرض أرسى وربض؟ يدلك على هذا أن الموقن بالشيء متى شككته نزا فؤاده وقلق به، والشاك متى وقفت به وأرشدته وأهديت الحكمة إليه لا يزداد إلا جموحًا، ولا ترى منه إلا عتوًّا ونفورًا".

الاتجاه النقدي

إن النقد عند التوحيدي ليس شيئًا عابرًا، بل يعبر عن موقف فكري محدد يمارسه بوعي كامل، ويسعى إلى تحقيقه ويثبته في الوعي الإسلامي والعربي استنادًا على العقل وحده، وهذه خاصية واضحة في كل مؤلفاته بدءًا من "الهوامل والشوامل" ومرورًا بالإمتاع والمؤانسة وانتهاء "بالمقابسات".

إن التوحيدي لا يمارس النقد ممارسة أكاديمية مجردة بعيدة عن الحياة ومشكلاتها والفكر وإشكالاته، بل هو يمزج النقد بكل ذلك، ويصوغه في أسلوب أدبي بديع. إن الحسيات معابر إلى العقليات، فليس غريبًا أن نجده يمزج الحس بالعقل والأدب بالفلسفة، لكي يُخرج لنا من ذلك ثقافة حرة يرتاح لها المتأدب.

انظر إلى التوحيدي وهو يحدثنا عن فائدة التعلم. فمثلًا لا يعبر عن معناه باللفظ المجرد أو الصور الذهنية الخالصة، وإنما عبَّر عنه باللفظ المجسم أو الصور الحسية الملموسة بدليل قوله: "إنما يخرج الزبد من اللبن بالمخض، وإنما تظهر النار من الحجر بالقدح، وإنما تستبان النجابة من الإنسان بالتعلم، والمعدن لا يعطيك ما فيه إلا بالكدح، والغاية لا تبلغها إلا بالقصد".

إن أسلوب التوحيدي هنا يجمع بين الصورة الحسية الناصعة والمعنى العقلي العميق، ومن هنا لا ينبغي أن يخفي أسلوبه الأدبي الرائع وصوره البلاغية الأخاذة، ذلك العقل الذي بطن الأسلوب، وتلك الروح المندهشة المتخفية وراءه.

وقد وصل التوحيدي بمبدأ "الشك" الاعتزالي إلى المنحنى الذي أحال الشك نفسه إلى سؤال دائم يخضع كل شيء للمراجعة، ولا يكف عن مواجهة الأفكار والأشياء والشخصيات والأحداث ليقرعها ببوارقه التي تضيء كل شيء بنور السؤال.

التوحيدي يمزج بين الأدب والفلسفة

فإذا كان أرسطو يقرر أن العقل له المحل الأول بين قوانا وتعقله هو السعادة القصوى، وديكارت حديثًا يقول إن العقل هو أعدل الأشياء قسمة بين البشر، وكلاهما قد دعا إلى تحقيق البرهان وتحرير الدليل. فلا شك ليس ثمة مبرر للبرهان ولا حاجة إلى تحرير الدليل، لكن السكون عند "الدوجما" أو القطعية أمر غير لازم وغير مطلوب. إذًا البرهان يقع بين الشك والقطعية، وإذا كان البرهان هكذا، فالعقل هو كذلك، ولهذا فمن يعمل عقله لا يقنع بالوقوف عند الشك، كما أنه لا يقع في براثن الدوجماطيقية.

المحاورة والمناظرة

إذا كان التوحيدي لا يخجل من التساؤل ولا يكف عنه، ولا يقيم حواجز بينه وبين مناطق فكرية لا يجوز أن تمتد إليها الأسئلة وتقتحم أرضها علامات الاستفهام، بل الكون كل بأبعاده، والوجود بتجلياته، والحياة بمظاهرها.

ووجدنا التوحيدي يدعو إلى الوصال العقلي والتسامح المذهبي، وعلى غرار تلك المجالس التي كان يتناظر فيها ويتحاور، كان ينادي بأن تاريخ الفكر الفلسفي على مر العصور هو ندوة كبرى يتحقق فيها ضرب من التعايش الفكري بين فلاسفة الماضي وفلاسفة الحاضر.

