تمثال أبو الهول، أو كما يطلق عليه بمصر حارس الفراعنة الأمين، الذي نُحت منذ نحو 4500 عام على الضفة الغربية من النيل في هضبة الجيزة، هو تمثال فريد من نوعه، وقد صُنع في أثناء حكم الملك خفرع الذي ينتمي إلى الأسرة الفرعونية الرابعة.
اقرأ أيضًا: من هو أبو الهول؟ وما حقيقة نومه؟ وهل بناه إدريس عليه السلام؟
موقع تمثال "أبو الهول"
يُعد أبو الهول من أكبر التماثيل في العالم، حيث يبلغ طوله 20 مترًا، أمَّا عرضه فيصل إلى 73 مترًا، ويظهر أمام الأهرام مجسدًا رمز القوة بجسد أسد ورأس إنسان، وعلى رأسه غطاء رأس ملكي غاية في التميز والإبداع، فنرى وجه أبو الهول متجهًا نحو الشرق، ويجلس مقابل قرص الشمس مباشرة، بجسد يرمز للسلطة والتحكم، أما الرأس فيرمز إلى الحكمة.
فاختيار موقعه لم يكن صدفة بل بعد دراسة وتصميم هندسي مدروس جيدًا وبعناية فائقة، فقد كان قدماء المصريين في ذلك الوقت يعتقدون أن أبو الهول سوف يحمي هذا المكان من اللصوص والمخاطر التي تحوم حولهم.
أبو الهول منحوت من قطعة واحدة من الحجر الجيري، بأسلوبٍ ومهارة فائقة الجودة تدل على عظمة العمارة في هذا الوقت، واستخدام المقاييس الفنية الدقيقة لقياس الأبعاد والارتفاعات والطلاء وخلافه في العصر القديم، واستغرق بناؤه نحو ثلاث سنوات بواسطة أكثر من 150 شخصًا تقريبًا باستخدام أدوات الحفر الحجرية والنحاسية.
يقال إن الملك خفرع هو أبو الهول، وقد بنى تمثال أبو الهول ليخلد والده الملك خوفو وحارسًا أيضًا للقبر لحماية جسم الملك خوفو، وللحفاظ على المقتنيات التي سيحتاج إليها في العالم الآخر من اللصوص.
اقرأ أيضًا: هل حطّم نابليون أنف أبي الهول؟
تعرض التمثال للتخريب
فهذا النحت المبدع يشير إلى اهتمامات الإنسان المصري القديم بالفن وخاصة فنون النحت والتجسيد الصخري بأدوات بدائية تظهر المجهود الكبير والإتقان الشديد في الصناعات اليدوية القديمة التي ظلت صامدة إلى ذلك الوقت، على الرغم من بعض العوامل البيولوجية والمناخية وعوامل التعرية التي للأسف أسهمت في تدمير بعض الأجزاء السفلية من تمثال أبو الهول.
وأسهمت التدخلات البشرية المؤسفة أيضًا في تدمير أنف أبو الهول، مثل مدافع الحملة الفرنسية التي أُطلقت باتجاه أبو الهول لتدريب بعض الجنود على الرماية في حادثة لم ولن ينسها محبو التاريخ ومنظمات الحفاظ على الأثر العالمي؛ لأن هذا النحت العظيم وغيره ملك لشعوب العالم جميعًا وليس لمصر فقط، فيجب علينا الحفاظ عليه وليس تدميره.
ولذا يحضر ملايين الأشخاص سنويًّا من جميع أنحاء العالم لمشاهدة عظمة قدماء المصريين في البناء والتصميمات الهندسية الرائعة.
وأخيرًا يوجد عند قدماء المصريين أسرار كثيرة لم تُكتشف حتى الآن، ففي زيارة مصر سترى حضارة عظيمة بمنطقة الجيزة والأقصر وسقارة، وستستمتع بمزيد من المعلومات عن أسرار المصريين القدماء التي لا يمكن سردها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.