أبشع 5 تجارب تمت على البشر

غالبًا ما يدفع الإنسان ثمنًا باهظًا للتقدم، فالسجناء والمرضى والفقراء كانوا ذات يوم أبطال تجارب بحثية بشعة لكثير من الباحثين، الذين أجروا تجاربهم على أشخاص ربما كانوا غير راغبين في المشاركة أو شاركوا دون قصدٍ في تلك الاختبارات، التي تركت بعضهم يعاني الحزن المؤقت، وبعضهم الآخر يعاني مشكلات نفسية مدى الحياة. وفي حين كان هؤلاء الباحثين يحاولون إنقاذ حياة الأشخاص، ارتكب كثير منهم في بعض الأحيان جرائم مروعة من أجل تحقيق نتائج كان بعضها غير أخلاقي.

في هذا المقال سنتعرف على 5 من أسوأ التجارب التي أُجريَت على البشر عبر التاريخ.

اقرأ أيضاً أغرب قصص جرائم قتل الأزواج

أسوأ تجارب أجريت على البشر 

دراسة توسكيجي لمرض الزهري

دعنا نبدأ عزيزي القارئ بواحدة من التجارب البشعة، إذ كان مرض الزهري يُمثل مشكلة صحية عامة وكبرى في عشرينيات القرن الماضي، وفي عام 1928 أطلق صندوق جوليوس روزنوالد -وهي منظمة خيرية- مشروع رعاية صحية عامة للسود في المناطق الريفية الأمريكية الجنوبية.

كان ذلك إلى أن عانت الولايات المتحدة الكساد الكبير في عام 1929، فحينها فقد المشروع مصادر تمويله، وأُجريَت تغييرات على البرنامج، وبدلًا من علاج المشكلات الصحية في المناطق المحرومة من الخدمات حدثت كارثة، ففي عام 1932 سجَّل الرجال السود الفقراء الذين يعيشون في مقاطعة ماكون-ألاباما في هذا البرنامج؛ ظنًّا منهم أنهم سيعالَجون من أمراض المعدة كما قال لهم الأطباء.

حتى يُسجِّل كثير منهم، منحهم القائمون على البرنامج رعاية طبية مجانية، إضافة إلى الطعام ووسائل الراحة الأخرى؛ للمشاركة في الدراسة.

 لكنهم لم يعرفوا أن الأمر كله مجرد خدعة، فلم يخبر أحدٌ الرجالَ قبل هذه الدراسة أنهم مجنَّدون في البرنامج؛ لأنهم يعانون في الواقع مرض الزهري الذي ينتقل عبر الاتصال الجنسي، وليس كما قيل لهم إنهم يعانون آلام المعدة، ولم يُخبرهم أحد بأنهم يشاركون في تجربة حكومية تدرس مرض الزهري غير المعالج عند الذكور الزنوج.

وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأنهم كانوا يتلقون رعاية طبية، فلم يُعَالج هؤلاء الأشخاص على نحوٍ صحيحٍ من هذا المرض، واستمر هذا حتى بعد أن تعاطوا البنسلين، إذ أصبح العلاج الأول للعدوى في عام 1945، وبعد إنشاء مراكز العلاج السريع في عام 1947 لم يُقَدَّم لعلاج المرضى.

وافتُضح أمر تلك الدراسة بعد أن سُربت معلومات بأن أمريكا استغلت الزنوج وخدعتهم، وأخبرتهم بأنهم يعانون وجود دماء سيئة وأمراض بالمعدة، وهي في الواقع كانت تريد دراسة مرض الزهري الذي يعانونه.

وأوقِفت الدراسة أخيرًا، وعلى الرغم من عدم استعادة تلك الأرواح التي أنهكتها الحكومة الأمريكية، فقد اضطر الرئيس الأمريكي كلينتون إلى الاعتذار عما حدث في أسوأ التجارب التي أُجريَت على البشر.

اقرأ أيضاً تعرف على أخطر 10 نساء فى العالم

تجارب أخرى أجريت على البشر 

الوحدة اليابانية 731

حُظِر استخدام الحرب البيولوجية بموجب بروتوكول جنيف في عام 1925، لكن اليابان رفضت الحظر، وأنشأت الوحدة 731، وهي وحدة سرية تُعرف باسم وحدة الوقاية من الأوبئة، إذ بدأت اليابان بحلول منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي إجراءَ تجربة الحرب الكيميائية واختبارها على البشر.

حينها عرَّض الأطباء والضباط العسكريون الضحايا عمدًا للأمراض المُعدية، مثل أمراض الطاعون والكوليرا والزهري والتيفوس ومسببات الأمراض الأخرى، في محاولة لفهم تأثيراتها في الجسم وكيف يمكن استخدامها في صنع القنابل والهجمات خلال الحرب العالمية الثانية.

إضافة إلى العمل على مسببات الأمراض، فقد أجرت الوحدة 731 تجاربَ على الأشخاص، مثل بتر الذراعين والساق دون تخدير.

كان كثير من الأشخاص الخاضعين لتلك التجارب البشعة من المدنيين الصينيين وأسرى الحرب، وأيضًا بعض الضحايا من الروس والأمريكيين.

كان أي شخص غير ياباني نموذجًا يصلح للتجربة، وتشير التقديرات اليوم إلى أن نحو 100,000 شخص كانوا ضحايا داخل المنشأة، ولكن عند تضمين التجارب الميدانية للحرب الجرثومية، أوضحت تقارير الطائرات اليابانية التي أسقطت البراغيث المصابة بالطاعون فوق القرى الصينية، وسممت الآبار بالكوليرا إلى أن ارتفعت أعداد القتلى إلى ما يقرب من 250,000 قتيل وربما أكثر.

صدق أو لا تصدق، بعد الحرب العالمية الثانية منحت الولايات المتحدة المتورطين في جرائم الحرب هذه التي ارتُكبت في الوحدة 731 حصانةً؛ جزءًا من اتفاقية لمنع تبادل المعلومات ووصولها إلى أمريكا. وقد رفضت الحكومة اليابانية الاعتراف بحدوث أي من هذا، لكن بعد أن افتُضح أمرها في الثمانينيات اعترفت الحكومة بالجرائم السيئة التي أجرتها على البشر، ولكن بعد فوات الأوان!

التجارب الطبية النازية

ربما كانت أكثر التجارب السيئة شهرة على الإطلاق تلك التي أجراها جوزيف مينجيل، طبيب قوات الأمن الخاصة في أوشفيتز في عهد الهولوكوست، وكان هدفه هو التخلص من أي شخص تكرهه ألمانيا كاليهود أو الشاذين جنسيًّا.

أجرى مينجيل مسحًا لليهود والإسبان والقطارات التي كانت تأتي من إفريقيا للبحث عن توأمين لإجراء التجارب عليهما، على أمل إثبات نظرياته لدعم الحزب النازي.

وكان يُجري التجارب على التوأمين ويسحب دماءهما؛ لتحديد سماتهما الوراثية وينقل الدماء من توأم إلى آخر.

كان معظم التوائم لديهم أعين زرقاء، فحقن قرنياتهم بمواد كيميائية، فكان العمى هو النتيجة النهائية.

ليس هذا فقط، فقد استخدم النازيون السجناء لاختبار علاجات الأمراض المُعدية، وأُجبِر كثير من السجناء على المكوث في درجات حرارة منخفضة وتشريحهم وهم أحياء!

وقد حوكِم بعض الأطباء المسؤولين عن هذه الفظائع فيما بعد بوصفهم مجرمي حرب، لكن مينجيل هرب إلى أمريكا الجنوبية وتُوفي في البرازيل عام 1979 بنوبة قلبية، وقضى سنواته الأخيرة وحيدًا ومكتئبًا.

تجربة سجن ستانفورد

قد تكون تلك التجربة واحدة من أشهر التجارب البشرية التي أُجرِيت على الإطلاق، وحدثت في أغسطس عام 1971، وكان الغرض من تجربة سجن ستانفورد هو دراسة أسباب الصراع بين السجناء ومَن يحرسهم، وقد عُيِّن أربعة وعشرين طالبًا عشوائيًّا لتمثيل دور الحارس أو السجين، ثم عُيِّنوا وفقًا لأدوارهم في سجن نموذجي مصمم خصوصًا ويقع في قبو مبنى علم النفس في حرم جامعة ستانفورد.

وسرعان ما أصبح واضحًا أن أولئك الذين كُلِّفوا بأداء أدوار الحراس قد أخذوا وظيفتهم على محمل الجدِّ، بدؤوا يفرضون تدابير قاسية، ويُعرِّضون «أسراهم» إلى درجات مختلفة من التعذيب النفسي.

إذا كان هذا مفاجئ فقد يكون الأكثر إثارة للدهشة أن كثيرًا من السجناء في التجربة قد قبلوا الانتهاكات ببساطة، وأصبحت الإجراءات الاستبدادية التي اتخذها الحراس متطرفة لدرجة أن التجربة توقفت فجأة بعد ستة أيام فقط.

فصل ثلاثة توائم

في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أجرى علماء النفس الإكلينيكي بقيادة بيتر نويباور تجربة سرية، إذ فُصِل فيها ثلاثة توائم عن بعضهم.

وظهرت التجربة -التي قيل إنها ممولة جزئيًّا من قبل المعهد الوطني للصحة العقلية- إلى النور عندما وجد ثلاثة أشقاء أنهم متطابقون، وذلك عام 1980.

وكانت البداية حينما ذهب شخص يدعى بوبي إلى جامعة سولفان بأمريكا، وكان الطلاب يُرحبون به كأنهم يعرفونه رغم أنها كانت مرته الأولى في الالتحاق بالجامعة، إلى أن اتضح له أنه يوجد شخص يدعى إيدي كان يدرس في الجامعة أيضًا وهو شقيقه.

وبعد أن ظهرت قصة التوأمين للعالم وفي الصحف، اتصل شخص يدعى ديفيد يقول إنه شقيقهم الآخر، وحينما أجروا تحليلات الحمض النووي وجودوا فعلًا أنهم ثلاثة أشقاء.

كان هدف التجربة هو وضع كل واحد من الإخوة في بيئة مختلفة لدراسة التطور العقلي له دون مراعاة الأثر النفسي الذي عانى منه الإخوة فيما بعد، والمثير أنه لم تُوضَع نتائج محددة لتلك الدراسة البشعة التي فصلت 3 أشقاء عن بعضهم مدة 20 عامًا! وهذه الدراسة موجودة بجامعة بيل ولا يحق الاطلاع عليها إلا في عام 2066.

كانت تلك 5 من التجارب الطبية المروعة التي أُجريت باسم العلم، دون مراعاة موافقة المرضى أو الأخلاق لإجرائها!

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 9, 2023, 10:13 ص - عدي مجدي قطقط
أكتوبر 18, 2023, 10:27 ص - جوَّك آداب
أكتوبر 17, 2023, 11:05 ص - عائشة صلاح الدين
أكتوبر 11, 2023, 3:45 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 11, 2023, 3:04 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 5, 2023, 11:31 ص - هشام طه محمود سليم
أكتوبر 1, 2023, 10:02 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أغسطس 22, 2023, 1:55 م - 💜الهام💜
أغسطس 20, 2023, 8:38 م - زهرة سعيد حسين جوهر
أغسطس 12, 2023, 8:04 م - علي ياسر ابوالمعاطي
أغسطس 3, 2023, 3:17 م - عبدالمجيد ايت اباعمر
يوليو 8, 2023, 10:36 ص - جوَّك لايف ستايل
يوليو 6, 2023, 6:57 ص - محمد أمين العجيلي
يونيو 11, 2023, 1:16 م - زبيدة محمد علي شعب
يونيو 4, 2023, 5:24 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
يونيو 4, 2023, 12:03 م - زبيدة محمد علي شعب
مايو 30, 2023, 5:36 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
مايو 24, 2023, 12:48 م - Positive Hope Power Channel
مايو 24, 2023, 12:16 م - Positive Hope Power Channel
مايو 11, 2023, 4:42 م - زهرة حبيب
أبريل 26, 2023, 12:07 م - أسماء خشبة
أبريل 2, 2023, 8:28 ص - ياسر إسماعيل منيسي
مارس 18, 2023, 9:40 ص - أ. د. محمود سطوحي
فبراير 5, 2023, 9:33 ص - وليد فتح الله صادق احمد
فبراير 3, 2023, 9:42 ص - وليد فتح الله صادق احمد
يناير 21, 2023, 10:05 م - زينب يحيي محمد حسين
يناير 18, 2023, 9:08 م - بشرى حسن الاحمد
يناير 18, 2023, 12:35 م - وليد فتح الله صادق احمد
يناير 8, 2023, 8:52 م - محمدالمخلافي
يناير 5, 2023, 11:09 ص - محمد محمد صالح عجيلي
يناير 2, 2023, 7:26 م - سيد علي عبد الرشيد
ديسمبر 24, 2022, 9:39 ص - محمد إسماعيل الحلواني
ديسمبر 24, 2022, 9:36 ص - هبه مرجان
ديسمبر 17, 2022, 1:02 م - حسن خليل سعد الله
ديسمبر 13, 2022, 7:43 م - خالد محمد العوضي
ديسمبر 6, 2022, 8:57 م - جيهان بركات محمد
أكتوبر 26, 2022, 8:03 ص - علي الطالحي
أكتوبر 23, 2022, 6:13 م - سامى المرسى كيوان
أكتوبر 21, 2022, 6:46 م - قلم خديجة
أكتوبر 19, 2022, 9:23 ص - فارس عبدالهادي محمد
أكتوبر 17, 2022, 1:29 م - منة الله صبرة القاسمي
أكتوبر 10, 2022, 9:12 م - سامى المرسى كيوان
سبتمبر 15, 2022, 7:50 ص - نبيل الشهاري
سبتمبر 2, 2022, 12:36 م - علي العبيدي
أغسطس 17, 2022, 12:48 م - نبيل الشهاري
أغسطس 6, 2022, 9:47 ص - زكريا عبده عمر عبده
أغسطس 4, 2022, 1:07 م - احمد عصام امان
يوليو 25, 2022, 2:57 ص - بوسلامة دعاء خولة
يوليو 19, 2022, 10:25 ص - اياد حميد
يوليو 18, 2022, 1:51 م - الدكتورة روزيت كرم مسعودي
يوليو 10, 2022, 2:45 ص - عثمان
يوليو 6, 2022, 6:33 ص - أسماء علي حسين
يوليو 5, 2022, 8:04 ص - يمنى قربي
يوليو 3, 2022, 10:14 م - رفعت هارون محمد عثمان
يونيو 30, 2022, 6:07 م - مرام عمر الأشقر
يونيو 28, 2022, 1:51 م - وائل عبد الجليل صالح محمد الدبيلي
يونيو 27, 2022, 7:53 م - مصطفى محفوظ محمد رشوان
يناير 23, 2022, 6:39 م - هاجر المدودي
يناير 8, 2021, 1:15 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
مايو 25, 2020, 11:41 ص - عبدالحليم عبدالرحمن
مايو 19, 2020, 11:20 م - عبدالحليم عبدالرحمن
مايو 9, 2020, 1:14 ص - احمد مصطفى حسانين الشاذلى
نبذة عن الكاتب