وحينما يقول التوحيدي: «إن النفوس تتقادح، والعقول تتلاقح، والألسنة تتفاتح». فهو يقصد أن تاريخ الفكر الإنساني ليس في جوهره سوى شبكة من العلاقات الفكرية والمطارحات العقلية.

إن التوحيدي يكاد ينفرد في تراثنا الفكري بانتهاجه في تآليفه منهج الحوار والجدل الذي يقتضي دائمًا طرفين لهذا الحوار، وقطبين لذلك الجدل، تمثل لنا بشكل واضح في كتابه "الهوامل والشوامل" الذي جعله على هيئة حوار مكون من أسئلة وأجوبة بينه وبين معاصره المفكر والفيلسوف الأخلاقي والاجتماعي مسكويه، وعرض ووسع هذا الحوار ليكون جدلًا فلسفيًّا عميقًا بين تيارات ومذاهب.

ولئن بدا في مناظرة أبي سعيد السيرافي ومتَّى بن يونس القنائي ما يوحي بخلفية حضارية يتبارز فيها الإنجاز العربي والإرث الإغريقي عن طريق سفيرهما: النحو والمنطق، فإن الدقائق التي سجَّلها التوحيدي لما يؤكد بوجه قطعي هذا الهاجس المعرفي العميق: إنجاز السؤال حول العلم، وسنداته المنهجية، فمسالكه البرهانية، ثم بنياته اليقينية، بذلك الأسلوب الفلسفي الفريد.

إن المحاورة لدى التوحيدي جاءت وليدة للوعي المديني المنفتح الذي يقوم على التعدد والتنوع والاختلاف، والجمع بين الأنا والآخر في علاقات متكافئة.

ونجده واضحًا في تلك المحاورة التي سجلها التوحيدي بين النحاة اللغويين والمناطقة، وأن التعصب للعربية ونحوها على المنطق والفلسفة، كان قد أخذ مكانة بارزة من جهود اللغويين الذين كتبوا في تمجيد العربية وأنها أنصع اللغات.

إن قيمة الحوار قيمة أساسية في فكر أبي حيان، ليس على مستوى القناعة الفكرية، وإنما تمتد إلى البنية العميقة القارة في منطق نسيج أعماله، وعمارة مؤلفاته، وبناء كتبه ورسائله.

الاتجاه الإنساني

إن التوحيدي قد قدَّم لنا فلسفة منفتحة ليس فيها حلول نهائية، وأجوبة حاسمة، بل أسئلة مستمرة متوالية يأخذ بعضها برقاب البعض الآخر، وهي في النهاية فلسفة مؤسسة على مخاطبة العقل من أجل مساعدته على أن يتساءل بعد أن يندهش، وقائمة على مفهوم جوهري في معرفة الحقيقة وهي "النسبية" الناشئة بفعل المنظور الإنساني.

ولم يقتصر التوحيدي على الأخذ من كل علم بطرف -وتلك كانت من سمات العلماء حينئذ- بل هو قد حاول أن يضارب الآراء بعضها ببعض، وأن يولد الدهشة في نفوس أولئك الاعتقاديين أو الغارقين في سبات اليقين.

انظر إليه يقول مخاطبًا الإنسان في كل زمان ومكان: "أيها الإنسان المبتدع بالقدرة الإلهية والخلق المصطنع بالمشيئة الربانية، والإنسان المحفوف بالنعمة الملكية، تأمَّل مواقع آياته واستنطق شواهده وآثاره، وتصفح متأتى آياته عندك، وانظر بأي فضل خصَّك، ومن أي حال خلصك، وإلى أي درجة رقَّاك، وبأي رتبة جلاك".

والتوحيدي بالرغم من تسليمه بأهمية الآخر في الذات، فإنه يُلح على أن يشكل الإنسان معرفة ذاتية متميزة عن العالم. فحين يدرك المرء يغدو حائزًا على إمكان فهم الذات الكلية بحكم التشابه الموجود والتفاعل الضروري الحاصل بينهما.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة